تحية وفاء لفرقة سراج العودة الفلسطينية

بقلم: عباس الجمعة

نحن اليوم اردنا ان نكتب عن فرقة فلسطينية، فرقة اراد مديرها وهيئتها وافرادها ان يقدموا نموذجا وطنيا صادقا عبر التعبير عن الدبكة والفلكور الفلسطيني مع الاغاني الوطنية ، هذه الفرقة التي بنظري تشكل اليوم نقلة نوعية في مسار الفن الفلسطيني من حيث التراث ونحن للاسف لم نقدم لهذه الفرقة اي دعم معنوي ومالي سو كلمة الشكر ، علما انها جالت في كافة المخيمات الفلسطينية كما في بعض القرى والبلدات اللبنانية ، وهنا السؤال ، كيف تدعم مؤسّسات المجتمع المدنيّ والمنظّمات الأهليّة وتقدم المساعدات وتنظم ورش العمل والندوات والمؤتمرات، ولكن لماذ يغيب الدعم عن هذه الفرقة التي انطلقت من مخيم الشهداء البرج الشمالي ، لماذا لا نستطيع أن ندعمها ، علما انها تحمل راية فلسطين ومنظمة التحرير الفلسطينية ، فكيف تبذل جهود الى دعم المؤسسات الاخرى ، فمن حق الجميع ان يبذل جهود لدعم فرقة سراج العودة ، اقول ذلك لانني ما لمسناه ان هناك تقصيراً في التمويل ممّا يشكّل أزمة حقيقية، فلا يجوز الصمت امام ما تعانيه هذه الفرقة ، فيجب ان نساهم في جهود من اجل استنهاض طاقاتها .

من هنا فأنني اقدر الجهد الخاص لمدير فرقة سراج العودة الفلسطينية باسل ابو شهاب الذي لا يكل ولا يمل من اجل استنهاض طاقات الهيئة الادارية وكافة اعضاء وعضوات الفرقة وهي جهود مشكورة ، لأن ما تحمله هذه الفرقة من مشوار فني فلسطيني يشكل تشجيع الحياة الثقافية وتطوير الحس الفني لدى اﻟﻤﺠتمع الفلسطيني وتأكيد دور الثقافة في بناء مجتمع.

وفي ظل هذه الظروف نؤكد إن هدف فرقة سراج العودة هو الحفاظ على الموروث الثقافيّ للشعب الفلسطينيّ، ونقله إلى الأجيال المقبلة عبر المسرح والدراما والتراجيديّا والفلكلور الشعبيّ والدبكة والزجل والموسيقى والغناء، إضافة إلى الاستعراض الحركيّ التعبيريّ والرياضيّ، وغيرها من الفنون الإبداعيّة ،على الرغم من غياب التمويل لهذه الفرقة، لتوفير حاجات عضواتها واعضائها كافّة، وخاصة أنّ الطاقات الإيجابيّة التي يمتلكونها ستكون معبرهم نحو النجاح.

لذلك نحن نتطلع من قبل المعنيين وخاصة من قبل منظمة التحرير الفلسطينية تقديم الدعم لهذه الفرقة حتّى تحقق النجاح الكامل، ونحن نقدر أنشطتها الفنيّة والثقافية ، املين ان تبقى مؤسّسة رائدة في العمل الفني بما يخدم المشهد الثقافيّ والمجتمع الفلسطيني.

امام كل ذلك نقول ان دعم الفرق الشبابية المبدعة، يخدم المشهد الثقافي الفلسطيني، في المجالات الفنيّة والثقافيّة، ونحن على ثقة أن القائمين على فرقة سراج العودة ينشدون البقاء والاستمرار كي لا تصبح الفرقة جزءاً من الماضي، بسبب غياب التمويل الماليّ الذي يضمن استمراريتها وتطوير خدماتها.

لهذا يجب أن نقول بصراجة نحن بحاجة الى دعم الفرق الثقافية والفنية والابداعية صحيح أن العمل الفني هو عمل جماعي ويحتاج إلى تكاثف الجهود للخروج بإنتاج عمل فني متميز ، ولكن

محاولة تغييب العمل الثقافي الفني هو ضربة لجيل اراد ان يقدم إلى فلسطين نموذجا وطنيا صادقا من خلال احتضانه تجربه وخبرة في عمل جماعي في مجال الفن الفلسطيني .

ان فرقة سراج العودة تتألف من مبدعي فلسطين صبايا وشباب وزهرات واشبال لانهم حقيقية بنحتون في الصخر من خلال الاستفادة في اثراء واحتضان المشهد الثقافي الفلسطيني، بعد هذه الإطلالة نؤكد بأن فرقة سراج العودة تشكل النموذج من التجربة الفلسطينية هنا يتجسد الصمود الفلسطيني بابهى صوره ، وتتجلى صورة الفلسطيني على البقاء والتمسك بحق العودة الى ارض الاباء والاجداد ، هنا الوعي السياسي النابع من التجارب والواقع.

ختاما : ان فرقة سراج العودة اخذت على عاتقها ان تستمر في الابداع، ولكن بحاجة الى دعمها من اجل مواصلة مسيرتها في مجال العمل الفني حتى تتمكن النهوض بواقع العمل الثقافي الفلسطيني وفتح الأفاق للإبداع لتحفيز الابتكار من اجل الارتقاء بالمستوى الثقافي و الفني الفلسطيني.

بقلم/ عباس الجمعة