11/11 من كل عام "يوم الوفاء العرفاتي"

بقلم: سلامه ابو زعيتر

أصبح الحادي عشر من نوفمبر يوماً للوفاء، يحيي فيه الشعب الفلسطيني، وكل أحرار العالم ذكرى رمز الوفاء الشهيد الخالد/ أبو عمار، الزعيم الفلسطيني والاممي الثائر بكوفيته، ليبقى رمزاً عالمياً لكل الاحرار والثوار، وقدوة في مناهضة كل أشكال الظلم والاستبداد، فتجد الكوفية الفلسطينية حاضرة، رمزاً لأي فعل وعمل ثوري في كل أنحاء المعمورة، وأصبحت تجربة الختيار "أبو عمار" الثورية والسياسية والاجتماعية، ورمزيته نموذجاً ثورياً وسياسياً، يحظى باهتمام الباحثين والدارسين في العلوم السياسية، ويشكل رؤية نظرية ومدرسة جديدة في علوم السياسة، ذلك القائد الرمز الشهيد والمغدور، وبرغم مرور 12 عام على رحيله جسداً، ما زال حاضراً بقوة وتأثير في ميادين التحدي والقلوب بروحه ومحبته وعمله الخالد، "فأبو عمار" بإرثه الكبير أصبح عنواناً للثائرين، ورمزاً للثورة الفلسطينية المعاصرة، واقترن وامتزج اسمه بفلسطين الثائرة نحو الحرية والاستقلال...

في ذكرى الوفاء تعجز المشاعر والكلمات عن التعبير والوصف لقائد تخلده الايام ويذكره الاطفال قبل الكبار، وكأنه ما زال حاضراً بكوفيته، ووقفته الشامخة، وابتسامته الحنونة الابوية، التي كان يوجهها دائماً للجميع بدون تمييز، فصدق ربه وشعبه، فأكرمه الله بالشهادة والمحبة والخلود، ويكرمه الملايين بالدعاء لروحه الطاهرة كل يوم وهم بازديادي .....

"يوم الوفاء" ذكرى فلسطينية ستصبح أممية ومنبراً حراً يحيي فيه الاحرار في العالم ذكرى الأبطال والرموز الذين أفنوا حياتهم لشعوبهم وقضيتهم، وسيظل هذا اليوم نبراساً للوفاء، بما يحمل في طياته من التزامات وتعهدات، بالاستمرار في الثورة والبناء للوطن حتى الحرية، وقد أسس لها شعبنا الفلسطيني بإحياء هذه الذكرى لاستشهاد القائد " أبو عمار" في كل أنحاء العالم بدءً من فلسطين مرورا بالسفارات والممثليات الفلسطينية، وصولاً للأصدقاء والثائرين في كل مكان، وسيظل هذا اليوم عنواناً لفلسطين ولقائدها المؤسس، فبرغم كل المحاولات والمؤامرات التي أحيكت أو تحاك بهدف تعزيز النسيان أو الشطب من التاريخ، والتنكر لذكراه إلا أنه باقٍ في الذاكرة والاذهان، ومنبراً للملايين، فمنذ أسبوع وصفحات التواصل الاجتماعي، تحمل في معظمها صوراً وكلمات ورثاء ودعاء للقائد الرمز، بالإضافة للتحركات والأنشطة والفعاليات الشعبية، والمعارض في كل الميادين، التي تستذكر وتخلد ذلك "العرفاتي" الموشح بالكوفية، وكل الابطال والشهداء، .....

بكلمات سريعة وبسيطة في ذكري الأب والقائد والزعيم أبو عمار الذي قاد ثورة وصنع مجداً، وأسس للدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، وظلت بوصلته باتجاه الحرية والقدس وبندقيته موجهة ضد الاحتلال، حتى قضي شهيداً، كما ناجى ربه وشعبه دائما " شهيدا، شهيدا، شهيدا"، لذا سيظل شعبنا وكل الاحرار على العهد، ويحيون هذه الذكري وفاءً وإخلاصاً وتقديراً للبطل، الذي كان يحرص دائماً على وحدة وتماسك شعبنا معزز لروح المحبة والاخوة والاخلاص لفلسطين الوطن والشعب، مقدماً نماذج مميزة وناجحة في ادارة الصراع مع العدو، مؤسس لحضور دولي وأممي داعماً لقضية شعبٍ يسعى نحو العدالة والحرية والاستقلال كشعوب الارض...

أخيراً بكلمات ممزوجة بمشاعر الحب والالم لروح القائد الرمز "أبو عمار" ولكل الشهداء منا الوفاء والتقدير، وسيبقى هذا اليوم رمزاً للوفاء والمخلصين الذين قضوا أبطالاً في سجل التاريخ بمواقفهم وبطولاتهم وإخلاصهم لله والوطن والشعب، وسيستمر شعبنا بأحياء هذا اليوم تخليداً لقائد ومؤسس الثورة المعاصرة الشهيد القائد/ ياسر عرفات الذي ارتقى شهيداً إلى العلا، على يد الغدر والخيانة عملاء الاحتلال الصهيوني، وستظل ذكراه سيفا مسلط على رقاب الجبناء، ويتجدد فيه القسم والعهد على مواصلة النضال على خطاه، ونهجه الوحدوي والثوري ...وحتما سيلاحق العار المجرمين والخونة...

عاشت ذكرى الوفاء يوماً عرفاتياً أممياً للثوار

عاشت فلسطين حرة عربية...المجد للشهداء ..والحرية للأسرى..

بقلم/ د. سلامه ابو زعيتر