عندما تم إختراع مصطلح التجنح قلنا... مصطلح خفيف على اللسان
سهل في البيان وقابل للنسيان
ومرت الأمور على هذا المصطلح دون أن يكون له مفعولاً خطيراً كالإنشقاق أو الإنقلاب خاصة أن المتهمين بالتجنح لم ينسلخوا ويبتعدوا ويشكلوا هيئة جديدة
بل على العكس تماما ظلوا ضمن الإطار
أما وقد تسارعت الأمور وقد تم إتخاذا إجرائات الفصل لبعض الكوادر وكأني بالرئيس ومن شار عليه قائلا.... خلينا نخلص منهم ونرتاح ...
لا أعتقد أن هكذا أمر بهذه السهولة يمكن أن يتم خلال أيام وكأنها زوبعة بفنجان
وهو أمر ربما سيجر إلى تمحورات مناطقية وتظاهرات عنيفه وان يتخذ الرئيس ابو مازن موقفا يصل إلى حد الضرب بيد من حديد وبالنار
وهو أمر حذرنا منه مراراً وتكراراً ....
بغض النظر عن أن دحلان على حق أو على باطل وهو أمر لسنا مضطرين لبحثه
وكرأي شخصي قلته مرارا ً وتكراراً ألخصه بأن التهم التي تم توجيهها للرجل كثيرة أخطرها المشاركة في إغتيال أبوعمار .....
ولكن ألم يقل أبو اللطف أنه يملك وثيقة تدين الإثنين معاً ...!؟
وإذا كان أبو اللطف قد فعلها لأسباب في حينه ولم يراعي خطورة الأمر ووقعه على شعبنا الذي فقد رمزه وزعيمه ..وقد وضعنا في حيص بيص وغاب وكأن شيئا ً لم يكن ..!
ومن حقي وحق كل فتحاوي وفلسطيني أن نقول أن اغتيال ياسر عرفات أصبح في علم الغيب بعد أن ثبت أن لا أحد مهتم بكشف الحقيقة والنفاق تجلى في المؤتمر السادس
على العموم إذا كان الرئيس أبو مازن يمتلك القرار كقائد لفتح بأن يفصل أحد من أبنائه
فكان الأولى به كقائد وأب للجميع أن يضم أكثر من أن يفصل ..فالقائد والأب يحاول ويحاور ويقنع
والقطع والفصل والبتر آخر الدواء إذا استحفل الداء ..
أما وقد حدث ما حدث فنحن اليوم أمام واقع لا مفر منه ... ولكن أليس هناك عقلاء .!؟
ما يجري الان من خلال المواجهات التي نتمنى أن تقتصر على الغضب وتنفيسه
ويا دار ما دخلك شر ....
أبو مازن من حقه أن يدافع عن نفسه وعن فتح وعن السلطة
ودحلان المتهم وليس المفصول فقط فهو متهم بتهم من أخطر ما يكون من حقه أن يدافع عن نفسه وأعتقد هنا أنه يرى في إصراره على العودة من باب تبييض صفحته أكثر من أن يكون رئيسا رغم أنه ربما يطمح لذلك
فكيف له أن يصبح رئيسا وهذه التهمة الخطيرة ..!؟
ومن خلال مشاهدتي لمقابلته مؤخرا ً وجدت أنه لا يريد أن يقطع شعرة معاوية رغم بعض الجمل الجارحة بحق الرئيس .. وهو يريد عودة آمنة وإلا لقال (انتهينا وليكن ما يكون )
نحن الان أمام حالة فريدة من نوعها لم تكن في زمن الإنشقاقات السابقة
نحن في الوطن ولسنا في سوريا ..نحن في قلب جحيم الإحتلال الذي يراقب ويخطط
ولا أستبعد أن يلجأ أي طرف من الأطراف للإستعانة بالعدو من أجل أن يحقق أهدافه
والساحة مليئة بالتناقضات والعدو داخل في كل التفاصيل وكلنا نعرف ما جرى في سوريا والعراق واليمن وو الخ
فلا أحد يطمح بشق فتح مهما وصل به الأمروالدليل أن المفصولين ما زالوا يتمسكو بفتح وبالشرعية وكل ما في جعبتهم أنهم يطالبون بتوحيد فتح
وإذا كان عقدهم للمؤتمر في مخيم الأمعري كان خارجاً عن السياق فالأمر كان يجب أن يعالج بأخف الأضرار وبقدره الكبار
المخيمات الفلسطينية تحمل رمزية هامة في قضيتنا الفلسطينية ولهذا لا يجوز بأي حال أن تستغل في صراعات داخلية وهو أمر خطير يعني ضرب جوهر قضيتنا
وأي سلوك من قبل بعض الأفراد الخارجين على القانون كإطلاق النار وترهيب السكان لهو أمر يجب أن يتم إنهاءه بكافة الطرق وواجب الشرفاء رفع الغطاء عنهم
المطلوب الان حكمة الحكماء وليس قوة الأقوياء
فالسلطة تمتلك القوة على الأرض ويإمكانها أن تذهب أبعد مما يتصوره المرء من أجل أن تكبح جماح أي معارض
ولكن هل هذا هو الحل ..!
