رسالة عاجلة إلى الرئيس

بقلم: احمد النجار

جرحى الوطن هؤلاء الشهداء الأحياء الذين باتت حياتهم هياكل على هياكل وأجساد تنقصها الكرامة قبل الجراح, فالكرامة اليوم باتت مفقودة لدى الجريح من خلال المعاناة والإذلال والإهانة اليومية والتخلّف المتواصل في علاجات وتضميد جراح هؤلاء, والنقص المتعمّد للمواد الطبية والتخلف والاستهتار الطبي في المستشفيات والاضطهاد الممنهج لجرحانا الأبطال.
الأخ الرئيس, اليوم يعيش هؤلاء الجرحى ببراءة الأطفال وعنفوان الشباب, وعذابات الكبار, اليوم أصبح الجرحى بيادق يتلاعب بها ساسة الأمر الواقع وقلّة الإمكانات وصعوبة الحياة جميعها توحّدت ضد هذا الجريح, ذاك الجريح مَنْ كان يحلم ذات يوم حلمه الكبير في العيش بكرامة في ظل دولته الفلسطينية, الحلم الذي رحل بعيداً بلا عودة وأصبح الجريح بين ليلة وضحاها عالة على معيل هو في الأصل يريد الإعانة, ربما كان هو الآخر جريحا أو فقيرا او راحل في حرب أكلت الأخضر واليابس وتاه الجسد الحر بين علامات غزة والضفة.
الأخ الرئيس تذكرت كلمات للراحل الشهيد ياسر عرفات واهتمامه المميّز بموضوع الجرحى وعاينت ذلك بنفسي منذ لبنان واجتياح بيروت إلى يوم استشهاده كانت كلمته المعروفة للجريح أنّ الأولوية للحياة الكريمة والأولوية للعلاج وتقديراً منه لتضحياته تجاه وطنه ودفع فاتورة حروب متتالية ضد عدو متغطرس, اصدر مرسومه الخاص بالجرحى والذي اُعتبر من خلاله يوم الثالث عشر من مارس يوم الجريح الفلسطيني مثله مثل يوم الأسير ويوم اللاجئ ويوم الشهيد فكلاهما أبطال بطرق مختلفة والمجرم واحد.
الأخ الرئيس, يرى الجرحى أنهم الخاسرين الأكبر من الأزمات السياسية المتلاحقة في وطنهم فلسطين, والتي أدت إلى نسيان حقوقهم، رغم أن الكل الفلسطيني بفصائله وأحزابه وحركاته تولي أهمية كبرى لموضوع التضحيات التي قدمها هؤلاء من أجل الحرية, ويبدو أن قضايا الجرحى تاهت بين غياهب أدراج ساسة الأمر الواقع وأيضا فرضيات الأمر الواقع الجديد على الأساليب المطروحة لعلاج وتأهيل هؤلاء الأبطال.
الأخ الرئيس لقد تناسى الساسة والقاده والمسؤولين والمتنفذين في هذا الوطن أو أشغلتهم مناكفات الحاضر أبناءك الجرحى, تناسَوا أن قضية الجرحى قضية وطنيّة بامتياز مثلها مثل الأسرى والشهداء, فهم أحد أهم أضلع المثلث الفلسطيني والتي يجب أن تكون جميعها متساوية بالحقوق, وتناسوا أيضا أن تسليط الضوء على بعض قضاياهم واجب وطني موحّد لا يختلف عليه اثنان ولكن يبدو أننا أصبحنا نختلف مع أنفسنا على أنفسنا, وتركنا الجريح عن طواعية وطيب خاطر عالة على نفسه قبل أن يصبح عالة على الآخرين, يعيش واقعه وحيداً بعد أن تنكر له الجميع.
الأخ الرئيس, جرحي الوطن قصة الم يجب أن تنتهي, فهل تعلم بأن عدد الجرحى تجاوز 147الف جريح خلفتها الحروب والانتهاكات علي شعبنا طوال فترة مراحل نضال شعبنا نحو الاستقلال, وما زالت الأعداد بتزايد مع وجود الاحتلال على تراب هذا الوطن الغالي, فما تنتهي حرب علي شعبنا تبدأ حرب أشرس من سابقاتها, فلذلك يحتاجون الجرحى المساندة والدعم والعلاج والتأهيل الطبي والعلاج النفسي والاجتماعي, كيف نعالج قضية الجرحى أقل الخسائر واقل تكلفة كيف نضمن أن لا يقف الجريح متسول يطرق باب الجمعيات والمؤسسات لذلك يجب وضع قانون لهؤلاء يخدم الجرحى كي يعيشوا بكرامة, في ظل دولتهم العتيدة.
