لم تشهد حركة فتح علي مدار تاريخها مهزلة كما يحدث اليوم، إن ما يحدث اليوم مؤامرة حيكت خيوطها بأيدي خبيثة باعت نفسها للشيطان لتبيع فتح بثمن بخس وتحول فتح من ثورة ومشروع تحرير إلى شركه خاصة، يجب أن تنتهي هذه الأزمة المسيئة لحركة فتح وتاريخها، ففتح ليست ملكا خاصا لأحد، فتح ملكا للشعب الفلسطيني، فاعيدو لنا فتح التي نحبها، لتعطي العالم كله دروسا في حروب العصابات و قطف الأرواح، فتح عيلبون والكرامة وأيلول الأسود والسافوي والدبويا والساحل وقلعة الشقيف والسرية الطلابية وديمونا وصقور فتح والفهد الاسود وكتائب شهداء الأقصى، إن هذه الثورة قامت لتصنع المستحيل وليس الممكن، فخطف الطائرات و تفجير خطوط المياه و العمليات خلف العدو هي التي أرسلت ياسر عرفات إلى نيويورك ليسمع كل العالم خطابه، وليست المقاومة الشعبية و البدلات والمفاوضات والسفريات، ففتح امام مفترق طرق اما ثورة لا تسقط بالتقادم، واما هزيمة تلوا هزيمة. حركة فتح بحاجة الآن لتيار إصلاحي يكسر الصمت، يبداء بالترويج لبرنامج سياسي واضح المعالم بما يتناسب مع احلام الشعب الفلسطيني، والعمل على دعم دور المفكرين والمنظرين داخل صفوف الحركة القادرين على تجديد فكر الحركة بما يتناسب مع المشروع الوطني، ففتح رقم صعب وهي ضرورة وطنية لحماية وقيادة المشروع الوطني، إلا أن الحركة تحتاج لإعادة بناء التنظيم وإعادة صياغة الفكرة، والنهوض بالدور التنظيمي لفلسطينيي الشتات بما يشكل حاضنة للتنظيم بعيدا عن الصراعات على السلطة في الداخل المحتل، ووضع برنامج يفعل التأطير الفكري والأيديولوجي الموحد لأبناء التنظيم في الداخل والخارج، بهدف توحيد صفوف التنظيم بما في ذلك توحيد المجموعات العسكرية تحت مظلة واحدة بما يخدم الحلم و المشروع الفلسطيني التحرري، ويسعي لايجاد نخبة سياسية مقبولة في صفوف القاعدة التنظيمية، وتجديد فكر ومناهج عمل الحركة بما يتناسب مع طموحات الشعب الفلسطيني، قادر على التخلص من كل من يسعى الى اضعاف الحركة وتفريغها من محتواها الوطني، و ضرورة عقد المؤتمر العام والتجديد في الأطر والهيئات التنظيمية المختلفة ابتداءً من اللجنة المركزية والمجلس الثوري والأقاليم والمناطق وانتهاء بالمنظمات الشعبية والجماهيرية، إن حال الحركة اليوم هو ترجمة ملموسة لحاجة الحركة لتجديد دمائها، بما يخدم التخلص من كل من يشكل عائقا أمام تطور الحركة، ومحاسبة كل رموز الفساد، فقد حان الوقت لتفعيل مبدأ الثواب والعقاب فالنظام الداخلي فوق الجميع، فعدد أقل وأكثر تنظيما والتزاما، أفضل من كثرة غير ملتزمة وغير منظمة، وهنا لابد من الاشارة الى ضرورة تفعيل المحاكم الحركية كجهة فاصلة في كافة مشاكل الحركة وتعزيز ثقافة المحاسبة والمسائلة في جميع المستويات التنظيمية، على ان يكون ذلك بالتوازي مع تفعيل دور العنصر المثقف والواعي لأدبيات الحركة القادر على حمل الامانة والدفاع عن الحركة بمنطق الثائر، فغياب التعبئة والفكر الثوري كان سبباً أساسياً في تراجع مستوى الأداء الفتحاوي، ففتح القوية تعني أن تعود فتح لفتح، أن تكون فتح أكبر من الأشخاص فتح الجبارة أكبر من ان يتم اختصارها وتقزيمها، فتح الفكرة بحجم أكبر حلم في التاريخ، لذلك فحركة فتح مطالبة اليوم، واكثر من اي وقت مضى، بالاسراع في لملمة صفوفها، وأن تعمل على إحداث حراك فتحاوي موجه ومدرك لطبيعة المرحلة، فنحن بحاجة اليوم وقبل الغد إلى إعادة الاعتبار لحركة فتح التي كبرت وترعرعت بدماء الشهداء. وفي النهاية، ان حركة فتح كغيرها من التنظيمات والحركات تجد فيها عدة انواع من المنتمين مقسمين على النحو التالي: 1- الارزقيه: وهؤلاء متسلقون مهزومون تجار يبيعون الحركة في الشدائد ولا تراهم الا وقت تقسيم الغنائم، وعلى شاشات التلفزيون وصفحات الفيس بوك، وهذا النوع سرعان ما يبيع الحركة لو وجد من يدفع اكثر. 2- اصحاب العقيدة : هؤلاء هم المنتصرون لفتح غالبة او مغلوبة، ظالمة او مظلومة، يدفعون ولا ياخذون، مستعدون لدفع اراواحهم فداء لفكرة تمسكوا بهم، فنجاح أي فكرة وانتصارها يكمن في البحث عن العقائديين بالانتماء. حان الوقت لتخلص من كل الدخلاء على الحركة، واعادة رموزها الثورية الى مواقعها، ومكافاءة الاشخاص ومعاقبتهم على اساس التضحية والانتماء الوطني، وليس على اساس الولاءات الزائلة والمصالح الشخصية، حان الوقت لاعادة دور الريادة والقيادة لفتح في كل المحافل، ولا تقلي تقنوقراط ولا شخصيات مستقلة فالثورة مستمرة ولا تحتاج سوى الثوار. فتح وجدت لتبقى وتنتصر
بقلم : احمد الرفاعي