خلال مسيرة فاقت الخمسين عاماً ينعقد في القريب العاجل المؤتمر السابع لحركة فتح؟! هل هذا صحيح؟
إن كنت لا تدري فتلك مصيبة وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم
فمنذ المؤتمر الأول وربما الثاني لم يكن هناك مؤتمرات لها صدى أو أثر على مسيرة الثورة.
انتقلت حركة فتح من عقد مؤتمراتها في مرمى المدفعية السورية التي كان عرفات يهدد الأعضاء بها... إلى عقد مؤتمراتها في مرمى المدافع والرشاشات الصهيونية التي جاء عباس ليهدد ضمنياً بها!!.
كان الله في عون الثوار الذين امتد بهم زمنهم حتى وصلوا إلى هنا؟!
ما الذي تريد القيادة الفتحاوية في هذه الأيام الملعونة أن تقوله وما الذي سيتوصل إليه مؤتمرهم التليد وخاصة تجاه محاور القضية الفلسطينية، ومحاور الحقوق والاحتياجات الأساسية للشعب الفلسطيني المحاصر والمقتحم سواء في معسكرات لبنان أو في الضفة أو في غزه أو في غيرها.
ولعله من المفيد عند هذه اللحظة أن نسجل أهم تلك المحاور:
1– القدس 2– الخليل 3– الأغوار4– البحر الميت 5– الأسرى
6– اللاجئين والعودة 7– الحدود 8–الماءوالكهرباء9–نقاط الحدود والحواجز10-الجدار11-المستوطنات12-الوحدة الوطنية 13– أزمة منظمة التحرير الفلسطينية والدولة ؟!
اكتفي بهذه المحاور وعمداً أريد أن أفصل بين كل ما تقدم وبين السلطة بكافة أجهزتها وسلطاتها سواء في غزة أو في الضفة، وأفصل بين كل ما تقدم والثورة بكل مكوناتها الضرورية، وتوجهاتها الإجبارية، مع التأكيد أن "الثوار" مع التحفظ على هذه التسمية... لا يمكن أن يكونوا ثواراً يجذبهم الراتب ويطردهم الراتب، وأن "الثوار" إياهم ليسوا مضافين أو مطروحين بموجب الإرادة الدكتاتورية المركزية المتحكمة في الرواتب.
لقد تقدمت في 29 يناير الماضي بمبادرة لتعديل مسار ومسيرة القضية الفلسطينية مبادرة تقدم حلاً جذرياً ليس فيه فتح وليس فيه حماس وليس فيه استسلام وليس فيه فصائل وليس فيه إمكانية للانفصالات، كما أنه ليس فيه اغماط لأحد وليس فيه إهمال لأي فلسطيني أينما كان. (المبادرة تضمنتها مقالة نشرت على مدونتي وعلى العديد من المواقع الإخبارية الفلسطينية وغيرها، وسُلمت لكافة الزعامات الفصائلية وهي مرفقة هنا لسهولة العودة إليها من قِبل من لم يفقد السمع والبصر والبصيرة).
وأقولها بصراحه إن فصائلنا أصبحت خبيرة بقتل كل ما لا يلائم أهواء قادتها! وأذكرهم بأن من كان في هذه الدنيا أعمى فهو في الأخرة أشد عمىً وأضل سبيلا.
وأعود للمؤتمر المراد عقده وأقترح ما يلي للتنفيذ بشكل عاجل وحاسم:
أقترح تأجيل المؤتمر لمدة شهرين أو ثلاثة ليجري الإعداد له "ليعقد في غزة" مع الأخذ بعين الاعتبار أننا لا نريد لحركة فتح بعد كل هذا العمر أن تصفق بيد واحدة أو أن تتبنى "مواقف " وكان الله بالسر عليم!!