الأخ الرئيس, صرخة أَلم وصرخة نجدة لهؤلاء الجرحى المنسيون فهل من مجيب وهل تعود راية الجريح مرفوعة عالية مثلها مثل راية الشهيد والأسير, فمصيرنا وصراع شعبنا طويل, وكل ما نحتاجه أن لا نقف متفرجين ونعد ونحصي أعداد جرحانا البواسل, والتأكيد علي الالتفاف حول قضيتهم وتقديم كل ما يلزم لهم ورعايتهم من اجل العيش بكرامة في ظل دولتهم الفلسطينية المستقلة.
الأخ الرئيس يجب أن يكون ملف الجرحى والمصابين في هيئة وطنية تسمى هيئة شؤون الجرحى والمصابين على غرار باقي الوزارات المختلفة الأخرى العاملة في الوطن الفلسطيني، في ظل احتياجهم لرعاية خاصة ومتابعة صحية وعلاجية، إضافة إلى دعم نفسي واجتماعي ومعنوي ومادي، وتأهيلهم لأعمال أخرى بعد الإصابة التي ألمت بهم.
الاخ الرئيس إن الجرحى من الفئات التي تحتاج إلى الوقوف بجانبهم فهم شامة على جبين هذا الوطن، يواصلون المعاناة من لحظة إصابتهم، وواجب الوطن أن يمنحهم الحق بالعلاج، والحق بتوفير احتياجاتهم، وأن يكونوا على سلم
الإهتمام.
الأخ الرئيس إن الجرحى الذين أصيبوا بإعاقات دائمه المكبلين بجراحهم واصابتهم على مدى العمر من فقدوا ارجلهم وايديهم واعينهم هؤلاء الذين اصبحوا بمرض دائم ومستمر طول العمر هم اكثر فئة ظلموا بمجتمعنا الفلسطيني امام ما يقدم لهم من خدمات من قبل السلطه الفلسطينيه.
الاخ الرئيس إن الجرحى المصابين باعاقات دائمه مسجونين في جراحهم طوال العمر سواء بمساعدة عكاز او عكازين او كرسي متحرك او من فقدوا اعينهم بانفجار او ايديهم هلاء يتم اعطائهم مساعدات اجتماعيه قليله لا تكفي حياتهم واسرهم فينبغي ان يتم رفع تلك المخصصات بشكل يوازي ما ارتفعت فيه رواتب الاسرى سواء داخل السجون او خارجها.
الأخ الرئيس لا يعقل ان يتقاضى الجريح وخاصة المعاقين منهم فتات المال وغيرهم من الفئات الاخرى تنال كل شيء وهؤلاء الجرحى الابطال الذين بالم دائم ومعاناه مستمره اوضاعهم الحياتيه متوقفه على هذا المبلغ الذي اقر لهم بدون أي زياده او تغيير او تبديل ولا احد يطالب لهم.
الاخ الرئيس إن المنحه الملكيه السعوديه لخادم الحرمين بالحج كل عام لا يتم حساب ولا تمثيل الجرحى فيها رغم ان حقهم ان يحجوا بيت الله اسوه باسر الشهداء والاسرى فهم عانوا ولا زالوا يعانوا من جراحهم واصابتهم وكثير منهم لايستطيع الحج على حسابه.
هؤلاء الجرحى يحتاجوا الى ادوات مساعده بشكل دائم كراسي متحرك هاو كهربائيه وعلاج وتحويلات الى الخارج لمتابعة علاجهم ويحتاج البعض منهم الى بامبرز وادويه خاصه كثيرا مايتم شراءها من الصيدليات وهؤلاء ايضصا يحتاجوا الى عنايه مستمره واشراكهم دائما بنشاطات المجتمع ويتم تكريمهم من قبل السلطه حتى يشعروا باهميتهم.
هؤلاء الجرحى بحاجه الى مساعده لكي يتزوجوا وكثيرا منهم بحاجه الى عمليات خاصه بزرع الاجنه ومساعدتهم على ان ينجبوا بمساعدة المختبرات وهذا يحتاج الى مال كثير وهو من حقهم كي يكونوا مثل غيرهم هؤلاء يحتاجوا الى الكثير الكثير.
الأخ الرئيس إن الشعب الذي لا يكرم ابطاله ويقف الى جانبهم ويتركهم لكي يتسولوا حقوقهم لا يستحق النصر والتمكين ينبغي مساواتهم باهالي الشهداء والاسرى وينبغي ان يتم تقديم كل المساعده لهم وان يكون لهم هيئة وطنية تتابعهم في وزارة الصحه ومؤسسة اسر الشهداء والجرحى.
