نتنياهو: لا انسحاب من الأراضي الفلسطينية والمستوطنات والبقاء للأقوى.. فهل من موقف يرقى لمستوى التحدي

بقلم: علي ابوحبله

ما كان لرئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي نتنياهو ليتكلم بهذه النبرة العالية التي تؤكد تطرف حكومته ورفضها للانصياع لقرارات الأمم المتحدة وتحلله من اتفاق اسلوا وضربه بعرض الحائط بالمبادرة العربية للسلام إلا بتيقنه أن النظام العربي أصبح أصلا فاقد لمبررات وجوده وهو لا يقوى على مواجهة التحدي الإسرائيلي ، وان النظام العربي منبطح أمام المخطط الصهيوني وان هناك هرولة عربيه تجاه التطبيع مع الكيان الإسرائيلي بالمجان .

قال رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن بالشرق الأوسط العاصف في الأحداث هناك فقط سياسة واحدة لضمان مستقبلنا كدولة، وهي أن تبقى إسرائيل قوية".وأضاف نتنياهو خلال كلمته في الكنيست بمناسبة افتتاح الدورة الشتوية مساء الاثنين "كلاً من المرشحين للرئاسة الأمريكية دونالد ترامب وهيلري كلينتون قدما الدعوة لي شخصياً للحضور للبيت الأبيض فور انتهاء الانتخابات، وهذا مؤشر جيد على قوة العلاقة بين إسرائيل وأمريكا".وأعرب نتنياهو عن تقديره للدعم العسكري الأمريكي لإسرائيل، قائلاً "أحيانا هناك خلافات مع الأمريكيين وهدا الأمر نادر حدوثه، فعلاقاتنا مع الولايات المتحدة وطيدة.وأكد بأن السلام لن يتحقق عبر قرارات الأمم المتحدة بل عبر المفاوضات المباشرة، لافتاً إلى أن ذلك الإعلان يصب في مصلحة إسرائيل. وأختتم حديثه قائلاً: أنا أؤمن بأن اوباما سيبقى مخلصاً لما قاله ولن يتخلى عن إسرائيل.

نتنياهو أعاد تكرار مواقفه المعتادة الرافضة لإنهاء الاحتلال والاستيطان والحل السياسي التفاوضي للصراع، محاولاً تسويق الاحتلال الإسرائيلي للأرض الفلسطينية، تارة من خلال "الاختباء" خلف الانشغال الدولي في محاربة الإرهاب والتطرف العنيف وارتداداته في الإقليم والعالم، وأخرى من خلال كسب المزيد من الوقت عبر الحديث عن بوابات أخرى بهدف تحقيق "سلام على مقاسه"، مدعياً أن "قوة إسرائيل هي مفتاح الاستقرار"، على قاعدة: "استحالة بقاء الضعيف في منطقتنا بل البقاء والازدهار فقط للقوي".

وهنا تكمن خطورة مضمون خطاب نتنياهو وتحلله من اتفاقات أوسلو ورؤيا الدولتين وتحلل حكومته من أية اتفاقات مع منظمة التحرير الفلسطينية ،، عدم اعترافه باحتلال إسرائيل لأرض دولة فلسطين، معتبراً أن إنهاء الاحتلال "تنازلاً وانكفاءً"، خطابه بالأمس، اكد موقف حكومته +تمسكها بالاحتلال والاستيطان، متفاخراً بأنه: (لا ولن توجد أي حكومة أكثر تعاطفا مع المستوطنات من الحكومة الحالية)، وأن: (السلام لن يتحقق بالقرارات الأممية)، وفي هذا رفض واضح وصريح لقرارات الشرعية الدولية ولمرجعيات عملية السلام، ليس هذا فقط، بل كرر نتنياهو رفضه الانسحاب إلى حدود عام 1967 معلناً أيضاً (أن تقسيم القدس لن يحدث)، هذا بالإضافة إلى مواصلة حكومة نتنياهو لإجراءاتها الاستيطانية والتهويدية الهادفة إلى إغلاق الباب نهائياً أمام حل الدولتين.

