حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" منذ انطلاقتها، لم تقرن الأقوال إلا بالأفعال، والتاريخ شاهد على مواقف وتحديات أثبتت أن صدق فتح في أفكارها وبرامجها وعزيمة رجالها، وتنمية حضورها الوطني الفلسطيني والعربي والاقليمي والدولي، عبر مسيرة طويلة لأكثر من 51 عاما من النضال، مهدت الطريق للوصول الى كثير من الحقوق الفلسطينية والحضور المشرف في أروقة الأمم المتحدة والانتقال من موقع م.ت.ف عضو مؤقت في الأمم المتحدة الى دولة فلسطين العضو المؤقت في الأمم المتحدة "2012"، ليبقى الوطن زاهيا بحركتة عميقة وشامخة، وحكمة قيادته ومشروعنا الوطني الذي رسم الهوية الفلسطينية ورؤية استيراتيجية، وفي إنتظار العام 2017 حيث الدولة الكاملة العضوية .
تؤمن حركة فتح أن الوطن كبير وأن فلسطين تستحق وأن مواكبة المتغيرات ومعالجتها، جزء لا يتجزأ من قراءة الواقع وواقعية الفكر والتطبيق، والخروج من الأزمات والنكسات أكثر عزما وتأكيدا على فلسطينية الثوابت والتحرر والدولة والعاصمة القدس الأبدية.
والمؤتمر السابع لحركة فتح والذي قدم لنا تجديدا ورسم لنا برامجا سياسيا وحضورا في العالم، قدم لنا فيه الرئيس محمود عباس "أبومازن" رؤية سياسية ووطنية واجتماعية شملت الكثير من الأمور ولاقى قبول شامل من أعضاء المؤتمر، وكما أن فتح في المؤتمر السابع، أرسلت بعدة رسائل عميقة ومنها رسالة للكل الوطني الفلسطيني أن هذا الوطن يجمعنا وان وحدتنا الوطنية والمصالحة هي العنوان القادم، والتلاحم صفا واحدا ضد مخططات الأعداء، وبالتالي شكلت فتح الدرع القوي والمطلوب لإجهاض كل محاولات التراجع والتفتيت.
المؤتمر السابع لحركة فتح، والخطاب الشامل الذي سمعناه من رئيس الحركة القائد العام الأخ أبومازن، دشن مرحلة جديدة عنوانها التعبئة والفكر والثقافة والابداع وتفعيل كافة الأطر التنظيمية والحركية كبوابة لفتح القوية والقادرة على إدارة أزماتها والخروج بأقل الخسائر الممكنة واحداث الاختراقات في الظروف الصعبة، ورسمت فتح برنامجها السياسي ببنوده المختلفة، وكل ذلك مؤشرات حيوية لنجاح المؤتمر ونهضة فتحاوية قادمة، ووحدة وطنية، ليستمر الدفاع عن الوطن والتقدم نحو المحافل الدولية وانتزاع حقوقنا وقطع الطريق على الحاسدين الطامعين والمتراجعين والمتخاذلين، ففتح لن تتوقف ولن تتأخر وتسير دوما الى الأمام.
أمام فتح العظيمة سوف تبقى الهمة عالية، وستذهب كل المؤامرات على فتح الى مكان سحيق، وستعلو راية حركتنا في سماء الوطن للبناء والاستنهاض والدولة، فدمت بكل الخير يا وطني، ودامت فتح ورجالها، ودامت قيادتها وشعبنا الوفي النبيل .. وكل عام وانتم بكل الخير. عاشت فلسطين، عاشت فتح التي وجدت لتبقى ولتستمر ولتنتصر وغلابة.
بقلم/ د. مازن صافي