الحالة المأساوية التي وصلت إليها حركة فتح -في إقليم شمال غزة في مؤتمرها العام لانتخاب القيادة-, من استبعاد لرموز تاريخية في حركة فتح، واستثناء لكفاءات وقامات عليا في الحركة، وإقصاء غالبية الاكاديميين والمثقفين وأصحاب الشهادات العليا الذين يعتبرون الوجه المشرق للحركة، وتجاهل لأسر القادة الشهداء، كل هذا الإقصاء البشع للمنافسين والأحرار والمناضلين يمكن تقديره وتحليله في عدة نقاط وهي كالاتي:
أولا: انعدام الشعبية: عندما يصل القادة الضعفاء والفاسدين إلى مرحلة غضب عام اتجاههم، فانهم يحاولون تفصيل شرعية لهم من اجل بقائهم في القيادة، من خلال الانتخابات الشكلية، بحيث يدخل المؤتمر الانتخابي أشخاص من باطنتهم ومعروف مسبقا أين تذهب أصواتهم، ويتم استبعاد المثقفين وأصحاب الرأي الحر الذين لا يمكن الهيمنة على تصويتهم.
ثانيا: الدكتاتورية البشعة: هي أن تخلق مبررات غير أخلاقية من اجل إقصاء وعزل المنافسين والمعارضين, بهدف احتكار القيادة دون منازع, فمثلا أردوغان في تركيا قام بفبركة الانقلاب من أجل اضطهاد وعزل وسجن المعارضين بحجة الانقلاب, وهذا ما حدث في حركة فتح إقليم الشمال، حيث تم استغلال موضوع دحلان من اجل استبعاد وإقصاء المنافسين والمعارضين من المثقفين والاكاديميين أصحاب الراي الحر داخل الحركة, بحجة دحلان.
ثالثا: الضعف: هم الضعفاء وحدهم الذين لا يجرؤون على دخول معركة انتخابية حقيقية، تكون فيها كافة التيارات متواجدة وتكون المنافسة الشريفة هي الأساس, فبدلا من ذلك يقومون بصناعة معركة وهمية، وصناعة منافسين ضعفاء يسهل هزيمتهم، فهذه المعركة تتطلب إقصاء المثقفين والاكاديميين وأصحاب الرأي الحر، من اجل ضمان الانتصار المزيف الذي ينشدوه.
رابعا: الجبناء: يستخدم الجبناء في كل مكان طرق وأساليب غير أخلاقية ولا تمت للرجولة والوطنية والدين بأي صلة، وذلك من أجل ضمان بقائهم في موقعهم, وهذا النوع من القيادة يكون معول هدم وتخريب ولا يرجى منه تقدم وازدهار.
حركة فتح بحاجة إلى قيادة شابة, ومثقفين واكاديميين من اجل تقدم وازدهار الحركة, فإن بقيت على هذا الحال سوف تستمر في التراجع ولن تنهض الحركة, وستبقى تراوح في مكانها تنتظر الموت.
أيها الغيورين والشرفاء والوطنيون .... أنقذوا حركة فتح.
بقلم/ د. باسل خضر