الاخ الرئيس طالما ان هناك توالد للهيئات تابعه للرئاسه والسلطه الفلسطينيه فان اول هيئه ينبغي ان يتم تشكيلها واستحداثها بشكل سريع هي هيئة شؤون الجرحى والمصابين لما لها من حاجه كبيره جدا في قطاع غزه وخاصه ان هناك مماطله واعاقه تتم في وزارات السلطه الفلسطينيه في ظل ارتفاع عدد الجرحى بشكل كبير ومعاناتهم واستخدام الكيان الصهيوني اسلحه تؤدي الى تعميق جراح ومعاناة هؤلاء الابطال المصابين.
الأخ الرئيس نضم اصواتنا كجرحى أن تصدر تعليماتك الكريمه بانشاء هيئة وطنيه للجرحى تسهل حياة الجرحى المرتفعه اعدادهم بشكل كبير في ظل العدوان المتكرر حيث ان هناك اكثر من 11 الف جريح خلفته الحرب الاخيره على شعبنا ووجود اعداد كبيره من الجرحى المعاقين الذين هم بحاجه الى هيئة وطنيه تسهل حياتهم وترعاهم طبيا وتاهيليا في ظل الاجراءات البروقراطيه التي تعيشها مؤسسات السلطه.
الاخ الرئيس إن هؤلاء الجرحى تستمر معاناتهم طالما هم على قيد الحياه ويبقوا يتالموا وهم بحاجه كبيره الى مساعده وهؤلاء لا يجدوا من يقوم بدور التاهيل لهم بعد ان يشفوا من الجراح وايجاد فرص عمل ورواتب ومخصصات لهم صحيح ان مؤسسة اسر الشهداء تقوم بجزء من هذا الدور ولكن ينبغي ان تكون لهم مؤسسه خاصه تعنى بهم فالجريح الفلسطيني ومن بقي على قيد الحياه منهم لا زال يعاني ويتالم.
الأخ الرئيس هناك اكثر من 147 الف جريح في شعبنا الفلسطيني خلفته الحروب والانتهاكات والاعتداءات الصهيونيه على شعبنا طوال مراحل نضالنا الفلسطيني نحو تحقيق الاستقلال وسيسقط اخرين في المستقبل وهناك كل يوم جريح يسقط سواء في قطاع غزه او الضفه الغربيه ويجب ان يتم رعايتهم بشكل كبير يتناسب مع تضحياتهم ومعاناتهم.
الأخ الرئيس إن هيئة شؤون الجرحى اهم بكثير من هيئات اخرى تتوالد كل يوم في السلطه الفلسطينيه وينبغي ان يتم اصدار مرسوم بتشكيلها وان يتم اختيار طاقمها في جميع ارجاء الوطن تكون قبله لهؤلاء الابطال الذين يعانوا من إستثمار الامهم طوال حياتهم وهذا حقهم الوطني على شعبنا الفلسطيني وامتنا العربيه.
الأخ الرئيس في كل الدول في العالم يتم تكريم الجرحى واعطائهم حقوقهم الطبيه والتاهيليه وتهتم الدول والشعوب بهم وتكرمهم وتبقى تتابع حالاتهم الصحيه والحياتيه حتى يشفوا من الامهم وجراحهم ويعودوا للحياه العاديه ليعطوا مثلا حيا على العنايه والمتابعه.
الأخ الرئيس إن الجرحى اكثر من يعاني منذ سنوات طويله وخاصه حين يحتاج واحد منهم الى تحويله او طرف او نوع خاص من الدواء ويتم التلاعب بهم في الوزارات ووالدوائر المختلفه فهناك تداخل كبير بين عمل الجهات التي تخدم وتساعد هؤلاء الجرحى الابطال يجب ان يتم تجميعها في هيئة وطنيه للجرحى والمعاقين تعنى بهذه الفئه الواسعه والتي اصبحت تشكل نسبه عاليه جدا في مجتمعنا الفلسطيني مقارنه بالمجتمعات المحيطه بنا.
واخيرا نتوجه لجرحانا البواسل بالتحية والتقدير ونقول يا جرحى شعبنا الفلسطيني اتحدوا وكونوا جسما ضاغطا على اصحاب القرار الفلسطيني وطالبوا بحقوقكم وغيروا اوضاعكم الاجتماعيه والمالية ودافعوا عن قضاياكم المشروعه اسوه بغيركم من اسر الشهداء والاسرى.

بقلم: احمد النجار