المناضل الحقيقي أبو علي الشبل

بقلم: احمد الرفاعي

كلمة تتكرر كثيرا ويراد بها تلميع أو تزيين أشخاص تعود  على توزيع الألقاب عليهم مجانا وببساطة وجرأة منقطعة النظير يعطي بها من لا يملك ما لا يملك لمن لا يستحق بينما يظل المناضلون الحقيقيون في الظل لا يعرفهم الناس ولا يعلمون عنهم شيئا وهذا في الحقيقة لا يضيرهم فيكفيهم أن ربهم يعرفهم.
والحقيقة أن النضال قيمة أسمى بمراحل ومعنىً أعمق بكثير مما يروجه البعض ويوزعون صكوكه كأنما يوزعون من مال آبائهم.
إنه المناضل الحقيقي "ابو علي الشبل" هو ذلك البطل الذي لم يرهبه القمع ولم يخوفه الظلم ولم يثنه التلفيق والبغي عن الصدع بكلمة الحق في كل وقت وتحت أي ظروف ومهما كانت التضحيات.
المناضل الحق هو هذا المجهول الصامد في دياجير البطش، الثابت على مواقفه المشرفة ومبادئه الراسخة لم يغير ولم يبدل في زمان التلون والخداع والتراقص على جثث الثوابت والقيم.
المناضل  ذلك المنصف في زمان التعصب، الحريص على حقوق الناس حتى وإن خالفوه المنتصر للضعيف والمضطهد ولو كان على غير توجهه فهو باحث عن الحق والعدل .
"الشبل"الواعي المدرك لقضايا أمته المعني بشئونها والذي لا تدفعه المشاعر والعواطف فحسب ولكنه يعقل ويعلم ويفهم ويزن الأمور بميزان دقيق غايته الحق ووسيلته كذلك لابد أن تكون بالحق.
هذا هو المناضل الحق الذي أعرفه والذي لا أريد أن أعرف غيره من مناضلي المكاتب والأضواء الباهرة والأرائك الوثيرة والميكروفونات اللامعة من الذين يهوى سلاطين وضعهم على يسار عروشهم الزائلة لإكمال المنظر وتزيين الصورة الزائفة بهؤلاء المناضلين المنعمين الآكلين فتات موائد المستبدين  بالشوكة والسكين  والاسم .. مناضلين

بنظر "الشبل" وكل مناضل مفهوم الانتماء مفهوم محبة غامرة كما هو مفهوم ثقة لازمة، وكما هو تعبيرأصيل.
لا نختار أهلنا، أو وطننا أو أرضنا حيث ولدنا، ولكننا نختار ما سوى ذلك، ليكون الخيار فينا ترابطا بين الإيمان بالفكرة وطريقة التجلي اوالتعبير عنها...
ومن هنا جاء خيارنا في حركة فتح ليرتبط ب"التنظيم" من زاوية قناعتنا بالغاية و الهدف، وعملنا المشترك لتحقيق هذه الغاية وان فتح هي السفينة التي تحمل الوطن وتسير به نحو الحرية والانتصار متحدية كل الأمواج والرياح لتصل إلي بر الأمان بالوطن وقضاياه وتحقيق الأهداف الوطنية ، فلا تخرقوا السفينة وتغرقوها ، فغرق سفينة الفتح يعني غرق الوطن وانتهاء الأمل بتحقيق حلم الشهداء بوطن حر ودولة مستقلة والعودة وتقرير المصير ،
حكموا ضمائركم وكونوا الأوفياء لعهد الرمز الشهيد أبا عمار والشهداء حينما أوصوكم بان تصونوا الوصية التي كتبوها بدمائهم وتضحياتهم بأن تكملوا المشوار وتحافظوا علي فتح.

بقلم /أحمد الرفاعي