قال تقرير سري لمركز البحوث السياسية في وزارة الخارجية الإسرائيلية، إن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب لا يرى في الشرق الأوسط استثمارا فهيما ، ومن المحتمل أن يسعى إلى تقليص تدخله في المنطقة فالعملية السياسية لا تقف على رأس جدول أولويات الإدارة الجديدة ، وحسب التقرير، فإن تصريحات ترامب تدل على رغبته في التركيز على التحديات الداخلية وبالتوازي تعزيز المكانة الدولية للولايات المتحدة وجاء في البحث أن الخط الذي تتميز به إدارة ترامب يشير إلى ميل للعزلة الأميركية والرغبة في تقليص عبء التدخل في الساحات الخارجية ورغم رغبته في تمييز نفسه عن إدارة اوباما فإن بعض المزايا من مذهب الرئيس المنصرف ستواصل مرافقة إدارة ترامب، مثل التحفظ من دور الشرطي العالمي إلا أن ترامب أدلى بتصريح مخالف من حيث المضمون لصحيفة يسرائيل هيوم اليومية المجانية الإسرائيلية، التي يملكها الأميركي اليهودي العنصري المتطرف شلدون إدلسون، أحد أكبر داعمي ترامب وحزبه الجمهوري ماليا علما أن إدلسون ذاته هو الداعم الأكبر لبنيامين نتنياهو، وصحيفته مجنّدة كليا لشخص نتنياهو ويقول ترامب في تصريحه، إنني أحب وأحترم إسرائيل ومواطنيها وإسرائيل والولايات المتحدة تتقاسمان الكثير من القيم المشتركة، مثل حرية التعبير وحرية العبادة والأهمية التي تولى لإنشاء فرص لمجمل المواطنين من أجل تحقيق أحلامهم وأضاف أتوقع أن أعزز العلاقة غير القابلة للانفصال بين أمتينا العظيمتين وأعرف جيدا أن إسرائيل هي الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط والمدافعة الوحيدة عن حقوق الإنسان، وتشكل شعاع أمل للكثيرين ثم قال ترامب، إنني مقتنع بأنه بإمكان إدارتي أن تؤدي دورا مهما في مساعدة الجانبين من أجل تحقيق سلام عادل ودائم، الذي يجب تحقيقه بواسطة مفاوضات بين الجانبين أنفسهما، وألا يُفرض عليها من جانب آخرين وإسرائيل والشعب اليهودي يستحقون ذلك وفي المقابل، فإن قادة المستوطنين وأحزابهم، يرون أن ما أسموه السنوات السبع العجاف للاستيطان، وفق مخططاتهم في الضفة والقدس المحتلة قد شارفت على الانتهاء وتقول الصحيفة، إن اليمين يرى أن هذه السنوات السبع ستنتهي مع دخول ترامب إلى البيت الأبيض والآن يتطلعون إلى أن يخرجوا من التجميد سلسلة من مخططات البناء، كان من شأنها في الماضي أن تخلق أزمة خطيرة في العلاقات الإسرائيلية الأميركية
تصريحات مسئولين إسرائيليين عبرت عن فرحتها وابتهاجها بفوز ترامب واعتبر البعض أن فكرة ألدوله الفلسطينية انتهت بعد انتخاب ترامب ،
قال وزير التعليم الإسرائيلي نفتالي بينيت، إن فكرة الدولة الفلسطينية انتهت بعد انتخاب الجمهوري دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة، داعيا "إسرائيل" إلى التراجع عن فكرة إقامة هذه الدولة.
ورأى بينيت الذي يتزعم حزب "البيت اليهودي" المتشدد إن "فوز ترامب يشكل فرصة لإسرائيل للتخلي فورا عن فكرة إقامة دولة فلسطينية". وأضاف "هذا هو موقف الرئيس المنتخب (...) انتهى عهد الدولة الفلسطينية".
