شكلت مبادرة الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي علامة فارقه في تاريخ الصراع الفلسطيني مع إسرائيل ، وعدت مبادرة الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي مفصل تاريخي في موقف حركة الجهاد الإسلامي للخروج من حالة التخبط الفلسطيني ، حيث تطرح حركة الجهاد الإسلامي مبادرة وطنيه للخروج من المأزق الفلسطيني والخلافات التي تعصف بالفلسطينيين وهذه الخلافات والانقسامات قطعا ليست في صالح القضية الفلسطينية .
الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي مضمون خطابه توجيه رسائل مهمة على الصعيد الإقليمي وموضع القضية الفلسطينية من هذه الصراعات الاقليميه حيث تخلى العرب عن القضية الفلسطينية وانشغل النظام العربي بصراعات جعلتهم يحرفون أولوية صراعهم مع إسرائيل ، ووجد النظام العربي أن تحالفه مع إسرائيل على حساب القضية الفلسطينية يحقق مكاسب أمنيه لهذه الانظمه
حيث قالها الأمين العام للجهاد الإسلامي انه لن يكون لهذه ألامه مستقبل بدون فلسطين ورفع شعار أمه بلا فلسطين أمه بلا قلب ، ودعا إلى ضرورة إنهاء الانقسام لمواجهة الاحتلال .
ووضح صراحة أن الجهاد الإسلامي ليست جزءا من الإسلام السياسي منوها أن هذا ناجم عن مراجعه فكريه وسياسيه وعرف الحركة أنها وطنيه وتوجهاتها ضد الاحتلال الإسرائيلي
النداء الذي وجهه رمضان عبد الله شلح لتبني برنامج وطني بالنقاط العشر التي طرحها معللا صحة توجهاته إلى أن إسرائيل تتنكر لكل الحقوق الفلسطينية وتضع برنامج ضد الشعب الفلسطيني وان الطريق الوحيد للخروج من مأزق المعاناة الفلسطينية هو بالبرنامج الذي طرحه
المأزق الفلسطيني هو بتنكر حكومة الاحتلال لاتفاقات اوسلوا ووصول المفاوضات إلى طريق مسدود بفعل السيناريو الإسرائيلي الذي يزحف لقضم الضفة وضم مناطق جيم لإسرائيل حيث تنادت أصوات اليمين الصهيوني لضم الضفة الغربية لإسرائيل ،
وان إسرائيل تسعى إلى تعزيز قطاع غزة كدولة محاصرة تحت حكم سيطرة حماس، وفي وقت متقدم- وان وزراء اليمين الإسرائيلي على رأسهم نفتالي بينيت وأوري ارئيل وايلات شكيد وزئيف ايلكين- حيث يطمح افيغدور ليبرمان إلى طرد سكان المثلث الفلسطيني 48 إلى شمال الضفة
الوكالة اليهودية تسعى لتغيير الديموغرافيه الفلسطينية وتسعى لتهجير اليهود من مختلف أصقاع العالم إلى فلسطين ، بحجة الترغيب والتسهيلات المالية للمستوطنين حيث العالم في خدمة سياسة التوسع الإسرائيلي على حساب القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني.
