في مثل هذا اليوم منذ ثمانية وعشرين عاما , في الخامس عشر من نوفمبر 1988 كان يوم إعلان وثيقة الاستقلال , في الدورة التاسعة عشرة للمجلس الوطني الفلسطيني ... هو يوم في الذكرى والذاكرة لا ينسى , حيث كنت حاضرا ضمن لجنة التنظيم بسفارة فلسطين بالجزائر , وعضوا مراقبا في هذه الدورة , عن الاتحاد العام لطلبة فلسطين , وشاهدا على إعلان الاستقلال من أرض الثورة بالجزائر , الاعلان الذي قرأه الرئيس الراحل أبو عمار , والذي كتبه الشاعر الكبير الراحل محمود درويش , بلغة سياسية وأدبية رائعة, ويومها عندما أعلن عريف المؤتمر الوقوف دقيقة صمت تحية لأرواح الشهداء , لم أشأ أن بسود الحداد صمتا على أرواح الشهداء , فقرأت الفاتحة بصوت عال وجهوري , أسمعت بها كل القاعة , والتفت كل الموجودين تجاه الصوت القادم من آخر القاعة., وسط ثناء الحضور.
في قصر المؤتمرات بالصنوبر البحري على ساحل ضاحية سيدي فرج بالجزائر , وفي ختام انعقاد المجلس الوطني الفلسطيني في دورته تلك , ومع ختام كلمة الرئيس الراحل أبو عمار بقوله :" باسم الله , وباسم الشعب العربي الفلسطيني , أعلن قيام دولة فلسطين " , ضجت القاعة بالتصفيق , ووقف كل من في القاعة من أعضاء المجلس الوطني , وقادة الفصائل , وكبار الضيوف من الدولة المضيفة , والسفراء المعتمدين بالجزائر , وارتفعت الهتافات وزغاريد النساء , واختلطت المشاعر : فرحنا .. بكينا .. رقصنا .. دبكنا .. احتضنا بعضنا البعض .. سهرنا حتى الفجر , نرفع أعلام فلسطين , ونطلق البالونات البيضاء والسوداء والحمراء والخضراء , بلون العلم الفلسطيني , هتفنا بحياة فلسطين وحياة الزعيم , الذي نذكره في هذا اليوم في ذكرى رحيله الثانية عشرة , التي مرت قبل أربعة أيام.
ذكرى لا تنسى , ستبقى في القلب والعقل والوجدان , حتى يتحقق الاستقلال التام , وقيام دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشريف , التي أعلنها أبو عمار قبل 28 عاما , وها هي الآن تتجسد دولة غير كاملة العضوية في الأمم المتحدة , بعد التصويت الساحق في الجمعية العامة للأمم المتحدة لصالح اعتماد فلسطين " دولة كعضو مراقب " في الأمم المتحدة وجميع منظماتها الأخرى , في الوقت الذي يعلن فيه الأخ الرئيس أبو مازن , أن العام 2017 , سيكون عام إنهاء الاحتلال , وقيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس المحتلة , وهل سنحتفل في نوفمبر القادم بالاستقلال , وليس بذكرى إعلان وثيقة الاستقلال ؟!.
بقلم/ د. عبد القادر فارس