حين نتحدث عن الحوار، لا تعني حوارات القيادات والاتفاقيات على أهميتها، بل أعني هنا حوار أفراد المجتمع بكافة مستوياتهم وانتماءاتهم (الانتماء الأساس لفلسطين)، ولأن الهدف المنشود من أي حوار (ندوة، محاضرة، ورشة، مؤتمر، زيارة، رحلة، نقاش ..الخ) هو خلق مجتمع متحاور، قادر أن يستوعب أزماته قبل استفحالها وانتقالها لمراحل معقدة، ولهذا فالحوار يهدف الى تعزيز الوحدة الوطنية وحماية النسيج المجتمعي.
إن القيم المجتمعية، هي جزء من هوية الوطن، تؤدي الى بناء سليم بين أفراد المجتمع، وترسخ القدرة لمواجهة الأعداء والاحتلال، وأسمى القيم يعتبر التسامح والوسطية والواقعية والعمل الجماعي والقبول بالآخر، ورفض التصنيف تحت أي مسميات.
مجتمعنا الفلسطيني يجب أن يتسلح بالحوار، فهذا النهج يتمثل في قوله تعالى " ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين". والنقد الذاتي والموضوعي لم يكن يوما المضاد في المعنى والتطبيق للحوار، فالحوار في مرادفه القريب هو النقد الذاتي الايجابي والمعرفة والثقافة والعلم، ورفض سيطرة الأنا والقيم السلبية والثقافات الدخيلة.
بقلم/ د. مازن صافي