لقد اطلعت على "مشروع" البيان الختامي للمؤتمر وهو ما يلي:
إعلان صادر عن المؤتمر العام السابع لحركة "فتح"
في مدينة رام الله
وحدة، صمود، مقاومة
1. إن حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" تؤكد انتماءها لحركة التحرر العالمية الساعية إلى حرية واستقلال الشعوب، ولمنظمات وجماعات مقاومة التطرف والظلم والعنصرية والاستبداد والهيمنة الدولية. وإن استراتيجية حركة فتح تلتزم بالدفاع عن الحقوق الوطنية الفلسطينية والحفاظ عليها.
2. إن نضالنا ينطلق من حقنا المشروع بالمقاومة لهذا الاحتلال العنصري الإحلالي العدواني، فقضيتنا عادلة، ولا بد من إيضاح الواقع للعالم وفضح نظام الأبارتهايد التي تمارسه إسرائيل اتجاه أبناء شعبنا، ولا بد من الالتزام والاستمرار في حملات المقاطعة لإسرائيل وتعظيمها ومقاضاة بريطانيا لما فعلته بنا في وعد بلفور ومحاكمة مجرمي الحرب لدولة الاحتلال في المحكمة الجنائية الدولية والمحاكم الدولية المختلفة.
3. تؤكد الحركة أن صراعها مع الاحتلال هو الصراع الأساسي، وأن كل ما عدا ذلك يمثل تناقضات ثانوية، وأن حقوق الشعب الفلسطيني لا تسقط بالتقادم، ولكنها تبرز وتنضج بالنضال، وأن كل بقعة أرض فلسطينية مقدسة ومهمة مثل غيرها، مع أولوية خاصة للقدس عاصمة بلادنا الأبدية، ودرتها ورمزها.
4. تؤكد الحركة على تحقيق الوحدة الوطنية والالتزام بالحرية والديمقراطية والتأكيد على القرار الوطني الفلسطيني المستقل.
5. حركة فتح وفية للشهداء وتضحياتهم وتحافظ على أسرهم وكرامتهم وتناضل من أجل جثامين الشهداء المحتجزة وتناضل من أجل حرية الأسرى كافة وعود اللاجئين.
6. حركة فتح وضعت محددات للمفاوض الفلسطيني للوصول إلى حل عادل عبر المفاوضات، إن الحركة تعمل على إحلال السلام لكل شعوب العالم وتعتمد المقاومة ضد الاحتلال بما يكفله القانون الدولي.
7. يعتبر هذا الإعلان جزء لا يتجزأ من البرنامج السياسي.
وأعقب
البند الأول: من هي (الآن) هذه الحركة العالمية التي تنتمون إليها؟ أم أنكم فقط أصبحتم مجرد منظمة لمقاومة التطرف والعنصرية... إلخ، واضح أن فتح لم تتطرق هنا لقضية "فلسطين" الأساسية وهي التحرير الكامل للتراب الفلسطيني المقدس، واستعملت تعابير ومقولات تزوغ وتراوغ لكي لا تغضب الجارة الواقفة فوق رؤوسنا والسلاح في يدها ونحن جالسون وليس في يدنا إلا قلم جاف مكسور.
البند الثاني: البند الثاني من البيان جيد ولكن ما هي الموانع التي لم تجعلكم خلال كل الأعوام الماضية تسيرون في هذه المسارات؟.
البند الثالث: البند الثالث فيه خطورة عندما تقولون أن صراعنا مع "الاحتلال" هو الصراع "الأساسي" إذن هناك صراعات أخرى إضافية ما هي ولمن ومع من؟!.
البند الرابع: الوحدة الفلسطينية يجب أن نعترف أنها لم تكن قائمة لا قبل ظهور حماس ولا بعد ظهور حماس عندما نستخدمها كشعار "Slogan" مثلها مثل الكلام عن الحرية والديمقراطية، أما القرار "الفلسطيني" فمن الذي يأخذه وعن من هو مستقل؟!.
كل هذا الكلام يمزج بشكل ممجوج بين الفرقة والتمزق وبين الوحدة، وبين الدكتاتورية المطلقة والحرية والديمقراطية!! كما أنه يخبئ بين السطور التخلي عن 2/3 الشعب الفلسطيني ونمركز كلامنا للثلث المحاصر في الضفة وغزة.
