رحل المقدم شريف فياض المناضل التقدمي اللبناني رفيق الشهيد كمال جنبلاط ، فهو قامة وطنية تقدمية واسما كان له اثرا بارزا في الحركة الوطنية اللبنانية ، رحل بعد صراع طويل مع المرض ، رحل مفجوعا على حال الأمة العربية وما آلت اليه أوضاعها، رحل ابن الجبل المقاوم، رحل مدافعا عن المقاومة حتى آخر رمق كما كان طوال عمره عاملا في سبيل لبنان وسيادته، مؤمنا بعدالة القضية الفلسطينية ، رافعا راية الشهيد كمال جنبلاط دون ان يتوانى لحظة عن تلبية نداء الوطن في أحلك الظروف.
المقدم شريف الذي تحمل هموم لبنان الجبل الاشم كان يشدد على تماسك الوضع العربي، وكانت توجهاته صادقه نحو فلسطين، ونحن اليوم نفتقد مدافعا عن فلسطين نعبر عن حزننا الشديد وتأثرنا برحيل هذا المناضل الذي عرفناه التقيناه في اكثر من مناسبة ،فمن الصعب أن تجد سياسياً صبوراً مثابراً حريصاً على القضية الفلسطينية .
يغادرنا المقدم شريف فياض الذي كان يؤمن بفلسطين البوصلة ، التي لم يحد عنها يوم ولا إستساغ المناورة أو المساومة بشأنها، فالمهم عنده هي المبادئ والإلتفات الى مصلحة الوطن لا مصلحة الذات.
وامام هذا المصاب الجلل بغياب المناضل شريف فياض الذي انطلق من مدرسة الشرف والتضحية والوفاء ومدرسة الجيش اللبناني، وليكون الى جانب الشهيد كمال جنبلاط وضمن صفوف الحزب التقدمي الاشتراكي قائدا ومناضلا لجيش التحرير الشعبي ، نؤكد ان رحيله يشكل خسارة للشعب الفلسطيني ، حيث ترك ارث وطني وتقدمي وعروبي عريق غرف منه وأعطاه ، فبقي أمينا لفكر كمال جنبلاط ، كما بقي حارسا لثوابت للحزب التقدمي الاشتراكي و الجبل الاشم .
نعم رجل من اخلص الرجال إذا كانت الوطنية تقاس بحسابات النضال ، رجل بشهادة خصومه السياسيين أنه أفني جل عمره حبا للبنان العربي الديمقراطي ،متمسكا بمبادئه التي لم يحيد عنها قيد أنملة ، رجل مبادئ في كل ما يطرحه ويطرح عليه ، ولا يتردد في كلمة الحق ولا يعرف أنه ساوم علي مبدأ لذلك كان صادقا إذا تحدث.
أكثر من اربعين عاما طبعت شخصيته المعطاءة في النضال ، التي أسست لنهج في الممارسة السياسية الكفاحية في الحزب التقدمي الاشتراكي، حيث سطع الصفحات المضيئة هو المثال في التضحية وفي العزيمة التي لا تلين، وفي التمسك بخط النضال الوطني الديمقراطي التقدمي الذي لم يحد عنه أبدا في مختلف مراحل النضال ومنعطفاته .
رحم الله المقدم شريف فياض بقدر ما أعطي لبنان من عمره و بقدر ما ناضل لعزة شعبه ،عرفته الطبقات المسحوقة أنه مبدئي لا يتنازل أو يساوم و يندر أن تجود الساحة السياسية بمثل نقاء وطهارة هذا الرجل .
أخيراً: إننا ننحني إجلالاً للشهيد المقدم شريف فياض الذي سيتذكره كل من عرفه من المناضلين في سبيل حرية لبنان وعروبته والمدافعين بلا هوادة عن حقوق الكادحين، وحمل الراية خفاقة عالية ، راية الوطنية الصلبة راية العدالة الاجتماعية، راية الحرية والتقدم الاجتماعي.
بقلم / عباس الجمعه
كاتب سياسي