فأبناء الأجهزة الأمنية المدربين والمسلحين هم أبناء الشعب وهم من كان لهم مواقف مشرفة ضد الإحتلال في الإنتفاضة الثانية
أما المعارضون إن صح التسمية وليس فيهم إلا المناضلون المعروفون بوطنيتهم "
رغم أن المسمى هو المتجنحين هم أيضا من أبناء شعبنا
فهل نترك الأمر للميدان وننتظر من سيكسر رأس الآخر ..!؟
إن ما يجري الان من خلال المواجهات في المخيمات سببه فصل بعض الإخوة خاصة الأخ جهاد طمليه وهوقائد مناضل معروف " ويجب أن نحصره بهذا السبب وليس أكثر ..
وأنا على يقين أن من سيخرج بالسلاح في مواجهة الأجهزة الأمنيه هم أنفسهم الزعران والمنفلتين الذين يطلقون النار في الهواء ترهيبا
وإلا ما معنى أن نرى هؤلاء الذين يختبئون أمام العدو عندما يدخل المخيم وهم يتمرجلون كل فترة فقط لترويع الأهالي من خلال إطلاق النار الكثيف في الهواء .!؟
لا أقول هذا الكلام إجتهادا ً فأنا أعرف تفاصيل التفاصيل وأعرف من هم المناضلين ومن المنفلتين ....
ولا أعتقد أن من مصلحة دحلان أن يجر البلد إلى كارثة لأنها بالمحصلة ستنقلب عليه
أللهم إلا إذا فقد عقله وما عاد يمتلك الذكاء الذي يوصف به
وأعتقد هنا أن هناك من لهم مصلحة في تأجيج الوضع إما بهدف تعليق الأمر عليه
أو لأهداف خفية لا نعرفها
الان الكرة بملعب من ..!
الكرة بيد صاحب الأمر وقائد الجميع الرئيس أبو مازن
فهل سنرى أنه سيتخذ قرارات حاسمة لتلاشي ما يهدف إليه من خسروا كل شيء
وما عاد يخشون على شيء وهؤلاء هم الفئة الطفيلية التي تريد أن تدمر كل شيء
بمن فيهم أبو مازن خاصة أنه يريد الخروج من المشهد ويستريح
وهل هكذا يكون الخروج ..؟!
أعتقد ومن خلال قرائتي للوضع وما يشعر به شعبنا المكلوم دائما بجرائم العدو أن نبقي الصراع مع العدو وليس مع غيره وأن لا ننجر إلى مواجهات داخلية مهما كات الأسباب
فلا السلطة من مصلحتها أن يحدث صراع داخلي ولا الطرف الاخر من مصلحته ذلك
ربما يكون الأمر صعب وحله أصعب ولكن ليس هناك أصعب من أن نرى الإخ يقتل أخاه
والبلد تدخل في فوضى وصراعات دموية لا قدر الله فنكون قد أهدينا العدو الأرض فارغة من أهلها ....
إنها مؤامرة دنيئة يجب أن يعلم شعبنا بها ويقفوا عندها ويوقفوها بشتى الوسائل
فيا شعبنا العظيم ... إن أبناء الأجهزة الأمنية هم أبنائكم وهم سندكم إذا ما أعلن النفير
ويا أبناء الأجهزة الأمنية ..إن الشعب شعبكم وأنتم الأبناء الأوفياء
فلا تنجروا للتهلكة وحددوا هدفكم باتجاه الفاسدين فقط وليبقى العدو الإسرائيلي المحتل هو العدو الأول والأخير
فأي صراع داخلي ...لا أحد منتصر بل الجميع سيكون خاسر
والمنتصر الوحيد هو العدو الإسرائيلي
اللهم جنب شعبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن
#منذرارشيد