لا ننسى المخلصين

بقلم: حمزة جمال حماد

شهادات كثيرة جعلتني أصاب بهوس أمنية رجوعه للحياة، والمواقف العتيدة هي خير بيان. وما أطيب القلوب حين يتحدث اللسان عن محبها فيكون النصيب الأكبر لقامة علمية وطنية وهو الكاتب الأستاذ ابو جمال حماد، وفي ذكريات جميلة يملؤها الشوق والحنين نستذكر كلماته العطرة التي تحمل معنى الأصالة والانتماء .

فكثيرا ما كنت اصاحبه خلال إجراء الأعمال الصحفية باعتباره شخصية عاصرت الزمن القديم وحضرت تاريخ فلسطين منذ أن هجر منها عام 1948 وكان يبلغ حينها من عمره ما يراوح 18 عام، حيث البعض يصفه بذاكرة فلسطين لأنه خاض تجربة مريرة وأصبح جزء من هذا التاريخ، إن بحديثه لنا نستفيد المعلومة وناخذ منها الدروس والعبر.

تصادفت بلقاء مع أحد تلاميذه الأوفياء الذين ما زالوا يتذكرونه بأجمل المواقف التي كان يتمتع بها جدي رحمه الله، وما كان يميزه عن غيره من زملاؤه في الهيئة التدريسية حسب قول الحاضرين بالجلسة.

فقال المتذكرين، أن في عهدهم كانوا يدرسون المنهاج والتاريخ المصري القديم ولكن ما كان يقوم به المرحوم تقديم واجبه الوطني من خلال التعبئة والتثقيف لأبنائه الطلاب حول القضية الفلسطينية وحقيقة تاريخها الأصيل الذي غدر بأفعال الاحتلال آنذاك، وهذا ما نفتقده اليوم في جميع المراحل الدراسية لأجيالنا المظلومين.

كما انهم مؤكدين انه كان يقوم بمهمة التدريس حول القضية الفلسطينية بنسبة مضاعفة لما كانوا يتناولوه عن التاريخ المصري، واستكمل الحديث من الحاضرين " أتذكر بخصوص هذا الأمر تم استدعاء وسجن الأستاذ أبو جمال على هذه القضية " .

ففي لحظة حماسة كان الاعتزاز بالمرحوم يكبر عندما تحدث بعضهم بأن من خلال حديث الأستاذ أبو جمال في الفصول الدراسية كنا نخرج ثائرين للانتقام من الجيش وصولا إلى الانتفاضة ال87 والذي كان لدوره البارز أثر في نفوسنا بهذه المرحلة.

لا اوصف لكم الشعور خلال الحديث بالجلسة، ونسأل الله ان يتقبله ويحشره مع الصالحين والشهداء والصادقين.

بقلم/ حمزة حماد