البند الخامس: البند الخامس يضع قضية أساسية وهي قضية اللاجئين في ذيل الحديث عن الجثامين والأسرى. هل هذا هو منطق التحرر والتحرير؟!!.
البند السادس: هذا البند الكارثي فنحن نعتبر أن لا حركة فتح ولا أي حركة أخرى طرفاً في المفاوضات وإنما المفاوضات (التي اندثرت على أي حال) هي مع منظمة التحرير الفلسطينية وأن حركة فتح متمسكة بحريتها في النضال بكل أشكاله وليست ملتزمة بالضرورة مع الحركة السياسية التكتيكية أو الاستراتيجية للمنظمة.
البند السابع: وهذا البند أيضاً محير لأن البرنامج السياسي نفسه يعتبر مجرد "ورق" فهل هذا الإعلان الذي سيصدر عن المؤتمر السابع هو أيضاً مجرد "ورقة" كغيرها من الأوراق؟!!.
لهذا أقترح دعوة كافة الفصائل الفلسطينية لهذا المؤتمر لكي يتخذوا قرارات حاسمه بشأن القضية والوحدة الفلسطينية، وإعادة منظمة التحرير لدورها كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني كله وقضيته كلها.
ولوضع مخطط للسنوات الخمس أو العشر القادمة لرسم وتنفيذ مسيرة القضية فلسطينياً وعربياً وعالمياً مع تحديد موقفنا من العدو بعد أن وضع أصابعه في أذنيه وأصر واستكبر استكباراً لا يمكن أن يفيد معه أي حوار لا بموجب أوسلو، ولا بموجب قرارات الأمم المتحدة، ولا بموجب قرارات جنيف لحماية الشعوب والأراضي المحتلة، بل هو ماضٍ بالتعدي وتنفيذ ما يهواه واضعاً القيود في ايدينا وأصابعه في أذاننا وعصاباته فوق عيوننا ونحن نذهب (ونحن في هذا الوضع) لعقد المؤتمرات أو لحياكة المؤامرات على بعضنا البعض سواء بين فتح وحماس أو بين عباس وخصوم عباس.
نحن الآن أعضاء مراقبين في الأمم المتحدة وهذا يكفي فلا يجب أن نظل أو نكون مجرد فصائل أو مجرد مراقبين لما يجري على ساحتنا، وأن نتمادى فنشق الجيوب ونلطم الخدود وننادي وحاسرتاه على فلسطين وعلى شعب فلسطين وعلى أمة تمتد من المحيط إلى الخليج!!
سعيد المسحال
23/11/2016
مرفق:
بسم الله الرحمن الرحيم
مشروع لوحدة وطنية فلسطينية حقيقية ودائمة
إلى كل فلسطيني أينما وجد وكيفما وجد وتحت أي جواز سفر يعيش، وإلى كل الفصائل الفلسطينية والحركات والتنظيمات كيفما كانت وأينما تواجدت.
لا أعترف وأدعوكم أن لا تعترفوا بل و لا يحق لنا أن نعترف بمسيرة ما يسمى ظلماً بالسلام منذ بداياتها وما نجم عنها ولا بمستقبلها المظلم ولا نوافق على المؤتمر الدولي للسلام (الذي سيصفي قضيتنا) كما يدعو له عباس.
لا أعترف ولا أريدكم أن تعترفوا بمحادثات وترتيبات أو اتفاقات ما سُمي بإعادة الوحدة الفلسطينية سواء ما تم في مكة أو في القاهرة أو في أي مكان أخر بين فتح وحماس وأيه أطراف أخرى لأنها كلها فشل جر إلى فشل وأتبعه فشل وذلك لأنها كانت وستظل تفتقد للشمولية والمصداقية والنوايا الحسنة الصادقة، والحس الوطني السديد والمخلص والمستنير.
