الكاتبة نادية طاهر، التي أنصفها القراء قبل النقاد ..!!

بقلم: حامد أبوعمرة

هي .. ليست صحفية وأديبة وداعية إسلامية فحسب.. بل هي إنسانة..مثقفة..متواضعة .. طيبة القلب .. رقيقة .. بسيطة ، بساطة مياه النهر في انسياب كتاباتها.. إنها الكاتبة نادية طاهر ،ابنة دمنهور ومحافظة البحيرة ، لا أكتب عنها كزميلة احترمها ،وأقدّرها كما كل الذين عرفوها عن قرب ..ولا أكتب عن ابداعتها في الكتابة والتأليف أو حصولها على العديد من الجوائز والتي تستحقها بكل جدارة ، و إنما أكتب عنها كإنسانة لها مكانتها المرموقة ، والراقية في المجتمع المصري أو العربي خاصة الذين قرؤوا لها ..فواضح من كتاباتها أنها فعلا محل ثقة من الناس ،والتي كانت تتفاعل مع مشاكلهم بشكل ٍ كبير ،وتحمل همومهم ،وكأنها مسئولة عنهم بصورة مباشرة..لم تتوانى أبدا عن الدعوة للحق ،أو التسامح الديني والعيش بمحبة وأمل وتفاؤل بين الناس ..فهي من القلائل اللائي اخترن طريق الأدب الأخلاقي في الكتابة أو المدرسة الدينية المعتدلة ، التي تخرج الفكر الإسلامي البعيد عن التطرف أو الشذوذ ..في الوقت الذي تنحرف فيه الكثيرات من المحسوبات على الأدب أو الكتابة الأدبية، وهن أديبات ابتعدوا بعيدا عن الطريق الصحيح للأدب وسط الابتذال ، والسخافة ،والإثارة الجسدية ،لا الفكرية أو الحسية ..بكل أسف لم ينصف النقاد الكاتبة نادية طاهر .. ترى لأنها منتقبة ،ولأنها محافظة على علاقاتها بالآخرين أم لأنها في تعاملاتها مع الناس تحدد أسوارا شامخة لا يمكن تسلقها ..أو لأنها غير منفتحة ..؟ !! قد يتساءل أحدٌ ما ..وكيف عرفتها ،دون أن تلتقي بها شخصيا .. أو كيف حكمت عليها ..وهل ما تكتبه يمكن أن نسميه إطراء أو مجاملة .. أم ماذا ؟! فلا هذا ولا ذاك ..وإنما هنا أجيب بكل بساطة وبموضوعية شديدة .. في نفس الوقت، يكفيني ما عرفته عنها من بين السطور ..وتحليل الكلمة ..لأحكم عليها ..فقد عرفتها عبر مقتطفات كانت تنشرها من مؤلفاتها ..كتاب "عرفت الله " والبلاء بين الثواب والعقاب " وعرفتها عبر مقتطفات من كتابها " أسرار الفيس بوك " ..فسقراط الفيلسوف اليوناني عندما كان يتحاور مع طلابه ..قال لأحدهم ، والذي ظل صامتا ..ولم يتكلم أو يعلق بشيء قال له .."تكلم حتى أراك "..! ولم يقل سقراط "أعرفك " وهل هناك ماهو أكثر وضوحا من الرؤية ..؟! كم رجوت تكريم مثل تلك الكاتبات اللائي تشغلهن قضايا الدعوة إلى الله ،ورسم ملامح طرق الهداية..ولكن اليوم في بلاد العرب أوطاني ..تكرم الكاتبات الشاذات فكريا وأخلاقيا اللواتي اشتهرن بفجور كتابتهن تحت مسمى آخر هو الجرأة ، والأصل قلة الأدب ..والذوق وقلة الأخلاق ! بكل أسف الكثير حتى من المثقفين باتوا اليوم لا يميزون بين الأدب ، وسوء الأدب..بل الاختيار الأخير يجذبهم ويميلون إليه أكثر..!!
بقلم /حامد أبوعمرة