باختصار: المؤتمر نجح

بقلم: أنور حمام

شهر ديسمبر2016، سيظل شهرا محفورا وبقوة في ذاكرة ابناء حركة فتح، لا بل في ذاكرة الشعب الفلسطيني والاقليم والعالم، فقد كان انعقاد هذا المؤتمر يشكل تحديا ورهانا كبيرا، وما ان انعقد وانجز اعماله على مدار الايام الماضية وتوج بانتخاب لجنة مركزية ومجلس ثوري واقرار برنامج الحركة، فانه يمكن القول بان المؤتمر قد نجح وبكل اقتدار.

وهنا اود ان اسرد بعض مظاهر هذا النجاح:

(1)  هذا الكم والنوع من التضامن والمشاركة الاقليمية والدولية في افتتاح المؤتمر. لقد بث هذا الحضور الواسع روحا جديدة في حركة التضامن مع الشعب الفلسطيني وتحديد في 29/11.

(2) مثل انعقاد المؤتمر " لا " قوية، وصرخة مدوية في وجه كل من حاول القفز على حركة فتح، والادعاء بانها حركة ضعيفة، لا بل تجاوز الخطوط الحمراء بمحاولة البعض الاستقواء بالخارج وفرض رؤيتهم على مستقبل الحركة وقيادتها وبرنامجها.

(3) حركة فتح تبدع في الازمات وتحت الضغط، وعند الخطر، وهي تشتم رائحة التدخل الخارجي فتتوحد كقبيلة على قلب رجل واحد، وتستشرس في الدفاع عن تاريخها،  وهي حركة تتوحد امام اي محاولة للانشقاق او لتجاوز القرار الوطني المستقل.

(4) هذا المؤتمر شغل الداخل الفلسطيني والاقليم والعالم، وهذا يتضج جليا من حجم التغطية التي حاز عليها اعلاميا، وبمراجعة سريعة لعناوين نشرات الاخبار في الصحف والمواقع الالكترونية والفضائيات والاذاعات، وحتى التعليقات والمنشورات على شبكات التواصل الاجتماعي، نجد ان المؤتمر كان العنوان الابرز والاقوى خلال الاسبوع الماضي.

(5) نتائج انتخابات قيادة الحركة (مركزية وثوري) اعطت درسا في الديمقراطية والشفافية، وها هي اللجنة المركزية تجدد ذاتها، وكذلك المجلس الثوري، فكل المراقبين أكدوا على ان العملية تمت بمنتهى الشفافية والنزاهة، ولم نسمع صوتا واحدا مشككا بالنتائج او الاليات والاجراءات.

(6) نتائج المؤتمر تؤكد على الخيار الحر لاعضاء المؤتمر وان المؤتمر سيد نفسه، كل الادعاء بأن هناك قوائم معدة سلفا، اتضح انه مجرد كلام  فارغ ولا يمت للواقع بصلة، فهاهم اعضاء كبار يغادرون اللجنة المركزية، ويدخل أعضاء جدد بكل سلاسة.

(7) نتائج الانتخابات عكست روح مسؤولية عميقة لدى اعضاء المؤتمر، من خلال تمثيل كافة القطاعات وخصوصا تمثيل للمرأة والشتات والتوزيع الجغرافي والعمري والتخصصات والخبرة والتاريخ والاجيال.

(8) حضور الاسرى في المؤتمر كأعضاء وكمرشحين للهيئات القيادية يؤكد على المكانة التي يحظى بها الاسرى في وعي وضمير ابناء الحركة.

(9) الاشارات الواضحة نحو ذوي الاعاقة باعتبارهم عناصر بناء في مشروعنا الوطني والحضاري، وحضورهم اللافت في النقاشات واللجان.

(10)                    الروح التي سادت المؤتمر وقراراته من خلال تبريد الجبهات على المستوى الداخلي، والدعوة الصادقة لاجراء مصالحة حقيقية، ولاول مرة نلمس ان هناك لغة وتناغم واضح في السعي نحو مصالحة تنهي هذه السنوات العجاف من الانقسام.

(11)                    المؤتمر سيمثل مدخلا اساسيا للذهاب نحو المجلس الوطني من أجل تجديد الشرعية على المستوى الوطني، وهذه المرة في اطار عمل يضمن شراكة سياسية ما بين كل مكونات الطيف الفلسطيني.

(12)                    نجحت فتح نجاحا باهراً في ادارة المؤتمر، وتجلى ذلك في الدقة غير المسبوقة في الترتيبات اللوجستية وادارة وحسن تدبير لحدث بهذا الحجم.

 

امام فتح الان مهام كبرى، ورشة وطنية، مطلوب مشاركة الجميع، مطلوب اعادة بناء كل الاجسام الحركية ومراجعة هيكليتها وأدوارها.

مطلوب استثمار في كل طاقات الحركة، الاجتماعية والثقافية والنضالية والاقتصادية والتنموية والشبابية.

مطلوب ان يلمس المواطن العادي ان تغيرا قد طرأ على فتح من خلال عمل اجتماعي ونضالي يلامس هموم الناس، ويعيد لهذه الحركة مكانتها بين الجماهير.

على فتح ان تبدع وتبتكر وتنخرط في برنامج كفاحي نضالي يمكن من اشراك قواعد الحركة في هذا الفعل النضالي جنبا الى جنبا مع الاطر القيادية.

على المؤتمر السابع أن يبرهن بان مخرجاته تمثل مرحلة جديدة واعية للحظة التاريخية التي تعيشها، وفاعلة ومتفاعله مع محيطها والاقليم، وهي تدرك موقعها وتأثيرها، وهي تتحرك وفق دينامكيات داخلية وخارجية من اجل العبور الامن مما يشهده الاقليم من تحولات كبرى.

وفتح بقيادتها الجديدة عليها ان تراجع شبكات تحالفاتها التقليدية في ظل هذا العالم المتحول والمتغير، وأن تذهب نحو المستقبل متسلحة ببرنامج وطني كفاحي وشعب حر، وعدم الارتهان الا لمصالح شعبنا وحقوقه وطموحه في الحرية والاستقلال والعودة.

بقلم: أنور حمام