لا أريد أن أعترف ولا أريدكم أن تعترفوا بل دعونا كلنا نشجب كل انتماء أو انفراد خارج الصف الفلسطيني وخارج القضية الفلسطينية سواءً أكان لجهات أو جماعات أو حركات أو حكومات أو أطراف أخرى على الاطلاق.
وبعد ذلك فلنرى ما هو الوضع الفلسطيني الآن وفي هذا التاريخ مطلع العام 2016.
في غزة هناك شعب مقهور ومحاصر ومنهك وفي حالة إذعان مريرة، يتضور جوعاً ومرضاً وضياعاً وإن لم يكن قد قُضى عليه فعلا فهو يكاد أن يُقضى عليه حياً والانتهاء معنوياً عبر تشتت الانتماءات والولاءات، أو عبر الضربات الهمجية الصهيونية وهو لا حول له و لا قوة يرى الآفاق مسدودة و لا يرى لصبره نهاية.
في الضفة قد يبدو الشعب(نسبياً) أحسن حالاً من الشعب في غزة، غير أن القهر هو نفس القهر وأكثر لأن رؤية جنود الاحتلال المدججين بالسلاح والعنجهية ونظرات التشفي من ناحية، وقوات الأمن الفلسطينية المتخاذلة أو المتواطئة هي من عوامل النكد في كل ساعة وفي كل مكان، كما أن الآفاق السياسية وحالة سلطة رام الله وقيادات وأعضاء الفصائل كلها لا تسر الخاطر، أضف إلى ذلك اللخبطة التي حدثت بين مناطق "أ" و "ب" و "ج" التي جعلت الضفة كالقربة المخرمة وكلما سُد خُرم انفتحت خروم! والقدس عن سوء أوضاعها حدث ولا حرج.
أما الفلسطينيون في الداخل (في الأراضي المحتلة منذ عام 1948) فإن أحوالهم لا يمكن التعبير عنها بأقل من أنهم في "ضياع ومذلة".
أما في لبنان فالفلسطينيون هناك أشبه ما يكونون بأهل قطاع غزة.
وفي سوريا زادوا هجرة على هجرتهم وتبعثروا فكراً وانتماءً كما تبعثروا زماناً ومكاناً.
ثم أن اللاجئين في الأردن تُعشش في داخلهم كل التوجهات التي لا يرضى عنها أحد، ويظل التوجه الأساسي السائد عندهم هو البحث عن لقمة العيش والرضا بالمقادير.
وبعد هذا التوصيف السريري المختصر لحال الكتل الرئيسية من الفلسطينيين دعونا نلتفت إلى الوضع السياسي.
فالمنظمة شاخت وانتهت صلاحية قياداتها وانتقل الكثيرون منهم إلى رحمة الله, سواء من كانوا أعضاء مجلس وطني أو من كانوا لجنه تنفيذية، وميثاقها الذي أقر عام 1964 جرى التنازل عن أهم مواده دون مقابل وبلا طائل، والقرار الذي اتخذ في مؤتمر القمة عام 1974 باعتبار المنظمة هي "الممثل الشرعي والوحيد" للشعب الفلسطيني وللقضية الفلسطينية لم يجر تفعيله على أرض الواقع، بل إن الذين كانوا فيها من أصحاب الفصائل لم يعودوا فعليا فيها، وقيادات فتح بالذات يحلو لها التلاعب بفتح وبالمنظمة معا حتى لكأن السلطة هي صاحبة اليد العليا عليهما رغم أنها هي الأخرى مفتتة ومنتهية الصلاحية رئيساُ ومجلساً تشريعياً... عداك عن انقساماتها وحروبها مع بعضها.
أما الفصائل الأخرى مع احترامي لنضالها الذي كان ولأشخاصها الكائنين فإن فصائليتهم في حالة سكون لا يسبق العاصفة! وهي لم تكن في الماضي مختلفة على ضرورة النضال أو أساليبه ولكنها كلها وبلا استثناء لم تمارس "النضال" الدائم المتكامل سواءً كان مسلحاً أو سياسياً أو إعلامياً أو اقتصادياً واجتماعياً أو عربياً وإسلامياً أو عالمياً.
