لسنا مضطرين لنستجير من الرمضاء بالنار ، دردشات متجنح للحق (20 )

بقلم: حازم عبد الله سلامة

بسم الله الرحمن الرحيم
أي واقع هذا الذي يجعلنا نستجير من الرمضاء بالنار ؟؟؟ أي واقع مؤلم وأي وجع مهما كان مؤلما يجعلنا نهرب من الشيطان لنحتمي بإبليس ؟؟؟ أنهرب من موت الي موت !!! هل قدرنا دفع ثمن بؤس المرحلة من دمنا وآلامنا ؟؟؟

وطن يُدمر وشعب يُذبح ، ومستقبل أجيال يضيع ، فمن يتحمل مسئولية هذا الوضع المرير ؟ عشر سنوات من الانقسام والمناكفات والصراعات والتوهان وانحراف البوصلة ، ولا أحد من القادة والنواب والوزراء والمسئولين يحرك ساكن ، قيادة مفروض عليهم أن يحلوا مشاكل الناس ويوفروا لهم حياة كريمة ويحموهم ويدافعوا عنهم ، وقفوا صامتين عاجزين عن معالجة مشاكل الوطن والشعب ، واكتفوا فقط بخلق المبررات لتخاذلهم وضعفهم وهروبهم من المسئولية ، ووقفوا متفرجين علي آلام شعبنا ،

أي قادة أنتم ؟؟؟ إذا اختلفتم ، دفع الناس البسطاء أرواحهم ودمهم ، وازدادت آلامهم ومعاناتهم نتيجة هذا الخلاف ؟؟؟ وإذا اتفقتم تتفقون علي توزيع المناصب وترتيب أدوار تحكمكم واستبدادكم بالناس ،

أيها القادة لقد أرهقتم شعبنا ومزقتم نسيجنا الاجتماعي وتخليتم عن مسئولياتكم ولم تكونوا علي قدر تضحيات شعبكم ، فإلي متي هذا الألم والوجع يستمر بوطني ؟؟؟
أي قيادة أنتم ؟؟؟ ألا تخجلون من عجزكم عن توحيد الوطن وخدمة شعبكم !!! ألا تشعرون بشيء من خجل وأنتم تتغنون بأنكم تمثلون الشعب ، وأنتم تقفون عاجزون عن توفير أدني متطلبات الحياة لمن انتخبكم لتمثلونه ؟؟؟ هل انتم حقا تمثلون شعبنا ؟؟؟
بعد أن فشلتم أن تكونوا ممثلين لشعب مناضل وقزمتم العلم الفلسطيني عنوان الكل الوطني بين رايات حزبية قسمت الوطن ، واستبدلتم مواكب الشهداء بمواكب وزراء ، والخنادق بالفنادق ،
ألا تخجلون وأنتم تتحدثون عن حب الوطن وتتغنون بالشعب ، أفلا يستحق هذا الشعب مانح الشرعيات أن تحترموه وتخدموه وتشعروا بآلامه ومعاناته ، وتعالجوا مشاكله وتوفروا له حياة محترمة كريمة ،

مخطئ من يعتقد أنه سينجح بكسب ثقة الجماهير دون أن يقتنع الناس بأنه مثلهم وقريب منهم ويشعر بهم وقادر علي الوقوف معهم ومساندتهم ، وقوي في الداخل وفي المخيمات ولدي عواطف الناس وقلوب الناس ،
فمن يستطيع أن يمنح الشرعية لتنصيب أي مسئول سواء كان رئيسا أو غفيرا أو عضوا في المجلس التشريعي هو الشعب الفلسطيني ،
شعبنا تحمل الكثير من الألم ودفع ثمن كبير ومازال يناضل ويضحي لينعم بالحرية والعدالة وحياة كريمة ، فشعبنا يستحق قيادة بمستوي تضحياته وطموحه وعشقه للوطن ، نريد قيادة نثق بها ونشعر أنها قريبة منا ، قادرة علي خدمة الوطن والشعب والتواصل مع الجماهير واستمداد قوتها من الجماهير وتواضعها لشعبها وحبها للوطن ،

نريد قيادة تتكاتف مع شعبها ، وتلتف الجماهير حولها عن قناعة وثقة ، وليس قيادة تتحالف مع بعضها لتدافع عن امتيازاتها ومناصبها بعيدا عن تقديم أي خدمات وواجبات لشعبها ، نريد قيادة تفهمنا وتسمعنا وتشاركنا آلامنا ومعاناتنا ، قيادة نراها قريبة منا في الميدان وفي المخيمات ، وليس خلف المكاتب الفخمة والقصور والمرافقين ، والأبواب المغلقة الموصدة بوجوه الناس ،
فلسنا مضطرين لنستجير من الرمضاء بالنار ، ولسنا مجبرين أن نهرب من الشيطان لنحتمي بإبليس ،
فهذه قضية وطن أكبر من الجميع ، وقضية شعب أنهكته الجراح وأرهقته الآلام ، والحسبة الوطنية أكبر من كل حساباتكم الشخصية ومصالحكم الخاصة ، حماك الله يا وطني ، حماكي الله يا فتح ،
( إذا ارتدى الزور و المكر لباس التقوى , ستقع أكبر فاجعة في التاريخ ... لن أضحي بالحقيقة من أجل المصلحة ، علي شريعتي )
وانتظرونا في دردشات متجنح للحق (21)

كتب : حازم عبد الله سلامة " أبو المعتصم "
[email protected]