(1) الرئيس الخالد
إثنا عشر عاما على رحيل الرئيس ياسر عرفات باعث الوطنية الفلسطينية وصاحب الكوفية العلامة الفلسطينية المسجلة عالميا بإسمه؛ عادة يعرف الروؤساء ببلدانهم أما في حالته تعرف فلسطين بكوفيته، دون نسيان بل افتقاد دائم. وكأن منصب الرئيس في فلسطين بقيت أو هي ملازمة له. فالأطفال الذين ولدوا بعد رحيله يعلمون عنه ويحبونه كأنهم عايشوه، فيما الكبار يتحسرون على زمانه وأيامه، وكلما أَلَمَ بهم أمر في فرحهم أو حزنهم ذكروه.
في الذكرى الثانية عشر يطل ياسر عرفات من مكتبه في متحفه، متحف الذاكرة الوطنية والعرفاتية، على الفلسطينيين ليعيد بريق الامل لهم من النفق الذي يعيشه الشعب الفلسطيني. فسلاما لروحه الخالدة، والاحترام لإرثه الهادي الذي يحتاج منا العناية والنظر والدرس والتحقق والتحقيق للحفاظ عليه.
(2) صديقي الفتحاوي والمؤتمر السابع
في حفل خطوبة ابنة الشهيد عبد الله داود حظيت بلقاء المئات من الأصدقاء والقيادات والكوادر الذين التقينا أو مروا عبر محطات النضال المختلفة؛ من العمل الوطني السري الى الاعتقال والجامعة وصولا الى العمل العام والاهلي والاعلام، دارت على مدار السنوات الثلاثين الماضية مَنْ لَم تسمح الفرص للقائه منذ أكثر من عشرين عاما؛ كأنك في مؤتمر عام تَجَمَّعَ المختلفون في هدف واحد وفائهم للشهيد القائد عبد الله داوود، اضافة للعروسين وذويهم. وفي تعليق لاحد الأصدقاء فقد حضر أكثر من نصف أعضاء المؤتمر العام السابع حفل الخطوبة وكأن النصاب انعقد حينها.
في تلك الأجواء الاحتفالية أَسَرَ لي صاحبي الفتحاوي، وهو من القيادات الفتحاوية الحالية، بأمر في غاية الأهمية لإنجاح المؤتمر السابع، المزمع عقده في نهاية الشهر الحالي، يتمثل بوضع آلية لضمان نزاهة انتخابات الإطار السامي لحركة فتح "اللجنة المركزية والمجلس الثوري" خوفا وتحسبا من الادعاء بشبهة التزوير في الانتخابات أو إثارة عدم نزاهتها في المؤتمر القادم، وعدم تكرار ما حدث في المؤتمر السادس من نقاش حول شبه تزوير والادعاء بغياب النزاهة الذي جرى همسا في المرة الفارطة.
اقترح صاحبي في إطار الحرص على ضمان النزاهة، في ظل الظروف الصعبة التي ينعقد بها المؤتمر السابع، أن تتولى الاشراف على هذه الانتخابات مؤسسة أو هيئة أو لجنة تتمتع بالخبرة في الاشراف على الانتخابات ومشهود لها بالنزاهة والاستقلالية والحيادية كلجنة الانتخابات المركزية؛ خاصة أن الأهم عند انعقاد مؤتمرات فتح هو فرز الأطر القيادية "أعضاء اللجنة المركزية والمجلس الثوري" لقيادة الحركة للسنوات الخمس القادمة على الأقل، طبعا دون التقليل من البرنامج السياسي والقضايا الأخرى المعروضة على المؤتمرين.
في ظني أن هذا الاقتراح سيريح أعضاء المؤتمر بشكل عام والطامحين لعضوية اللجنة المركزية بشكل خاص، وسيمنح مصداقية أعلى للانتخابات ذاتها، كما يضمن بكل تأكيد حيادية المشرفين على الانتخابات وهي بذلك تجتاز الامتحان الأصعب في حياتها. كما أن هذا الامر كسابقة في التنظيم السياسي الأهم في الحركة الوطنية سيشجع التنظيمات السياسية "الفصائل" الأخرى على تبني هذا المنهج في انتخاباتها الداخلية ويعزز شفافيتها ونزاهتها.
(3) لجان التحقيق ... أين نتائجها؟
قبل شهرين طالبنا بإعلان لجان التحقيق أو تقصي الحقائق الثلاث التي شكلت بأحداث نابلس نتائج تحقيقاتها، حيث شكلت الحكومة لجنة خاصة واخرى بقرار من هيئة الكتل البرلمانية، وثالثة قام المجتمع المدني بتشكيلها. فمن غير المنطقي أو المعقول أن لا تعلن ثلاثتها نتائج التحقيقات التي توصلت اليها بعد مرور ثلاثة أشهر على تشكيلها. الامر الذي يثير الشكوك بعدم جدية هذه اللجان والمؤسسات المنشأة لها ما هدر الوقت وأضاع الحقوق، وغيب إمكانية استخلاص العبر والاستفادة من التجربة أو الحادثة.
--
جهاد حرب