وزير الداخلية التونسي يكشف تفاصيل جديدة في قضية اغتيال الزواري

قال وزير الداخلية التونسي الهادي المجدوب, إن "ضلوع جهاز أجنبي في جريمة الإغتيال التي طالت مهندس الطيران محمد الزواري يوم 15 ديسمبر الجاري إمكانية واردة."
و أضاف المجدوب, في مؤتمر صحفي مساء الإثنين "أن التخطيط لإغتيال الزواري انطلق مع منتصف شهر يونيو الفارط", مبينا أنه "تم العثور على 5 ظروف من مسدس عيار 9 ملمتر في مسرح الجريمة أمام منزل الضحية."
و أضاف وزير الداخلية التونسي أنه تم العثور كذلك على سيارة ثانية في مكان غير بعيد عن مسرح الجريمة من نوع "رينو ترافيك" تحمل اثار دماء على مستوى باب السائق, بالإضافة إلى العثور على 3 ظروف و حقيبة تحمل مسدسين مزودان بكاتمي صوت وسائل استعمل في طمس البصمات الموجودة على السلاح.
كما كشف المجدوب أن الوحدات الأمنية تمكنت من العثور على سيارة من نوع "كيا بيكانو" و شرائح هواتف جوالة تابعة لشركة اتصالات تونسية. و أعقب بأنه تم تسوغ السيارات المستعملة في الجريمة بتاريخ 13 ديسمبر الجاري لفائدة فتاة قاطنة بمدينة زغوان, شمال شرق البلاد, تعمل لفائدة شركة إعلامية أجنبية.
و بين وزير الداخلية التونسي أن التحريات كشفت أن الفتاة كانت تبحر على موقع الإنترنت ووجدت عرض عمل في شركة إعلامية وتولت ارسال سيرتها الذاتية فتم الإتصال بها في شهر أوت الفارط وعرض عليها الإلتحاق بالعاصمة النمساوية فيينا لإجراء إختبار العمل الذي يهتم بإنتاج أفلام وثائقية تهم دول عربية, من بينها تونس, لفائدة قناة تلفزية ماليزية.
كما كشفت التحريات أن الشخص الأجنبي الذي اتصلت به الفتاة عبر الموقع الإلكتروني قدم لها شخصا ثانيا أجنبيا من أصول عربية وأعلمها أنه الشخص الذي ستتعامل معه في إطار هذه الشركة, وفق المصدر ذاته.
و أشار المجدوب إلى أن الفتاة تحولت بتاريخ 6 سبتمبر 2016 إلى العاصمة النمساوية فيينا بطلب من الشخص الأجنبي الذي أعلمها أن الشركة تعتزم إنجاز شريط وثائقي حول الطب والطيران و طلب منها ضرورة مقابلة محمد الزواري المعروف بتميزه في صناعة الطائرات الصغيرة التي يتم التحكم فيها دون طيار وعرض عليها مبلغ 100 يورو في اليوم لقاء إجراء هذا العمل الصحفي.
و كشف المجدوب أن الفتاة المذكورة قامت بالتصوير مع محمد الزواري, و أن الشخص الأجنبي من أصول عربية إستحسن عملها وأعطاها مكافأة مالية قيمتها ألفي أورو.
و بخصوص الصحفي بالقناة العاشرة الإسرائيلية الذي قام بتصوير ريبورتاج من مسرح الجريمة و من أمام مبنى وزارة الداخلية التونسية, أوضح المجدوب أن "صحفي القناة العاشرة الصهيونية أجرى تحقيقا في مسرح الجريمة, و كان يتحدث مع المواطنين باللغة الإنجليزية", مضيفا أن الصحفي المذكور دخل البلاد بهوية ألمانية, و تنقل من مطار تونس قرطاج الدولي إلى محافظة صفاقس بمساعدة أطراف تونسية."
و لفت المجدوب إلى أن إغتيال الزواري عملية معقدة و مركبة, موضحا أن وزارة الداخلية خاطرت بعقد مؤتمر صحفي اليوم حول هذا الملف, مؤكدا في الصدد ذاته على أن السيادة الوطنية التونسية قائمة و لا نقاش فيها, و أن مثل هذه العمليات يمكن أن تحدث في أي مكان في العالم لأنها لا تحمل أي عنوان.
و بخصوص هوية الزواري, قال وزير الداخلية التونسي إن" المعلومات تفيد بأنه انتمى سنة 1989 إلى الحركات الإسلامية في تونس في إطار نشاطه التلمذي والسياسي وتعلقت به أحكام قضائية سنة 1991 على خلفية هذا النشاط."
و أوضح المجدوب أن الزواري "قد تمتع بالعفو التشريعي العام إثر سقوط نظام بن علي في عام 2011, و أسس في سنة 2012 نادي طيران الجنوب." و تابع المجدوب بأن" وزارة الداخلية ليس لها أي معطى حول إنتماء محمد الزواري إلى حركة حماس أو إلى كتائب عز الدين القسام, كما أنه لم يتم تسجيل أية تحركات مشبوهة له."
مسؤول أمني رفيع أكد من جهته خلال المؤتمر الصحفي أن "عملية إطلاق النار على القتيل تمت من طرف شخصين ثبت من خلال روايات الشهود أنهما يتحدثان لغة أجنبية, مشيرا في الأثناء إلى أن عملية إغتيال الزواري تم التخطيط لها في بلدين أوروبيين.
يشار إلى أن رئيس الحكومة يوسف الشاهد إجتمع بوزير الداخلية الهادي المجدوب قبل إنعقاد المؤتمر الصحفي.
إلى ذلك, قرر قاضي التحقيق المتعهد بالتحقيق في قضية إغتيال محمد الزواري التخلي عن القضية لفائدة القطب القضائي لمكافحة الإرهاب بالمحكمة الإبتدائية بالعاصمة.

المصدر: وكالات - وكالة قدس نت للأنباء -