ترامب الوجه الحقيقي للسياسة الامريكية، وأوباما أكبر مخادع

بقلم: ناصر إسماعيل اليافاوي

بقراءة متفحصة ومتعمقة للهجة المثيرة للجدل التي يتبناها الرئيس الجمهوري للولايات المتحدة الأمريكية «دونالد ترامب» وما تحتويه من عنصرية وكُره للأجانب ورفض للمسارات الديمقراطية، ليست بالأشياء الجديدة في الثقافة السياسية حول العالم!

وترامب يُعتبر بالنسبة للكثيرين شخصًا مثيرًا للاشمئزاز، ليس لأنه يسئ للقيم الأساسية للحضارة بل لأنه يجسد تلك القيم، بل ويجسد صفات وسائل الإعلام والمؤسسات العالمية التي ينتقدها، تلك العوالم التي صنعت شخصيته بالأساس.

تضخيم الذات :

فتضخيم الذات والغرور لدى ترامب يتناغم مع الروايات التي تغلب على الثقافة الحقيقية للمجتمع الأمريكي وجذوره المبنية على فلسفة الحقد والكراهية للجنس غير الابيض ، فعلى سبيل المثال، البرنامج التليفزيوني الذي قدّمه ترامب «ذا أبرينتيس» على قناة إن بي سي، طرح أشياء لا تمثله هو شخصيًا كقصة الشخص الذي جاء من القاع إلى القمة من خلال مهارته وعمله الدؤوب. بل تمثل شريحة واسعة من المجتمع العنصري في امريكيا ..

ترامب ومدرسة الجمهوريون :

أن الجمهوريين الذين يمثلهم ترامب اليوم بوجههم الحقيقي ، ورغم خداعهم الادراكي والإعلامي ، يشنون هجومًا كبيرًا على ثله من القيم الانسانية كالتعاطف والإيثار تجاه الآخرين. وعلى الرغم من وجوههم التي ترتسم عليها ملامح المرح والسعادة، فإنهم يدمرون بحديثهم كل الضمانات السياسية والمعايير الديمقراطية فضلًا عن ما يمارسونه من قهر على كل ما هو جميل بالطبيعة البشرية ..

ترامب يظهر الوجه الحقيقي للكراهية والعنصرية المتوارية بوجه اصطناعي :

السؤال المطروح والمشروع اليوم هو هل ترامب اخترع المصطلحات المطروحة ببرنامجه السياسي من كراهية وعنصرية وتجريم معارضيه السياسيين ، ببساطة الاجابة ستكون بالنفي القاطع ، حيث ان ترامب بسياسته الواضحة انهى سلسلة من الديماغوجية الخبيثة، التي ظلت تتشكل طيلة سنوات كابوس على العالم المتغني بديموقراطيتها، وسياسية امريكا عبر التاريخ كانت تستلزم شخصًا فظًا وعديم الضمير لاستغلالها.

الديموقراطية المخادعة لأمريكيا تفسدها طائفة الرأسمالية المحتكرة :

من الواضح لنا ان ترامب شخص كاذب وضحل وخطير للغاية على الصعيد المحلى والعالمي ، لكن هذه السمات تؤكد أنه ليس بغريب على هذا العالم الجديد ، بل هو نموذج مثالي لطائفته ، التي انبثق منها واصبح يمثل مصالحها ، تلك الطائفة التي تدير الاقتصاد العالمي ، وتحكم سياسات امريكيا وتحالفاتها وحروبها ،

ولابد ان ندرك بشكل اكثر جدية وواقعية إن الديمقراطية داخل الولايات المتحدة يفسدها المال ، وهنا حديثنا يتمحور حياة سياسية فاسدة ، يتحكم فيها نخبة من اسر اقتصادية شيطانية تدير امريكيا وسياساتها الخارجية والداخلية، ولا نتحدث عن حكام فاسدين ، لانهم اداة في يد تلك الاسر الشيطانية امثال عائلة تاجر العملات القديمة ماجيراشيل (أمشيل) روتشيلد التي انطلقت بساستها الخبيثة منذ عام 1821، واصبحت اليوم هي من ترسم مفاتيح أمريكا والعالم سياسيا واقتصاديا .

