مهزلة بيان الجبهة ضد لقاءات علي سلام مع وزراء الحكومة

بقلم: نبيل عودة

هل حقا لا تعرف الجبهة اهداف لقاءات علي سلام مع وزراء الحكومة؟  هل تتوهم الجبهة ان اللقاء مع وزير صهيوني سيجعلنا صهاينة؟  هل تعرف الجبهة ان الناصرة ليست في الاتحاد السوفييتي الذي كان، بل في اسرائيل؟ هل ميزانيات بلدية الناصرة تصل من باريس ولندن ام من حكومة اسرائيل؟ هل رفضنا لسياسة الحكومة يعني ان نرفض الحصول على ما يخصص للناصرة من ميزانيات؟ هل استقبال وزير يجعلنا نصفق لسياسته؟ هل تظن الجبهة ان المناعة السياسية خصهم بها الله لوحدهم دون سائر المواطنين العرب في اسرائيل؟!هل تقاس الوطنية بالثرثرة ام بتنفيذ المشاريع والتطوير؟!

******

عادت حليمة لعادتها القديمة.. هذا ما فهمته من بيان ما يسمى زورا "جبهة الناصرة الديموقراطية"، المليء بتهجمات شخصية على رئيس بلدية الناصرة السيد علي سلام حول لقاءات العمل مع الوزراء. كنت اتوقع من حليمة الشيوعية ان تترك عاداتها السيئة وتعود الى وعيها او بعض ما تبقى منه. على الأقل الى جانب تهجماتهم الدون كيشوتية ، كان عليهم ان يسألوا السؤال الذي يهم كل مواطن في هذه المدينة،  هل انجزت اللقاءات مع الوزراء الأهداف التي تخطط البلدية ورئيسها لتنفيذها؟ بلدية الناصرة ليست بلدية بيت لحم، توجد في اسرائيل وليست في مناطق السلطة الفلسطينية، وطبعا  ليست في الولايات المتحدة لنتحالف مع ترامب ضد اوباما أو في باريس لنستقبل الرئيس الفرنسي ووزراء حكومته..

ما الذي تريدون قوله بدون لف ودوران؟

هل تريدون القول ان ما تحصل عليه بلدية الناصرة من نتائج اللقاءات مع وزراء الحكومة، مثل الميزانيات والمصادقة على مشاريع هو تصرف مرفوض ويجب الحفاظ على الناصرة مهملة كما كانت في فترة ادارتكم للبلدية، لأنها حسب ظنكم تقع جغرافيا في ما كان يعرف بالاتحاد السوفييتي، ولا خطوة تخطى بدون اذن موسكو وورثاء ستالين؟ أين نجدهم لو أردنا مشورتهم؟

 ما العمل وقد اختفى الاتحاد السوفييتي وترك حليمة مع عاداتها القديمة تلملم جراحها المتقيحة، خاصة بعد هزيمتهم المدوية امام علي سلام الذي لم يكن يسوى شيئا في حساباتهم الانتخابية؟

ربما خطأ علي سلام انه كان يجب ان يطلب من وزراء الحكومة الذين يقابلهم ان يسقطوا صهيونيتهم قبل الوصول الى الناصرة... حتى يرضي جهابذة الجبهة الأشاوس، وان يحصلوا على شهادات حسن سلوك من حزبكم الشيوعي بانهم تخلوا عن عنصريتهم البغيضة قبل الدخول الى الناصرة؟!

حالتنا مع بياناتكم يصح عليها القول: "احترنا يا قرعة منين نبوسك!!"

 أُذكر الرفيقة حليمة ان ما تبقى من جبهة الناصرة الديموقراطية التاريخية، اصبح اليوم مجرد عدد من الحزبيين أحترمهم بلا شك، ولكني أشفق على انغلاقهم عن رؤية المتغيرات العاصفة في عالما اولا وفي ناصرتنا ثانيا، لماذا يا رفاقي القدماء انفض عن جبهتكم كل حلفائكم بدءا من رابطة الجامعيين ابناء الناصرة (أكثر من 700 عضو... في فترة وجودهم بالجبهة اصدروا مجلة ثقافية باسم "الطريق" - صدر منها ثلاثة اعداد- كنت أنا شخصيا رئيسا لتحريرها قبل ان تتفكك الجبهة بانسحابهم واقامة "القائمة التقدمية")، كذلك تفكك الى غير رجعة تنظيم الطلاب الجامعيين ابناء الناصرة (مئات الأعضاء)  ورابطة التجار والحرفيين في الناصرة بمئاتهم أيضا.  