ودعت وزيرة العدل ايليت شاكد وهي كذلك من حزب "البيت اليهودي" ترامب إلى الوفاء بوعده بنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، في خروج عن سياسة الإدارات الأميركية المتعاقبة سواء كانت ديمقراطية أم جمهورية.
كما دعت تسيبي هوتوفلي نائبة وزير الخارجية وهي من حزب الليكود الذي يتزعمه رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، ورئيس بلدية القدس نير بركات إلى نقل السفارة الأميركية إلى مدينة القدس.
وكان نتانياهو تسبب في جدل عندما استبعد إقامة دولة فلسطينية قبل الانتخابات العامة في 2015، إلا انه عاد عن ذلك وأعرب عن تأييده لحل الدولتين.
ويعتبر وضع القدس من بين اعقد القضايا في النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، حيث يعتبر الفلسطينيون القدس الشرقية عاصمة دولتهم المستقبلية، بينما يدعو الإسرائيليون إلى أن تكون المدينة بأكملها عاصمتهم.وتعهد ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
المواقف الأمريكية تكاد تكون متشابهة إلى حد بعيد بين كلا الحزبين/المرشحين فيما يخص القضية الفلسطينية، ، إن الحزبين الرئيسيين يتنافسان على دعم إسرائيل لأسباب كثيرة، ليس أقلها محاولة كسب اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة. وهذا ما انعكس على خطاب ترامب خلال حملته الانتخابية؛ كان ترامب قد أعرب أنه سيتخذ موقفاً حيادياً في ملف الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، خلال المرحلة التحضيرية للانتخابات داخل الحزب الجمهوري، إلا أن تلك التصريحات قد جلبت عليه مشاكل من قبل اللوبي اليهودي، مما دفعه للتصريح علانية أمام «الإيباك» بأنه سينقل السفارة الأمريكية في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس.
وأما على صعيد العملية السلمية، فقد اتفق المرشحان على ضرورة استمرار المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين. ويرفض ترامب أي دور الأمم المتحدة والمجتمع الدولي على هذا الصعيد، مهدداً باستخدام الفيتو ضد أي قرار عبر مجلس الأمن الدولي لصالح القضية الفلسطينية، وهذا ما يجعل مستقبل قضايا الحل النهائي، وبالتالي مستقبل المفاوضات برمتها، خاضعة لموازين القوى بين الطرفين المتفاوضين. ورغم أن ترامب قد أبدا رفضه لتوسع الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، وكذلك فعلت كلينتون، فإنه لم يعلق على الاستيطان القائم على الأرض منذ عقود وسنوات. وكل يمكن فهمه من تحليل مضمون الخطاب الانتخابي لترامب فيما يخص مستقبل القضية الفلسطينية، هو تأييده لفكرة حل الدولتين من حيث المبدأ، لكن دون تحديد أي تفاصيل حول حدود الدولة، وسيادتها، وكذلك القضايا النهائية كاللاجئين والقدس والاستيطان، بما يعني أن تلك القضايا المصيرية متروكة للمفاوضات المباشرة.
واليوم، السؤال الذي يطرح نفسه: هل تصريحات ترامب المرشح هي ذاتها تصريحات ترامب الرئيس؟ فترامب الذي جاء للحكم رغم معاداة وسائل الإعلام له، وتخلى جزء من أركان حزبه عنه، وعدم دعم اللوبي اليهودي له، قد يصنع منه رئيساً قوياً، قادراً على اتخاذ مواقف مختلفة نسبياً عن الإدارة/الإدارات السابقة، وهذا لا يعني بالضرورة تبني سياسات مختلفة كلياً، رغم ما يبدو من ارتياح روسي لفوز ترامب. وهنا تجدر الإشارة أن السياسة الخارجية، بالذات لدولة كبرى كالولايات المتحدة، لا ترسم معالمها وفق نمط خطي بسيط، بل تتداخل فيها عوامل كثير، لذلك، ليس مرجحاً أن تشهد فترة حكم ترامب تحولات راديكالية في السياسة الأمريكية الخارجية.
