في الثامن من كانون الأول عام 2012 ، أي قبل أربع سنوات من الآن ، وفي المهرجان الجماهيري الذي أقامته حركة حماس في قطاع غزة بمناسبة الذكرى الخامسة والعشرين لانطلاقتها ، وبحضور قيادات الصف الأول ، حمل رئيس المكتب السياسي السيد خالد مشعل علم ما يسمى ب" الثورة السورية " ، وهو في الأصل العلم السوري زمن الانتداب الفرنسي على سورية . يومها أكد مشعل في معرض كلمته على وقوف الحركة إلى جانب الشعب السوري ، قائلاً :- " أن حماس لا تساوم على المبادئ ولا تفرط بالقيم ، وبالتالي لا تؤيد سياسة أي دولة أو أي نظام يخوض معركة دموية مع شعبه ، فنحن مع الشعوب " .
ورافق ذلك هرج ومرج سياسي بسبب حمل العلم المذكور من قبل السيد خالد مشعل . التي حرصت حركته على القول ومنذ لحظة مغادرتها سورية وبقرار منها ، على خلفية الأحداث في سورية " أنها لا تتدخل في شؤون الدول العربية الداخلية " ، وأن رفع العلم لم يكن يتقصده أبو الوليد بل حصل عن طريق الخطأ . وهذا ما أكده نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الدكتور موسى أبو مرزوق في مقابلة أجرتها معه قناة الميادين في الرابع عشر من تشرين الأول 2013 ، إذ كشف أبو مرزوق : " أن خالد مشعل رئيس المكتب رفع علم الثورة السورية بالخطأ " . وإن لم تُشكل هذه التصريحات قناعة لدى الكثيرين ، ولكن قفزوا عنها .
بعد أربع سنوات على تلك الواقعة ، التاريخ يُعيد نفسه ، حماس تُصدر بيان شديد اللهجة حول مدينة حلب ، مدموغ بالصور التي غطت مسيرتها في قطاع غزة بمناسبة انطلاقتها التاسعة والعشرين على تأسيسها . هذه المرة من دون أية أخطاء ، بل في مغادرة واضحة للمساحة الرمادية ، في خطوة ذات دلالة طمأنت من خلالها الآخرين أنها غادرت تلك المساحة ، وما كان خطأً قبل أربع سنوات ، اليوم قد أصبح يقيناً .
بقلم/ رامز مصطفى