فلسطين بين عقم الساسة وانعدام السياسة وصراع الديكة

بقلم: فريح ابو مدين

جمعتنا بمناسبة وعد بلفور بعدد من الأخوة والأصدقاء المهتمين بالشأن العربي ككل وبفلسطين خاصة , وكان جلهم من الطيف العربي المحيط بفلسطين والتي كانت دولهم ومن خلفها تسمي دول الطوق !! ودول الجامعة العربية !! ثم استبدل الطوق مفهومه وأطبق علي غير ما يرجوا علي رقاب الفلسطينيين , وأعطيكم شاهد صغير علي ذلك بسؤال / أعطوني اسم دولة عربية وما أكثرها تسمح للفلسطينيين دخول أراضيها بدون اجتراح معجزة الحصول علي فيزا ! فما بالكم بالعمل والتعلم والعلاج لقد كان الحديث ذو شجون عن الحال العربي وعن حال فلسطين بين المقاومة والمفاوضة في ظل تشرذم الوضع العربي والفلسطيني , فالحال كما نري السوري يقاتل السوري , والعراقي يقاتل العراقي , وليبيا كذلك والسعودية تذبح اليمن وهلم جرااا .
وللأمانة كان التركيز علي فلسطين والفلسطينيين وكيف انشطروا بين ضفة وغزة وفتح وحماس والأدهى فتح وفتح في صراع علي الكراسي والنفوذ شئ شبيه بصراع الديوك , والمأساة التي تخجل هو الثراء والمال كعامل حسم في الصراعات الداخلية علي جثة وطن , وكل يقدم نفسه لمرجعيته انه المخلص من الاخر, والأخر بالتأكيد ليس اسرائيل والاحتلال .
وهنا يقفز السؤال الهام وماذا بعد ؟؟؟ وكيف المسير والمصير في ضوء ما يجري لنا وحولنا بعد أن أصبحت معظم الأنظمة العربية بلفورات جديدة وهي أساسا صنيعة ووليدة سايكس بيكو مرادف بلفور , ولكنهم فرضو ألف بلفور جديد في المائة عام الماضية .
نحن لا نقيم ملطمة وبيت عزاء علي ما يجري , ولكن نريد توظيف جزء من الحاضر الي المستقبل المجهول حتي الأن ونقول بالفم المليان والصوت العالي ليس لفلسطين وشعبها الا أظافره يحك بها جلده , ويقاتل بها في أن واحد بعد أن أصبح كالسيف منفردا في غمده واللهم اكفه شر قادته ومن يواليهم من العرب لأن الكل في جيب المعلم !!
ونقول بمنتهى الصراحة بأن الأمل منعقد علي بقاء الشعب وصموده , وهو البقاء في بطن الحوت الاسرائيلي بين البحر والنهر,  فنحن هنا تجاوز عددنا ستة مليون عربي فلسطيني في فلسطين التاريخية وطن الشعب الفلسطيني منغرسين كحجارة الوادي وصلابة شجر السنديان , ودعونا من حكاية دولة مستقلة وهمية أو دولة ثنائية وهي تخاريف جائع أو حديث خرافه يا ام عمرو .
وهنا نلتفت الى النصف الثاني من الشعب الفلسطيني , وهم قد تجاوزوا ستة ملايين أيضا في المهاجر والمنافي ليكونوا الاسناد الحقيقي لاستكمال دائرة صمودنا من اجل فلسطين , لذا عليهم خلق تجمع سياسي فلسطيني وهذا متاح بالحد الأدنى , وأقول هذا لأن السلطة أذابت منظمة التحرير في بوتقة اوسلو , لذا وجب خلق واقع جديد يجمع ولا يفرق ببرنامج وطني يراعي وحدة الصف والهدف , وأعتقد أن الاخوة في الجهاد الاسلامي بنقاطهم العشرة اقتربوا من الفكرة فالسلطة بوضعها الحالى أصبحت جزء من منظومة الكيان الاسرائيلي واسرائيل اصبحت حريصة عليها كحرصها علي كيانها , فهل يستطيع العقل الفلسطيني المقاوم ايجاد كيان ومعادلة تضمن نقل الراية للأجيال القادمة ؟؟
ليس ما سبق أفكار طوباوية أو غير عملية كما يقول البعض يأسا وضياعا من الحال المايل حاليا ولكن فلتكن رحلة الألف ميل نبدؤها من جديد متجاهلين نقيق ديوك المزابل , ونحن نري مشاعل علي الطريق كالحركة الأسيرة وهبة الفتيان والفتيات وحركة المقاطعة الدولية ( سقطت العربية ) وحينها سنجد صدى في دائرة الشعوب العربية والاسلامية المكبلة حاليا فمن يعلق الجرس ؟ ومن يبدأ خطوة الألف ميل ؟

المحامي فريح أبو مدين
كاتب ووزير عدل فلسطيني سابق