ما تخطط له إسرائيل يمكن إفشاله بموقف فلسطيني واستراتجيه وطنيه فلسطينيه تعيد خلط الأوراق وتقلب الطاولة في وجه الاحتلال الصهيوني والدول الداعمة له ، إن الموقف العربي يشكل دعامة لتوجهات إسرائيل التي تهدف لتصفية القضية الفلسطينية والتطبيع مع إسرائيل حفز إسرائيل للاستمرار في مشروعها الاستيطاني والتهويد ، وان الحكومات العربية باتت أكثر "قناعة" بأن العلاقة مع إسرائيل هي التي يمكن أن توفر لهم الرضي الأمريكي وتثبيت عروشهم وأنظمتهم وأنهم في حال سلكوا هذا الطريق هم بمنأى عن الانقلاب على أنظمتهم وعروشهم وهم في سبيل ذلك يسعون إلى صفقات السلاح وتواصل الحروب التي تصب في صالح الكيان الإسرائيلي والتغاضي عن جرائم إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني
الوضع الفلسطيني الداخلي يسير من سيء إلى أسوأ، سياسيا واقتصاديا وديموغرافيا وجغرافيا، وإسرائيل تحبط أية محاولات لتحسين الأوضاع وتزيد من شروطها التعجيزية، والقوى والفصائل الفلسطينية عاجزة عن تقديم برنامج وطني ينهي الانقسام ويوحد الجهود للخروج من المأزق الذي وصلت إليه اتفاقات أوسلو
ونحن على أبواب العام 2017 لا بد من موقف وطني يخرج القضية الفلسطينية من حالة الضياع ومحاولات الهيمنة وهذا بالفعل يتطلب موقف وطني فلسطيني وأراده وطنيه تعيد للقضية الفلسطينية أهميتها الدولية والاقليميه ، لان المراهنات على تغير في الموقف الأمريكي والأوروبي أصبحت لا تغني ولا تسمن من جوع وان كل عام يمر نخسر وجودنا وتقضم الأرض الفلسطينية وتتسمن وتتوسع المستوطنات .
مبادرة رمضان عبد الله شلح قد تشكل مدخل للخروج من مأزق ما وصلت إليه القضية الفلسطينية والوضع السياسي الفلسطيني بمختلف مكوناته إن اجتمعت كافة القوى والفصائل الفلسطينية وتوصلت من خلاله لبرنامج وطني يجمع الجميع ويقود لاعتماد استراتجيه وطنيه توحد الجميع تحت مظله واحده ، ويخشى أن تكون المبادرة انزلاق آخر تقود إلى الانقسام بحيث تزيد في عمق الخلافات الفلسطينية بين رؤيتي الأولى تمسكها باتفاق أوسلو والسلطة ومكاسبها ، والرؤيا التي طرحتها حركة الجهاد التي قد تقود لتمحور جديد للقوى والفصائل المنضوية تحت إطار المقاومة والممانعة
نتمنى أن تكون مبادرة الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي مرجعية لإجماع فلسطيني يقود الجميع لحوارات معمقه والتوصل إلى برنامج وطني يقود حقيقة لوضع حد لحالة الجمود التي وصلت إليها مفاوضات الحل السلمي ، وتعيد إعادة صياغة الموقف الفلسطيني ليرقى لحالة التحدي التي فرضتها حكومات الاحتلال الصهيوني وضرورة مواجهة المخطط الصهيوني التوسعي الاستيطاني والتهويدي
إن حرف أولوية الصراع مع الاحتلال ليحل محله الصراع الطائفي والمذهبي والعرقي الذي يجتاح المنطقة هو اكبر خدمه مجانية للاحتلال الإسرائيلي لأن هدفه تفتيت المنطقة وتقسيمها لكيانات تخدم الاحتلال الصهيوني وتمهد لتصفية القضية الفلسطينية .
لقد تخلى العرب عن القضية المركزية الأم قضية فلسطين وأداروا ظهورهم وان الأوان لتصويب أولوية الصراع مع إسرائيل ببرنامج وطني فلسطيني يقود لإنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية ،
إن مبادرة الأمين العام للجهاد الإسلامي رمضان عبد الله شلح هي قراءه للواقع الفلسطيني وتشكل خارطة طريق للخروج من المأزق والمعاناة الفلسطينية إذا درست بإمعان وشكلت قاعدة لمحور حوار وطني بحيث يخرج المجتمعون من مختلف القوى والفصائل ببرنامج واستراتجيه وطنيه جامعه تصوب الوضع الفلسطيني وتوجهاته.
بقلم/ علي ابوحبله