نطلق صرخة مدوية لأحلام الحرية والعدالة

بقلم: حنا عيسى

رغم الزخم الذي ضخته القوى الامبريالية والصهيونية في المنطقة من خلال ايجاد القوى الارهابية, الا إن الشعوب العربية ترسم بالدم خريطة بلدانها وتسعى من خلال مقاومتها بأمثولة كفاحية لتغير وقائع الأمس ، كما الشعب الفلسطيني بشبابه وشاباته يقودون انتفاضتهم حيث ترسم دمائهم خارطة فلسطين ليؤكدوا للعالم ان الشعب الفلسطيني لقادر طال الزمن أم قصر على تحقيق حلم الانتصار والعودة.

لن تغير نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية في سياسات الولايات المتحدة الثابتة منذ عقود طويلة، والمرتكزة في الأساس على نزعة الهيمنة والتسلط ، واستثمار الإرهاب في إشعال الحروب والفتن،ودعم الكيان الصهيوني ،وتفريخ الأزمات في معظم دول العالم، وخاصة تلك الدول التي تناهض سياساتها، حيث تابع العالم، قادة وشعوباً، معركة الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الأميركية التي فاز فيها المرشح الجمهوري دونالد ترامب، والذي سيكون له تأثير خطير، على مصائر معظم الأنظمة الحاكمة (والشعوب) في مختلف أنحاء الكون، كما كان واضحا ان دونالد ترامب لم يظهر اهتماماً بالعرب عموماً، وبقضيتهم المقدسة فلسطين، وإعلان التأييد المطلق للعدو الإسرائيلي ومشاريعه التوسعية التي تكاد تذهب بما تبقى من أرض فلسطين لأهلها، الذين سيبقون أهلها.

إذن ، نحن أمام مرحلة جديدة في مواجهة الهجمة الامبريالية والصهيونية تعتبر تحدياً للاحرار والشرفاء في الامة العربية وحافزاً للجميع في مسيرة العطاء والفداء ، رغم محاولة البعض في المنطقة تقديم التنازلات بطريقة مباشرة أو غير مباشرة معتقدين ومتوهمين انهم بذلك يستطيعوا ان يكونوا بمأمن من غضب السادة وبغض النظر عما يدور في ارض المعركة من ملاحم طاحنة ، غير عابئين بها وبنتائجها ولكن التاريخ لا يرحم ولن يرحم، والجماهير لا تنسى ولن تنسى، وستشق هذه الجماهير العربية طريقها في هذا الاتون الملتهب وتصنع غدها المشرق وارادتها الحرة بعزيمة لا تقهر وارادة لا تلين.

من هنا يعيش الشعب الفلسطيني ظروف صعبة وخطيرة نتيجة الإرهاب الصهيوني ، الا ان ارادة الشعب الفلسطيني تؤكد للعرب الباحثين عن السلام ولن يجدوه إلا عبر القوة والارادة العربية الموحدة ، لأن السلام العادل هو سلام الاقوياء وليس سلام الضعفاء ، حيث تؤكد انتفاضة القدس التي تزداد كل يوم التحاماً ووحدة وثباتا وتلاحما ،إن الشعب الفلسطيني سيكون بإرادته وتضحياته وصموده قادرا على قطع الطريق على كل محاولات التدخل بشؤونه الداخلية ومحاولة اجهاض انتفاضته اوالتجاوز لأهدافه الوطنية وصولاً لتجسيد الدولة المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم.

اذن نحن امام تطورات ما يحدث في الوطن العربي ، وما يعصف في العالم من أحداث تلقي بمزيد من الأعباء الجسام على الشعب الفلسطيني وقيادته وفصائله وقواه ،وعلى كل الاحزاب والقوى التقدمية والقومية في الوطن العربي وعلى احرار العالم قاطبة , فالإمبريالية المتوحشة والتي تطبق أبشع صور الارهاب في سلب وغزو وقهر حرية وإرادة الشعوب في كل دول

المنطقة, وما تفعله حكومة الاحتلال في في فلسطين , تجعل إرادة الشعوب وقواها الحية إرادة صلبة وعزيمة لا تلين وهي بذلك تطلق صرخة مدوية لأحلام الحرية والعدالة , والديمقراطية في وجه ظلام العصر , وإمبرياليي العالم وأعوانهم .

في ظل هذه الظروف نؤكد على ضرورة بلورة رؤية موحدة ، مرهونة بوعينا وبنضالنا للانتصار على أزمة فكرنا وواقعنا، ومشروع يستوعب تراثنا ، رؤية استراتيجية نابعة من حقائق واقعنا وعصرنا واحتياجاتها وتحدياتها، رؤية مسلحة بالوحدة والعلم والإرادة الشعبية الجماعية على مستوى كل بلد عربي وعلى المستوى القومي العام، وهذا الأمر الذي يفرض على كافة القوى في الساحة الفلسطينية على وجه الخصوص انهاء الانقسام الكارثي وتعزيز الوحدة الوطنية وحماية المشروع الوطني ، باعتبار ان الشعب الفلسطيني ما زال في مرحلة تحرر وطني .

امام كل ذلك نرى ان ما تحققه الشعوب بمقاومتها من انتصارات يشكل تلازم جدلي بين الوطني الفلسطيني والقومي العربي، في مواجهة المشروع الصهيوني الاستعماري التوسعي، الذي يستهدف عموم المنطقة والأمة العربية وليس فلسطين فقط من جهة أخرى، وتحصنه بالمبادئ وتمتعه بالوضوح السياسي وتسلحه بالمناعة الثورية، رغم كل الهزائم والانهيارات وتبدلات المواقع التي جرت، حيث يقف الشعب الفلسطيني على أرضية راسخة متمسكاً ومدافعاً صلباً عن قضية شعبه وأمته، بحيث لم يفقد البوصلة التي تشير إلى فلسطين يوماً أو تلك التي تحدد وبوضوح معسكري أصدقاء وأعداء الشعب الفلسطيني وثورته في وجه الظلم التاريخي الذي لحق به.

ختاما : لا بد من القول ، اصبح من الضرورة أن نقف أمام أبرز الدروس والعبر التي جسدتها التجربة النضالية للشعب الفلسطيني، وخاصة في هذه اللحظة السياسية التي يعيشها الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية ومن بينها إيمانه وثقته بحتمية الانتصار على المشروع الصهيوني وحلفائه.

بقلم/ عباس الجمعة