"الرواد" بمحافظة خانيونس تختتم مشاركتها بمهرجان "شاشات"

اختتمت جمعية الرواد للشباب الفلسطيني بمحافظة خانيونس مشاركتها بمهرجان "شاشات" العاشر لسينما المرأة في فلسطين وذلك بعرض اربعة افلام لمخرجات شابات ضمن مبادرة سينمائية مجتمعية مكملة لرسالة مؤسسة "شاشات سينما المرأة" في دعم الإنتاج والإبداع النسوي الفلسطيني الشاب، خاصة من خارج منطقة الوسط، وإتاحة الفرص لمخرجات شابات بأن ينتجن الثقافة السينمائية الفلسطينية ويعبرن عن عوالم فلسطينية من مختلف أرجاء فلسطين. كما يشكل المهرجان العاشر استمرارية لنهج مؤسسة "شاشات سينما المرأة" في إتاحة نشاطات سينمائية في كامل أرجاء الوطن كحق من حقوق الإنسان، وربط العمل الثقافي بشراكات مع مؤسسات مجتمعية في قرى وبلدات ومدن ومخيمات وجامعات الضفة الغربية وقطاع غزة، من أجل المساهمة في تطوير مجتمع مدني قوي وحيوي يعبر عن الحيوات المختلفة التي يعيشها الشعب الفلسطيني.
هذا وافاد المهندس عاطف ابو دقة رئيس مجلس إدراره جمعية الرواد للشباب الفلسطيني بأن هذه العروض والافلام ركزت على عدة قضايا ومحاور اثارت جدلا ونقاشا عميقا بين الحضور صنعته المخرجات الشابات من غزة، الخليل، وادي أبو هندي البدوي في العبيدية، ونابلس وهذه المناطق مليئة بالمعاني والاحتمالات والخيارات والتي تم نقاشها في اربعة عروض مميزة في محافظة خانيونس .
وافاد ابو دقة بأن الافلام هي "صيف حار جداً" ومدته 16:42 دقيقة ومن إخراج وسيناريو أريج أبو عيد، تحكي لنا المخرجة قصة واقعية وتجربة شخصية لها خلال الحرب على غزة عام 2014. حيث تقول المخرجة في الفيلم، "الجو رمضان، الدنيا صيف وحر، ما فيش كهربا ولا مروحة. توقعناها زي الحرب الاولى والثانية بس هالمرة كانت غير...جنون في الجو طول اليوم وطول الليل بنام ساعه هان وساعه لما يهدا القصف... الدنيا شوب كإنو جهنم فتحت بوابها...حر ونار وموت، السما بتضوي احمر احمر طول الليل زي الالعاب النارية وكإنو مشهد فيلم رعب...بس احنا ابطالو..."
اما العرض الثاني للمخرجة فداء نصر فتحكي لنا في "جرافيتي" ومدته 16:05 دقيقة، عن رؤيتها ل جرافيتي مجهولة على حائط في الخليل تتكلم عن الحب...الحب في زمن الموت، فترى المخرجة أن "مرات في كلام بيضلو محبوس بحدود قلوبنا...ما بيوخد حريتو على شفافنا. بنضطر نكتبو بأي مكان. ...حتى لو، على حيطة."