السياسات الخارجية الامريكيه جميعها اتسمت بالمراوغة وعدم الجدية والسياسات الامريكيه دعمت السياسات الاسرائيليه ولم يتم التوصل لحلول جذريه للقضية الفلسطينية ، في عهد الرئيس الأمريكي الجمهوري جورج بوش الابن ابتدع ما سماه خارطة الطريق مهدت لغزو واحتلال العراق وأفغانستان تحت عنوان محاربة الإرهاب بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر
بمرور الوقت وانتهاء حقبة جورج بوش الابن ضلت خارطة الطريق طريقها لرؤية الدولتين ، وفي عهد الرئيس اوباما عن الحزب الديمقراطي تعهد بإعلان ألدوله الفلسطينية المستقلة في عهد ولايته الأولى والتي تعهد فيها في خطاب جامعة القاهرة ولم يتحقق ذلك بل ان الاستيطان والممارسات القمعية ازدادت بدعم وغطاء أمريكي
الرئيس الأمريكي رونالد ترامب برؤيا إسرائيليه وتحليلات مراكز الأبحاث الامريكيه قد يجمد القضية الفلسطينية ، والإسرائيليون يرقصون طربا بفوز ترامب ودعوات اليمين الصهيوني لاستكمال إجراءات تهويد القدس والأقصى واستكمال مشروع الاستيطان يتصدر اولى أولويات حكومة اليمين المتصهين ،
فوز ترامب عرى حكومة نتنياهو ووزراء في حكومة نتنياهو وداعا لرؤيا الدولتين بالمعنى الأصح وبالفصحى بالعربي باي للسلام وتحلل من اسلوا ورؤيا الدولتين هذا هو حال المحللين الإسرائيليين وافتتاحيات الصحف الاسرائيليه
ترامب غير معني بالحل السياسي للقضية الفلسطينية ولا يوجد لديه رؤيا للحل ويتنصل من خارطة الطريق ورؤيا الدولتين هذا لسان حال السياسة الخارجية الامريكيه في عهد ترامب التي قد يعهد لتقلدها لصهيوني يتبنى مطالب إسرائيل
وفق المستجدات والمعادلات هل من موقف فلسطيني وهل من دراسات ومواقف أعدت لكيفية الرد على أي سياسة امريكيه تتنكر للحقوق الوطنية الفلسطينية وتتنكر للرعاية الامريكيه للمفاوضات ودعم إسرائيل المطلق بمشروعها الاستيطاني والتهويدي وممارساتها العدوانية ،
وخلاصة القول، إن فوز دونالد ترامب بمقعد الرئاسة الأمريكية قد حمل مفارقات كثيرة، ليس على الصعيد الداخلي فحسب بل وعلى الصعيد الدولي أيضاً، بما يمكن أن يوصف فوزه في الانتخابات بالـ«المفاجأة والصدمة». ولحين تدرك العالم لهذه المفاجأة/الصدمة، ولحين ترتيب الوافد الجديد للبيت الأبيض أوراقه في الملفات الداخلية والخارجية، وتحديداً فيما يخص السياسة الخارجية تجاه الشرق الأوسط، يظل أمام القيادة الفلسطينية هامش من الوقت – وإن كان قليل- لإعادة ترتيب البيت الفلسطيني الداخلي، من حيث تجديد الشرعيات الفلسطينية، واستعادة الوحدة الوطنية وتمتين الجبهة الداخلية، وتنسيق المواقف مع الأشقاء الأصدقاء، استعداداً للمواجهة السياسية المحتملة.
بحيث يبقى السؤال الموجه للقيادة الفلسطينية إلى أين نحن ذاهبون في ظل سياسة اليمين المتصهين الذي يمسك الآن بزمام السياسة الامريكيه بعد فوز ترامب وعنصريته البغيضة التي أعلن عنها جهارة بلا مواربة أو خجل.
بقلم/ علي أبو حبله