كما أن بعض هذه الفصائل الآن مرهونة الإرادة بممولين أو جماعات أهدافها قد تتعارض مع أهداف وتطلعات الحركة الفلسطينية. والمهزلة الكبرى أن هذه الفصائل منهمكة كلها أو بعضها في تشكيل "لوبيَّات" للتعاون على السيطرة على منظمة التحرير وكأنها فريسة أو غنيمة!
الهيكل السياسي الفلسطيني الحالي:
1. منظمة التحرير الفلسطينية:
مجلس وطني + لجنة تنفيذية + مكاتب تمثيل في معظم دول العالم نحن نسميها سفارات ولم نسأل أنفسنا بعمق هل هي سفارات أو مكاتب للمنظمة أو للدولة أو للسلطة؟!
2. الدولة:
هي معلنة على حدود ما قبل 1967 وعاصمتها القدس الشرقية في قول، أو القدس الشريف في قول آخر، بما يخالف ميثاق المنظمة، ومواثيق معظم الفصائل بل كلها.
أما ما نسميه سفارات فهي في الأصل مكاتب للمنظمة في دول كثيرة وهي تقوم بأعمال تخص السلطة أكثر مما تقوم بأعمال تخص الدولة أو المنظمة حتى أن خلفية الصور للجوازات(الوثائق) يجب أن تكون "زرقاء"!.
3. السلطة:
رئيسها منتهية مدته ووزارتها في غزة مقالة من بداية عملها ولا زالت تعمل. وفي الضفة هي مؤقتة ولا ندري إلى متى، ثم أن حكومة الوحدة لم تتوحد أبداً، وعندما ذهب بعض أعضاءها إلى غزة حُددت إقامتهم في الفندق إلى أن عادوا بخفي حنين!.
ومجلسها التشريعي اسمه الحقيقي حسب أوسلو "المجلس الفلسطيني" هو الآخر مفتت ومقسم ومنتهية صلاحيته منذ سنوات طوال.
4. مرجعية أوسلو:
أخذت إسرائيل منها كل ما أرادت، ثم قذفت بها بعيداً وبقينا نحن ننظر إليها بعيون حائرة لا ندري هل نرفضها أم نتمسك بها؟!
قد يقول قائل... لكننا كسبنا فنحن الأن نتمتع بصفة "دولة عضو مراقب" في الأمم المتحدة، وعلمنا يحتل سارية هناك كباقي الدول، ونحن الآن أعضاء في هيئات دولية كثيرة، وكثيرة هي البرلمانات التي رحبت بقيام دولتنا دون أن تجبر حكوماتها على شيء بعد.
وأقول لهم: هل تعرفون قصة "نعمان" الذي لقي "نعل فرس" فذهب يجري لأبيه فرحاً قائلاً بقي ثلاث نعال وفرس وسأصبح فارساً.
منذ أوسلو... كسبنا سارية عليها علم يرفرف كالحمامة المذبوحة أمام المبنى الذي شارك في كارثتنا، وحصلنا في المقابل على "الجدار" وعلى عدد لا يحصى من المستوطنات والسجون والمعابر والحواجز والشهداء والمشوهين والمعاقين والبيوت المهدمة والنفوس المحطمة والأراضي التي يقال أنها بيعت بالواسطة لصهاينة.
أنا لست متشائماً على الاطلاق ولكنني أرفض أن تظلوا على حالكم هذه وتتفاءلون! هذا وضع لا يجدي معه التشاؤم أو التفاؤل بل "التغيير".
