"سأكتب جملة أغلى من الشهداء والقبل
فلسطينية كانت ولم تزل ! "( محمود درويش )
كانت ولا زالت تتمتع فلسطين بتنوع جميل، فتنوعت تضاريسها، فرسمت الجبال والسهول والصحاري والأغوار خارطتها بروعة وعناية، وتسلسل التاريخ والحضارات بانسياب بين حقب أزمنتها، فدخلها الفرس والروم والصليبيون، وعمر في حضارتها وآثارها الفاطميون والأمويون والعباسيون، وهبط فيها الرسل والأنبياء، وباتت قبلة المصلين والمؤمنين، فهي مسرى محمد ومهد يسوع المسيح وقيامته عليهما السلام.
مدن فلسطين وقراها وحاراتها وشوارعها خير شاهد على تنوع إنساني طائفي عرقي جميل، بنوا وعمروا وعاشوا هنا في فلسطين، جاؤا منذ زمن بعيد من قارات ومدن بعيدة، ليكونوا جزءً من حضارة عريقة، حضارة فلسطين، فعاش فيها الأقباط والأرمن والتركمان والبهائيون والاحمديون والأفارقة، وجاورهم الشركس والسريان والسامريون والدروز، وأحاط بهم الموارنة والغجر الروم والأكراد، لكل منهم عاداته وتقاليده، ماضيه وحاضره، ولكنهم هنا في فلسطين انصهروا فلسطينيين، فيها عاشوا وأقاموا، رابطوا ودافعوا.
ففي فلسطين من أي مكان جئت ومن أي بلد قدمت تشعر وللوهلة الأولى انك في موطنك، ففلسطين بتنوعها وبهائها تجد فيها من كل حضارة قبس، ولكل ديانة فيها نفس، فالمساجد والكنائس تتعانق، ولمختلف الأطياف والأعراق فيها مقام، فالزوايا والتكايا والأديرة والمدارس لكل الطوائف والأعراق، لا طائفة تتعدى على أخرى، ولا عرق يزاحم آخر، ففلسطين وحدها رغم صغر مساحتها، وانتهاكات المحتل فيها، كانت ولا زالت وستبقى مهبط الأنبياء، ومهد الحضارات.
فلسطيني الهوية
مسيحي الديانة
مسلم الحضارة
و قلمي الثورة
لن تكسر
أقلامنا
سنبقيها في
كيانكم خنجر
بقلم/ د. حنا عيسى