" هذا المساء توفي القائد الأعلى للثورة الكوبية " ، بهذه الكلمات أعلن الرئيس الكوبي راوول كاسترو رحيل شقيقه الزعيم الأممي والتاريخي فيدل كاسترو . هذه الكلمات هي التعبير الأصدق في الوفاء لرجلٍ كان الأوفى لثورة شعبه التي قادها باقتدار وإرادة لم يعرف مهادنة أعدائه أو مجرد التفكير في مسايرتهم ، وهو يعلم أن الامبريالية الأمريكية وعملائها من رجعيين عملوا منذ العام 1959 ، وهو تاريخ انتصار الثورة الكوبية على نظام الديكتاتور " باتيستا " ، على انتهاز الفرص من أجل القضاء على الثورة وقائدها بشتى الطرق والوسائل . وبعد نصف قرن أقرّ الرئيس الأمريكي أوباما أن سياسات بلاده قد فشلت في عدوانها وحصارها الغير إنساني أو أخلاقي في مواجهة جزيرة كوبا العظيمة بقيادة القائد الإستثنائي فيدل كاسترو ، حيث قال أوباما : " استمرار القيام بالشيء نفسه طول خمسة عقود ، سيفضي إلى نتائج مختلفة " .
مع غياب الملهم كاسترو ، فقدت قضيتنا أكبر داعميها ومسانديها في مقاومة ومواجهة أبنائها للكيان الصهيوني الغاصب . فكوبا حتى ما قبل الثورة كانت الدولة الوحيدة المتفردة في أمريكا اللاتينية التي وقفت ضد قرار تقسيم فلسطين في العام 1947 . وعندما انتصرت الثورة قامت على الفور بوضع يدها على يسمى بالمركز الثقافي " الإسرائيلي " وصادرت محتوياته ، وهو في حقيقة أمره أنه وكراً للموساد الصهيوني ، ليتلو تلك ذلك قطع العلاقات مع كيان الاغتصاب الصهيوني في العام 1973 . حيث سبقها خطوة ذات دلالة في الدعوة التي وجهها زعيم الثورة فيدل كاسترو إلى قيادة منظمة التحرير من أجل حضور احتفالات انتصار الثورة الكوبية في العام 1970 .
وشعبنا الذي يلفه الحزن كما الشعب الكوبي الصديق والشقيق ، سيبقى يحفظ للقائد التاريخي فيدل كاسترو مواقفه في كل المحافل الدولية مدافعاً عن قضية هي الأعدل والأوضح في العالم . أنت باقٍ فينا مشعل للثورة ، لن تخمد جذوته إلاّ بانتصارنا على قوى الامبريالية والاحتكار والصهيونية والرجعية العميلة .
لروحك السلام من أرض فلسطين ، التي انتصرتَ وانحزتَ لها من دون كلل ، وعهدنا أن كوبا وشعبها وقيادتها الثورية ستبقى عصية على الانكسار والتطويع والاحتواء .
رامز مصطفى