ومن ثم نذهب الى التشكيل الهرمي "السليم والواجب" للمسؤولية والقيادة الوطنية والعمل النضالي الدؤوب الذي يجب أن يستمر ويدوم ما بقيت لنا حقوق سليبة:
1. ما دامت المنظمة هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب والقضية على كل الصعد فإن علينا أن نعترف بذلك ونعلن عن اعترافنا تحت رايتنا وميثاقنا وكل مواثيقنا ونُبقي عليها حركة ثوريه مادامت لنا حقوق لم نستردها بعد. وعلى جميع الفصائل أن تعلن عن حل نفسها والتحاقها بالمنظمة كأفراد حيث أن كافة الشعب الفلسطيني هم أعضاء طبيعيون في المنظمة ولهم كامل الحقوق الوطنية وعليهم كامل الواجبات النضالية، وتسليم ما لديها من أموال للصندوق القومي الفلسطيني الذي يجب أن يكون في أيد أمينة بشكل مطلق ويُنفق منه على تكاليف كل دروب النضال وعلى دعم الاقتصاد الفلسطيني.
2. يُعاد تشكيل "المجلس الوطني" من 250عضوا على الأكثر كما يلي:
ا- عدد يُتفق عليه يأتي بالانتخاب من قطاع غزة.
ب- عدد يُتفق عليه يأتي بالانتخاب من الضفة.
ج- عدد يُختار ليمثل فلسطيني الداخل.
د- عدد يُختار ليمثل تجمعات اللاجئين في لبنان والأردن وسوريا.
ه- عدد يُختار ليمثل الخبرات والكفاءات ورجال الأعمال والقدرات العلمية والقانونية والإعلامية والسياسية.
3. ينتخب المجلس الوطني لجنة تنفيذية مكونة من 19 عضواً وتقوم اللجنة نفسها بانتخاب رئيساً ونائباً للرئيس وسكرتيراً من بين أعضاءها، وكذلك رئيساً للصندوق القومي الفلسطيني ومجلس إدارة له.
4. يشكل المجلس الوطني تحت سلطته سلطة تنفيذية تمثل الضفة والقطاع ويكون لها مجلس تشريعي مكون من الفئتين "أ" و "ب" أعلاه ويعين لها هيئة إدارية ورئيس ونائبي رئيس (لغزة والضفة)... وتحل هذه الهيئة محل ما يُسمى الآن مجلس الوزراء، ورئيسها محل الرئيس الحالي. وليس لها صلاحيات خارج نطاق إدارة الحياة اليومية في الضفة والقطاع، وما تفوضه لها اللجنة التنفيذية والمجلس الوطني.
5. إلى أن تقوم الدولة ويتم استكمال أجهزتها تظل المنظمة هي التي تمثلها وتدير شؤونها في الداخل والخارج، بعدها تستمر المنظمة وتدوم للعناية بكامل الحقوق الفلسطينية.
6. ينبثق عن المجلس الوطني بالتوافق والتنسيق مع اللجنة التنفيذية جهازان جهاز يتولى كافة العلاقات والمفاوضات والترتيبات مع العدو الخاصة بقيام الدولة، وجهاز يتولى رعاية مصالح اللاجئين أينما كانوا، وأميناً على كل القضايا المُعلَّقة، ويضع استراتيجية لمتابعتها ويعرضها للموافقة على المجلس الوطني لإقرارها والعمل بها.
7. تضع اللجنة التنفيذية برنامج عمل يقره المجلس الوطني ويكون متكاملاً وشاملاً لكل أوجه النضال المرحلي والاستراتيجي في كافة المجالات، وتلتزم اللجنة التنفيذية وكذلك السلطة كلاً فيما يخصه بهذا البرنامج على المدى القريب والبعيد.
8. تقوم اللجنة التنفيذية بالتنسيق مع الهيئة الإدارية للسلطة بإجراء التعديلات الأساسية والضرورية والشاملة للأجهزة الإدارية بكاملها في الضفة والقطاع بهدف زيادة كفاءتها وترشيد الصرف واجتثاث الفساد، كما تقوم بدمج قوى الأمن في ثلاثة أجهزة فقط، جهاز الأمن الوطني، وجهاز الشرطة، وجهاز المخابرات.