السبب لمن لا يعرف التاريخ هو ان الحزب الشيوعي عاملهم كأيتام على موائده – موائد اللئام.

حتى قائد الحزب الشيوعي الذي انجز بناء الجهة وانتصارها وقاد مخيمات العمل التطوعي الرفيق طيب الذكر غسان حبيب جرى انكاره والتطاول عليه ثم فصله من الحزب الشيوعي.

هنا لا بد من سؤال: لماذا اسقط اسم غسان حبيب (مؤسس جبهة الناصرة وقائدها الأول) من ذكرى 40 عاما لانتصار الجبهة في الناصرة الذي انجز تحت قيادة غسان حبيب في (09 - 12 -1975)?!

نحترم التاريخ ونرفض تزييفه، ونحترم كل رؤساء البلدية ونواب الرئيس الجبهويين وغير الجبهويين، لكن حذف اسم المؤسس ومحقق الانتصار الهام والتاريخي بفضل قيادته وحنكته السياسية والتنظيمية، هو نهج مخجل يبرز واقع التردي والتفكك  للجسم السياسي المركزي في الجبهة (التي كانت جبهة قبل ان تصير مجرد اسم لا شيء جبهوي فيه) واعني الحزب الشيوعي بقياداته الحالية التي حولت هذا الجسم السياسي التاريخي الى مهزلة سياسية، وتنظيم متفكك لا فرق بينه وبين القوائم الانتخابية التي يسيطر عليها مؤسسيها ويفرضون نهجهم وتركيب قائمتهم.

لا تتوهموا كثيرا بعقد اجتماعات قطرية للحزب...او للحزب بصفته جبهة، أي نفس السيدة بملابس مختلفة...  ولا تتوهموا بأن الأسد خرج من عرينه اذا وصلت آذانكم  رنين الخطابات وصداها في مؤتمراتهم وكأننا في برنامج "عرب أيدول". لا يا رفاق فاتهم قطار التاريخ، كلها العاب لا قيمة لها في قرارات مؤتمراتكم، لأن القرار اتخذ سلفا واحضروكم تحت صيغة مندوبين لرفع ايديكم فقط، ولا بأس اذا ثرثرتم قليلا عن المبادئ التي أكلها الحمار.  

 الحزب الشيوعي ذو التاريخ المجيد يترجل عن حصانه الأصيل ويركب حمارا ينهق بدون توقف ويرفس كل من يقترب منه.

 للأسف هذا التنظيم الذي أعطيته اجمل سنوات عمري أصبح تنظيما انتخابيا يتحكم به اشخاص قلائل سلبياتهم غلبت ايجابياتهم.. ايجابيات؟ حاشا وكلا ..هل من يخبرني عن بعضها؟

لن اخوض بما طفى على السطح من فساد مقلق، بلديا وحزبيا وان زدتم ازيدكم.  حزبكم فقد كل مركباته الاعلامية والثقافية التي ميزته في السنوات الخمسين الأولى بعد نكبة شعبنا الفلسطيني، والآن تتشاطرون على علي سلام؟ حتى ليبرمان ووزراء الحكومة العنصريين لم يحظوا بمثل هذه التهجمات.. بل بنقد لطيف وناعم!!

نصيحة من شيوعي وجبهوي سابق، ساهم بدور شخصي بتأسيس الجبهة كسكرتير للشبيبة الشيوعية في الناصرة وسكرتاريا فرع الناصرة للحزب الشيوعي آنذاك... تخلصوا من جمودكم العقائدي.. تخلصوا مما تغلغل في تفكيركم من اوهام انكم الطليعة السياسية لمجتمعنا. الحياة لن تتوقف بانتظار قبولكم لما يعصف بعالمنا ومدينتنا. انتم الآن خارج التاريخ.. مجرد ظاهرة كان لها تاريخ قديم (انتم لستم من رجاله)نحترمه ونقدسه، لكنكم أسوأ خلف لخير سلف.

آمل ان تستعيدوا وعيكم، وستجدون أبوابنا مفتوحة!!

نبيل عودة

[email protected]