هروب البشر إلى المريخ لن ينهي مشاكلهم

أحبط علماء ومختصون الآمال التي كانت معقودة على الهروب من كوكب الأرض إلى المريخ، وقالوا إن هذا لن يؤدي إلى نهاية المشاكل الاجتماعية التي يعاني منها البشر، والتي يرى العلماء أن سببها نزاعات المصالح بين الدول ومصالح المستعمرين والشركات الممولة.
ونقلت مجلة "نيتشر" عن ايلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة "سبيس اكس" تأكيده على وجود خطط طموحة لاستعمار المريخ، عن طريق إنشاء مجموعة من الصواريخ الثقيلة وأسطول من آلاف السفن الفضائية القابلة لإعادة الاستخدام والتي من شأنها أن تحمل حتى نهاية القرن ما يقارب المليون إنسان إلى المريخ. والهدف الرئيسي من هذه العملية، حسب ماسك، هو إنشاء مجتمع مستقل ومنفصل عن الأرض، وهو ما سماه مدينة "المليون" على سطح المريخ والتي سيكون فيها كل ما هو ضروري للحياة بهدف تشكيل مجتمع كامل متكامل.
ووفقا للمجلة فسوف يكون من الصعب استعمار المريخ، على الرغم من التطور السريع لتكنولوجيات بناء قواعد خارج الأرض ونظم دعم لها، بسبب استمرار تأثير العوامل الاجتماعية والاقتصادية التي تحدد مجريات حياتنا على الأرض هناك أيضاً.
فبطبيعة الحال، لا هذا ولا ذاك سيجعل استعمار المريخ مجانيا، وسوف يطلب مستعمرو المريخ المشاركة في استغلال الموارد الطبيعية للكوكب، مما سيؤدي إلى تجزيء الكوكب الأحمر إلى مناطق نفوذ ومناطق اقتصادية، وحرمان مستعمريه من الحكم الذاتي.
كما من غير المرجح أن تنجح فكرة إقامة "الحكومة الموحدة" على سطح المريخ أو القمر، لأن هذه الكواكب ستقسم إلى مناطق ستتم إدارتها بشكل مباشر من قبل الشركات الممولة، بطريقة تخدم فقط مصالحها الخاصة، الأمر الذي قد يؤدي إلى صراعات بين الشركات.
ولهذه الأسباب يعتبر محررو مجلة نيتشر أن فكرة بناء مستعمرات مستقلة على سطح القمر أو المريخ هي مجرد أوهام فردية وليست حقيقة.

المصدر: لندن - وكالة قدس نت للأنباء -