ورغم ان بعض من الأمريكيين يرفضوا سماع ما يطرحه ترامب من موضوعات بشكل صريح لكنهم يدركوا في الوقت نفسه أن تلك الموضوعات تطغى على الأسلوب الذي يُدار به العالم، ولأن القصة لن تبدأ بترامب، فلن تنتهي عنده

اوباما أكبر مخادع ويستنسخ تجربة نابليون :

وفى منحى خداعي مورس على العرب والمسلمين ، ولتجميل صورة امريكيا وبقرار من شياطين الاقتصاد ، جيئ ببراك اوباما الى دفة الحكم فمنذ دخوله البيت الابيض ، حاول اوباما كسب ود العرب والمسلمين عبر تصوير نفسه على انه صديق لهم ، واطلاق الوعود بانه سيمارس نهجا مختلفا تماما عما سبقه من رؤساء امريكا ،يقود الى تغيير الطبيعة الاجرامية والعدوانية للسياسة الامريكية .وبغية اضفاء مسحة من الجدية على توجهه هذا ، استخدم اوباما بلاغته في خطابه الشهير في القاهرة عام 2009، والذي تعهد فيه بطي صفحة الماضي المظلم بين امريكا والعرب والمسلمين .

وامعانا بالتضليل ، وبغية التقرب من قلوب المسلمين ،استخدم اوباما في خطابه نصّا من القرآن الكريم يقول (إتّقوا الله وقولوا قولاً سديداً) ،وقال ان الاسلام جزء لا يتجزأ من امريكا . تماما كما فعل نابليون عندما غزا مصر .كما وعد اوباما بالتخلي عن الحرب عن الارهاب والتي كانت تعني عمليا حربا على العرب و المسلمين ، واخذ على نفسه التزاما بالسعي الى اقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة وانهاء معاناة الفلسطينيين ، لا بل انه شبه نضالهم من اجل نيل حقوقهم المشروعة بنضال السود في امريكا.، والمحصلة اصبحت تساوي صفر بعد ثمان سنوات من حكمه المخادع

المطلوب عربيا لمواجه خطر الينكي الامريكي القادم

في ضوء المنعطفات والتحديات التي تواجهها الامة العربية ، وخطورة انجرارهم طوعا لدفع الجزية للينكي الامريكان ، نرى من الضروري بذل كل جهد ممكن للحيلولة دون وصول العرب إلى السيناريو الكارثي الذي يضعهم على شفير البركان المتفجر، وعلى رأس التحركات المطلوبة في هذا الشأن إصلاح العلاقات العربية البينية، باعتبارها المنطلق الأساسي لما سيأتي بعد ذلك، وتنقية أجواء العلاقات العربية وإزالة الغيوم التي تسود أفقها فيما بين الدول العربية وبعضها، والعمل على استعادة المبادرة والفعل للموقف العربي الواحد، وهو ما يتطلب التحرك الميداني من القيادات، عبر تحرك العقلاء، واستعمال الدبلوماسية العامة عبر مجموعة حكماء لإجراء الاتصالات واستكشاف الحلول لمعالجة أزمات عربية معينة ما بين هذه الدولة أو تلك، وكذلك التشاور حول المسائل التي نريد كعرب وكدول وكمجموعة طرحها جماعياً، بعيداً عن إرباك الموقف العربي بطرح مبادرات أو مواقف غير مدروسة بشكل او بآخر، والعمل على إرساء أساليب وأطر توائم ما بين المصالح الوطنية لكل دولة والمصالح الجماعية المشتركة ، وإزالة الشكوك وهي إحدى النقاط السوداء وعدم الثقة التي تطرأ في السماء العربية من حينٍ لآخر وعدم السماح للاختلاف في الرأي أن يتحول إلى خلافات تسيئ للعلاقات العربية وتنعكس سلباً على المواطن العربي.

بقلم/ د. ناصر اليافاوي