لقد انتهت الغارات عليها باستشهاد الثوار الفلسطينيين الذين كانوا يدافعون عن الوجود الفلسطيني والكرامة العربية .. استشهدوا تحت القصف الهمجي .. لقد قاومو حتى الرمق الأخير ولم يستسلموا .. اسقطوا قبل استشهادهم طائرة فانتوم إسرائيلية وأخرى هليكوبتر حربية .. لقد كانت وما زالت هذه القلعة نموذجا مشرفا لهزيمة جيش الاحتلال الإسرائيلي في لبنان .
شهادة ضباط الاحتلال ممن شارك بالهجوم 1982 :
حيث قال أحدهم : " كان عددهم 33 فلسطينيا، ومعظمهم من قوات "فتح" ولم نأسر أيا منهم لأنهم قاتلوا حتى الموت، ولم يستسلم أحد، لقد دهشنا جميعا من ضراوة مقاومة هؤلاء الفلسطينيين، وهذا ما دفع رئيس هيئة الاركان ايتان لاداء التحية العسكرية لهم .. وأيضا بانتهاء المعركة / الحرب جاء رئيس الوزراء الإسرائيلي حينها "مناحيم بيغن" ليقدم تحية عسكرية لراسم وجنوده " . ويضيف " دخلنا إلى القلعة ووجدنا أن كل الفدائيين الثلاث والثلاثين شهداء .." ..
يقول الجنرال شاؤول نكديمون: " هذه الحرب كالمصيدة وقد وقعنا فيها كفئران صغيرة ، في قلعة شقيف فقد الفلسطينيون 30 مقاتلاً لكننا فقدنا خمسة أضعاف هذا العدد ، أكثر من مائتين من جنود النخبة جولاني الصهاينة " معركة الشقيف أذهلت بيغن وشارون، فقدنا في معارك الشقيف خيرة ضباطنا وجنودنا."
معركة سطرت بدماء :
قلعة شقيف الشامخة مرغت رأس الجيش الاسرائيلي الذي لا يقهر بالتراب وأحبطت كل مخطاطاتهم الشيطانية وأنتفض الفلسطيني البسيط والذي سلبت أرضه وشرد إلى بلاد الشتات و الذي يعاني من الفقر إلى فلسطيني مقاتل شرس لا تستطيع قوة الطغيان من كسر إرادته .. إنها قلعة شقيف مقبرة للاسرائيليين ، ولولا النصائح الأميركية لقيادة الاحتلال الاسرائيلي بعدم التمترس المستمر حول القلعة لكانت خسائر الجيش الاسرائيلي الإرهابي لا تعد ولا تحصى.
وأختتم أسطري هذه عن هؤلاء الشهداء الأبطال الذين كان صمودهو واستبسالهم ممزوجا بالإيمان والتمسك بالأرض والاستشهاد دفاعا عن الأرض.. إنهم أبناء شعبنا الفلسطيني أبطال الثورة الفلسطينية المعاصرة .. " قلعة شقيف" لغز من ألغاز الصمود العربي والفلسطيني في الاجتياح الإسرائيلي لـ لبنان .. قلعة شقيف على أرضها وترابها من قاتل حتى النهاية ولم يرعبه أو يكسره ضراوة الحرب الاسرائيلية فكل التحية والتقدير لشهداء الثورة الفلسطينية واللبنانية والعربية .. لشهداء النضال والمقاومة الباسلة .. ولشهداء معركة شقيف ننحني إجلالاً وإكراماً .
بقلم الأستاذ وسيم وني " اتحاد الصحافة العربية "