وفي العرض الثالث للمخرجين لنا حجازي ويوسف عطوة، فقد اشتركا معا ليوضحوا لنا قصة "صالحة" في فيلم مدته 13:09 دقيقة، و الذي أخذنا في رحلة إلى وادي أبو هندي للقاء صالحة حمدين، الفتاة البدوية التي حازت في 2012 على جائزة "هانز كريستيان اندرسن الدولية" للقصة الخيالية لقصتها "حنتوش" من ضمن 1200 قصة لأطفال تقدموا للجائزة من جميع أنحاء العالم. وتسرد صالحة في "حنتوش" محاولتها الهروب من واقعها القاحل وحياتها القاسية في وادي أبو هندي من خلال تخيلها أن لخروفها المفضل "حنتوش" جناحين تمكنه من الطيران، ولهذا يطير بها في رحلة إلى إسبانيا حيث تقابل لاعب الكرة الدولي، ليونيل ميسي، الذي يطلب منها البقاء في إسبانيا...ولكن صالحة تتساءل، "من يحلب الغنم ويصنع الجبنة التي تقتات العائلة من ريعه، في ظل غياب والدها الأسير، إن لم ترجع صالحة إلى واديها وأهلها؟ "
وفي الفيلم الرابع والاخير وهو "موطني" ومدته 16:05 دقيقة، والذي صورته المخرجة نغم كيلاني خلال احتفالات عيد الفطر في نابلس، فتسرد أنها نشأت في مدينة من أعرق مدن فلسطين وأجملها في الضفة الغربية، نابلس، وقصة الفيلم تصاغ ثناياها في مخيم بلاطة والبلدة القديمة. "نابلس تلبس حلة العيد ويعمها الفرح وكل أهاليها....فهل يا ترى ستكون نابلس مدينة لكل مواطنيها أيضاً بعد العيد، أم يا ترى ستتقسم المدينة إلى هذه "الأوطان" الصغيرة والهويات الصغيرة، والتي تصغر وتصغر كل يوم، وتختلف عن بعضها البعض بأسماء و"هويات" نطلقها مثل "ابن مخيم"، "ابن بلدة قديمة"، "ابن مدينة"، "فلاح" أصبح الوطن مجزءاً، ليس فقط من قبل المحتل الإسرائيلي والمستوطنات والحواجز كما نشاهد يومياً، بل تسربت هذه التقسيمات مثل الماء لتصنع "مواطن صغيرة" من عشائر وحمولات وعائلات."
من جانبها رأت د. علياء ارصغلي، مديرة "شاشات" والتي أشرفت على إنتاج الأفلام أن المهرجان العاشر هو من الأهمية "ليس فقط لسينما المرأة في فلسطين ولكن للعمل السينمائي الفلسطيني ككل، لأن مهرجان شاشات لسينما المرأة في فلسطين هو المهرجان الأكثر استمرارية في فلسطين ببلوغه عامه العاشر في هذه الدورة منذ انطلاقته في 2005، والمهرجان السينمائي الأكثر استمرارية أيضاً من مهرجانات سينما المرأة في العالم العربي، وهذا إنجاز كبير للعمل السينمائي الفلسطيني".
وأشاد ابو دقة بمؤسسة شاشات لما توليه من اهمية لتنمية قدرات القطاع السينمائي في فلسطين وتنمية الحياة الثقافية وبخاصة في المناطق المهمشة والمحرومة وما توفره من فرصة امام الشابات المخرجات من اجل تمكينهن وتدريبهن لإنتاج جيل جديد من المخرجات وكما اشاد ابو دقة بالتعاون والتشبيك بين جمعية الرواد ومؤسسة شاشات لما سعت اليه في رفع وعي الشباب والشابات تجاه الكثير من القضايا المجتمعية المهمة ولتسليطها الضوء على العديد من الاسئلة والحلول للعديد من المشاكل التي تواجه الشباب اليوم وجمعية الرواد للشباب الفلسطيني تولي اهمية كبرى لهذا المهرجان وتنظر اليه بعين الاهمية لكونه يشكل نافذه وبصيص امل امام الشباب نحو التعبير والتغيير نحو الايجابية في ظل السلبية والانسحابية التي يعيشونها .
يذكر أن "مهرجان شاشات العاشر لسينما المرأة في فلسطين"، ضمن إطار مبادرة "ما هو الغد" الذي تنفذه مؤسسة شاشات، والذي حصل على تمويل رئيسي من صندوق الديمقراطية الأوروبي "EED"، كما من صندوق الديمقراطية الوطني "NED"، بالإضافة إلى المؤسسة السويسرية "CFD" التي تعني بالمرأة والسلام.

المصدر: خانيونس - وكالة قدس نت للأنباء -