أدركت حماس وذراعها العسكري أهمية الطائرات دون طيار منذ بداية الانتفاضة الثانية تقريبًا، وبدأت العمل الجاد والدؤوب من أجل تطوير وتصميم منظومة الطائرات بدون طيار ولكن في العام 2003م تم اغتيال المجموعة المشرفة على ذلك والتي كان من قياداتها الشهيد نضال فرحات والشهيدين أكرم نصار ومحمد سلمي، وتم التوقف وانقطع الحديث عن الطائرات دون طيار إلى العام 2014م وتحديدًا بتاريخ 14/7/2014م إبان الحرب على غزة، حيث أعلنت كتائب القسام عن تصنيعها وامتلاكها أسراب من الطائرات دون طيار وأنها حَلّقت في سماء فلسطين المحتلة ونفذت عدة مهمات، من بينها التحليق فوق مقر وزارة الجيش الإسرائيلي في "تل أبيب" .
وظهر جليا بعد استشهاد الشهيد التونسي محمد الزواري أن إصرار المقاومة على امتلاك هذه المنظومة جعلها تلجأ وتستثمر مقدرات أمتنا العربية والإسلامية من أجل الارتقاء بصناعاتها.
وأعلنت المقاومة عن عدة نماذج لهذا الجيل الجديد لديها كان منها الهجومي والالقائي والاستطلاعي، وبدأت المقاومة وبعد الإعلان عن تلك المنظومة بالعمل على تطويرها وتحديثها لتكون أكثر فاعلية لديها، وفي الآونة الأخيرة و بعد إسقاط إحدى هذه الطائرات في مارس 2016م وهي تجري مهام فوق سواحل عسقلان المحتلة وحديث كثير من الجنود عن مشاهدتهم لطائرات صغيرة تحلق فوق مواقعهم بصورة دائمة، لفت ذلك الأنظار لدى الأوساط الإسرائيلية المتابعة بمدى خطورة هذا السلاح، ترافق ذلك بتقارير واسعة في المواقع الإسرائيلية وتصريحات قيادة الجيش الإسرائيلي عن الدور التي تقوم به الطائرات التي تمتلكها المقاومة ومدى خطورتها وانها تمكنت من جمع معلومات دقيقة تتعلق بالجيش والمعسكرات التابعة له بالمناطق المتاخمة لحدود وغلاف غزة، وأن هذه الطائرات متعددة المهام التي تمتلكها المقاومة لها القدرة على رصد جميع تحركات وأعداد ونوعية القوات الإسرائيلية الموجودة بالإضافة إلى أعداد ونوعية الآليات المتمركزة حول غزة مما يعطي ميزة المتابعة الدائمة، ناهيكم عن حجم المعلومات الضخمة التي تحصل عليها المقاومة، وتَخَوفهم الدائم من قيامها بإرسال طائرات انتحارية إلى داخل العُمق، تلك المعطيات والمتابعات أوجدت مؤشرات قلق واضحة لدى الأوساط الأمنية والعسكرية الإسرائيلية مما جعلها محل اهتمام بالغ ومتابعة مستمرة في الآونة الأخيرة.
و قد سبق اغتيال المهندس محمد الزواري بساعات تقارير ساخنة للغاية نشرتها "يديعوت أحرنوت" وبعض المواقع الإسرائيلية عن خطر هذه الطائرات وان المقاومة قد طورتها وأصبحت عملية إسقاطها بالعملية الصعبة والمعقدة وانها قد امتلكت معلومات خطيرة بسبب هذه الطائرات، وباعتقادي أن تلك المؤشرات والتقارير خاصة التي نشرت بالآونة الأخيرة هي التي عجلت عملية اتخاذ قرار اغتيال الشهيد محمد الزواري مهندس هذه الطائرات لما يشكل من تهديد وقلق واضح لدى الكيان سعيًا منهم للمحاولة بوقف عملية التطوير المستمر لهذه الطائرات وتوجيه ضربة لطواقمها.
ويبقى السؤال هنا والذي نترك إجابته للايام القادمة، هل عملية اغتيال الشهيد محمد الزواري ستؤثر وتوقف مشروع التطوير بمجال الطائرات بدون طيار ومشاريع تطوير قدرات المقاومة بصورة عامة أم لا ؟؟؟
محمد مروان هنية