من فينا الذي يرى الأشياء على حقيقتها ..!!

بقلم: حامد أبوعمرة

عندما يكتفي الإنسان بالجلوس ،وسط أقلامه وكتبه بعيدا عن العالم .! فذاك هو الهروب الكبير الذي اعتاده عندما تشتد به الرياح في كل مرة ، إذا هي حالة ضعف ، وإعياء فكري حاد أو وعكة قد أصابته فعندما يدعي أمثال هؤلآء السعادة يكونوا بذلك قد ارتدوا لباسا لا يليق سوى بالدخول للحفلات التنكرية يعني يضحكون على أنفسهم ، وهي حالة من التسليم بالخسران المبين إذا هي مخالفة رسمية لقانون الثقافة والكتّاب والمفكرين ..ّ! حقيقة لو أصابتني مثل تلك الحالة لاقدر الله ..لاعتزلت الكتابة وعالم الفكر ..وجلست وسط خيمة بعيدة عن دنّى البشر .!فدائما أقول وبرأيي المتواضع .. أن المثقف هو آخر ما يُهزم ، وأول من يتنبأ بنتائج المعركة ..! لأن المثقف يرى ما لا يراه الآخرون ..فعوام الناس ينظرون إلى الجبال مثالا .. لاحصرا على أنها أكوام ترابية أو صخرية هائلة ،مرتفعة عن الأرض ..لكن المثقف لايعنيه من ذلك سوى الصعود لتلك القمم الصغيرة ، التي تتراءى لناظريها كما لوكانت .. دوائر غير كاملة الاستدارة أو نتوءات متعرجة ..لكن ذوي العقول الرشيدة يدركون مجرد الوصول لتلك القمم حتما ستبدو لهم الحقائق أكثر ووضوحا رغم أن الأشياء تبدو لهم متناهية في الصغر ..!

 بقلم /حامد أبوعمرة