أقوال نتنياهو تشكل اعترافاً صريحاً وواضحاً بأنه ليس هناك شريكاً للسلام، وهذا الموقف تحدي للمجتمع الدولي وتحدي للعالم العربي ، وتحدي للسلطة الوطنية الفلسطينية وهو لا يعترف فيها لأنه اعتبر فلسطين كل فلسطين إسرائيل ، مما يستدعي من المجتمع الدولي التعامل بجدية مع هذه الأقوال والمواقف المتطرفة، وتحميل نتنياهو وحكومته المسؤولية الكاملة والمباشرة عن إفشال جميع فرص وأشكال المفاوضات مع الفلسطينيين، وتحميل حكومته مسؤولية الجرائم اليومية التي يرتكبها الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني، وعليه بات مطلوباً وأكثر من أي وقت مضى، قرارات دولية ملزمة تجبر إسرائيل على إنهاء احتلالها واستيطانها في الأرض الفلسطينية، والانصياع للقانون الدولي والشرعية الدولية

تصريحات نتنياهو اطلقت العنان للمستوطنين اطلاق حمله لتطبيق السياده الاسرائيليه على مستوطنة معاليه ادوميم ،فقد اطلق مجلس المستوطنات في الضفة الغربية، وبلدية مستوطنة “معاليه ادوميم” ولوبي المستوطنات في الكنيست، حملة اعلامية جديدة، تطالب الجمهور بالتوقيع على عريضة تؤيد تطبيق السيادة الاسرائيلية على مستوطنة “معاليه ادوميم” وضمها إلى إسرائيل.

ويحمل الإعلان المنشور في صحيفة “هآرتس” اليوم، صورة الرئيس الإسرائيلي السابق شمعون بيرس ومن فوقها عبارة “نواصل على طريقهم”، يليه، تحت الصورة اقتباس مقولة لبيرس، منذ عام 1978، قال فيها ان “تطوير معاليه ادوميم سيضمن تحصين القدس”.

وفي النص المرفق كتب المبادرون انه “مرت 50 سنة منذ عودتنا إلى أراضي وطننا والقدس، عاصمتنا التاريخية. حكومات إسرائيل عملت طوال هذه السنوات من اجل تعزيز المنطقة وتطويرها. آن الأوان لمواصلة الخطوة التاريخية. آن الأوان لتطبيق السيادة الإسرائيلية على معاليه ادوميم. ويختتم الإعلان بشعار كبير جاء فيه “معاليه ادوميم، آن أوان السيادة

وتحمل افتتاحية الدورة الشتوية للكنيست حملة كراهية وحقد على فلسطينيي الداخل ضمن عنصريه بغيضة تعشش في أذهان الإسرائيليين وفي حكومة التطرف الصهيوني ،وتكتب صحيفة “هآرتس” انه يتوقع أن تكون دورة الكنيست الشتوية التي ستبدأ أعمالها يوم غد، بعد عطلة دامت ثلاثة أشهر، إحدى أكثر الدورات مشحونة منذ بدايتها، حيث سبق وأعلن رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، ونواب من الائتلاف الحكومي، نيتهم مقاطعة خطابات نواب القائمة المشتركة، العرب، احتجاجا على تغيبهم عن جنازة شمعون بيرس، قبل شهر.

وفي هذا الصدد تكتب “يسرائيل هيوم” إن رئيس الكنيست، النائب يولي ادلشتين، أعرب في حديث للصحيفة عن معارضته للدعوة التي أطلقها نواب من “الليكود” و”يسرائيل بيتنا” لمقاطعة نواب القائمة المشتركة. وقال ادلشتين في لقاء ستنشره الصحيفة، غدا: “أدعو كافة رؤساء الكتل إلى التفكير كيف سيوقفون التطرف والطموح إلى الاعتدال، لأن التطرف سيصل بسرعة كبيرة جدا من الكنيست إلى الشوارع وسيؤدي إلى تدهور الأوضاع .

وتكتب “هآرتس” في افتتاحيتها الرئيسية، إن نيابة لواء القدس، أصدرت في الأسبوع الماضي رخصة رسمية للقتل، بدون تمييز تقريبا. في قرارها عدم ملاحقة الحارسين المدنيين اللذين قتلا الأخوين مرام ابو إسماعيل وإبراهيم طه، عند حاجز قلنديا، في نيسان من هذا العام، قرر مدعي اللواء بأن اليد الخفيفة لحراس الأمن على الزناد هي الطريق القانونية المناسبة لاستخدامها. لن يحدث أي شيء سيئ بعد الآن لكل من سيجعله كل شك يطلق النار بهدف القتل، في حالة التهديد وبدونها

خطاب نتنياهو يحمل نبرة التحدي والكبرياء والقوه وتفوح من خطابه رائحة العنصرية والقتل والتمسك بالاحتلال وهو يؤكد أن دول عربيه تقر وتعترف بوجود إسرائيل وتسعى للتحالف معها ،

هذا التحدي الإسرائيلي ونبرة الخطاب " لا انسحاب من الأراضي الفلسطينية والمستوطنات والبقاء للأقوى ..... فهل من موقف يرقى لمستوى التحدي الإسرائيلي يقود للتصدي الإسرائيلي ويعيد خلط الأوراق ويؤدي لإعادة النظر في اتفاق أوسلو الذي تحلل نتنياهو من الاتفاق وتبعاته.

بقلم/ علي ابوحبله