"كل إناء يضيق بما جعل فيه إلا وعاء العلم فإنه يتسع"
(علي بن أبي طالب)
المضمون الأساسي للتربية والتعليم هو تكوين القدرات والمؤهلات الاجتماعية، ففي مجرى التعليم يحصل الناس على المعارف, فيتسع افقهم, ويغدو بوسعهم التوجه في الواقع المحيط والمساهمة في مختلف ميادين الحياة العامة.
إن تقسيم العمل وتخصصه لا يمليان التعليم فقط, بل والمتخصص أيضاً. فإذا وجد التعليم العام وجدت المؤهلات الضرورية في كافة الأمور, فإن التعليم المتخصص يعد الإنسان للون معين من النشاط.
في ظروف التطور, ونظراً للتجدد السريع لبنية المعارف, تتطور أشكال شتى من التعليم المتخصص المستمر (معاهد ودورات رفع الكفاءة ورفع مستوى التخصص وإعادة التأهيل .. الخ).
وتتميز التربية عن التعليم بأنها لا تكون في الإنسان القدرة على القيام بهذا العمل أو ذاك, بل تنمي فيه الخصال الباطنية, مثل: القناعات والمبادئ الأخلاقية والقيم والنزعات والبواعث وسمات الطبع، وهي تصوغ موقفاً معيناً من الواقع, ومن الآخرين, تتعذر بدونه الحياة في المجتمع.
إن التوجه العام لتكوين الشخصية يتحدد, في المقام الأول, بطابع النظام الاجتماعي, وبالامكانيات التي يوفرها المجتمع لتطور الفرد. والتربية تتم عملياً في كافة المؤسسات الاجتماعية وميادين الحياة التي يشارك فيها الفرد. وثمة شأن كبير هنا للتأثيرات, التي تمارسها على الإنسان حياته اليومية, العادية.
رغم أن أهداف وأشكال التربية والتعليم مختلفة ومتباينة. فإنهما, على صعيد الحياة, وثيقا الارتباط أحدهما بالآخر, فالتعليم يربي والتربية تعلم.
في فلسطين تنتصب أمام المجتمع, الذي يبني الدولة, مهمة عملية, هي تأهيل إنسان فلسطيني جديد, متطور بانسجام ومن كافة الجوانب، وهذا يتطلب أن تكون التربية والتعليم عملية موحدة متكاملة على طريق تكوين الشخصية الفلسطينية. نزولا عند الحكمة القائلة : "الشيء الوحيد الذي يتدخل في تعلمي هو تعليمي".
"أول العلم الصمت والثاني حسن الإستماع والثالث حفظه والرابع العمل به والخامس نشره"
(مصطفى لطفي المنفلوطي)
بقلم/ د. حنا عيسى