كما تضع نظاماً وصندوقاً للضمان الاجتماعي يستفيد منه الموظفون المتقاعدون والمُستغنى عنهم وكذلك العاطلين عن العمل بسبب البطالة.
9. لا يجوز للمجلس التشريعي ولا للهيئة الإدارية المنبثقة عنه تجاوز قرارات اللجنة التنفيذية أو المجلس الوطني.
10. نؤكد أن الحكم في كل ما تقدم هو للشعب من خلال الانتخابات الحرة والنزيهة في الضفة والقطاع أو الاختيار البعيد عن كل غرض لا يصب في مصلحة الشعب بالنسبة للأعضاء الآخرين. أما التنافس فيظل في ميدان العمل الناجز والدؤوب على كل صعيد بدءاً بساحة المجلس الوطني وتقديم الاقتراحات المخلصة له والالتزام بما يقرره سواءً بالأغلبية أو بالإجماع، ومن ثم السعي المستمر لتطبيق هذه الاستراتيجيات.
قد يقول البعض أن كل ما تقدم كلاماً مثالياً بعيداً عن الواقعية. أقول لهم أن الإخلاص والتجرد والوطنية والأمانة والصدق كلها مثاليات فهل نرفضها لنغرق في الفساد والضياع؟
والواقعية هي الداء والمرض العضال الذي يستشري في جسمنا وجسم الأمة العربية كلها وهو المدخل للانهزامية والتسليم "بالأمر الواقع" الذي هو الشر الذي نريد التخلص منه سواءً لأنه يعني القبول بالذل أو لأنه يعني تبرير التقصير والانحناء والتفريط والهزيمة.
يجب أن نكون بالفعل ثواراً يعملون في اتجاه واحد، يداً واحدة لهدف واحد بإعلام واحد وتخطيط سياسي واحد وتخطيط نضالي في كل الاتجاهات واحد.
والعناية بالشعب الواحد وتقوية الأمل والروح المعنوية والتمسك الكامل بالوحدة الوطنية استراتيجياً وتكتيكياً.
ولنا قدوة في كثيرين قبلنا ساروا في هذا الطريق فوصلوا لما نريد الوصول إليه، وربما يكون منهم عدونا نفسه بتنظيماته الصهيونية الموحدة وأود أن أُذَكِر بموقفين لإسحق رابين.
الموقف الأول كان في مقابلة تلفزيونية عقب توقيع اتفاقات وتفاهمات أوسلو على عتبة البيت الأبيض سأله المذيع... لقد وقعت اليوم ما سيعتبره العالم اعترافاً بمنظمة التحرير الفلسطينية فهل تخليت عن حلم اسرائيل الكبرى؟ فرد عليه بلهجة غاضبة بما معناه مما سمعته وشاهدته: أنا جنرال اسرائيلي ولقد حاربت في سبيل اسرائيل ثلاثة حروب على الأقل ونحن نسعى منذ بداية القرن الماضي لإخلاء فلسطين من غير اليهود فلم نفلح ولا يبدو أن ذلك ممكناً وقريباً، والفلسطينيون يحاربوننا ويُخِلون بأمننا في الداخل والخارج، فقررت استيعابهم ووضعهم تحت عيني وسأفاوضهم بلا كلل ولا ملل فأنا لهم والزمان طويل.
الموقف الثاني كان عندما ألقى الرئيس أنور السادات خطابه الشهير في الكنيست وكان رابين آنذاك زعيماً للمعارضة قال: سيدي الرئيس قد نكون في داخل اسرائيل أحزابا نختلف أو نتفق لكننا على الحدود صهيونيون موحدون.
ورغم كل شيء فأنا كعربي فلسطيني وأنتم كذلك أحبكم والله... والرائد لا يكذب أهله، والعبرة لمن يعتبر، وأتمنى على الله العلي القدير أن تصل رسالتي لقلوب مفتوحة وضمائر وطنية حيَّة.
سعيد المسحال
29/1/2016