الكل في شرقنا الدامي اصبح يسأل ويتساءل: كيف يصل شاب الى درجه من العمى السياسي والديني والاخلاقي ويفقد انسانيته ليفجر نفسه بساحة او مكان عام؟ كيف يدخل شاب مدرسة او مرقص او مطعم ويطلق النار بعشوائية ليقتل بشر ابرياء؟ كيف يقوم أب بتفخيخ طفلته بنت التسع سنوات ليفجرها في مركز شرطه؟ كيف يقود شاب شاحنة وسط جماهير مسالمه في سوق عيد الميلاد لقتلهم؟ كيف يفجر شاب نفسه في كنيسه - بيت الله؟
ما قرأته وسمعته وتابعته في السنوات الاخيرة من اجوبة على هذه الأسئلة كان تعليل اكثر من ان يكون تحليل وكان تهرب اكثر من ان يكون مواجهة للواقع وكان لف والتفاف اكثر من ان يكون صراحة ... نعم جميعنا اكتفى بالإنشاء والكلام العسلي على غرار ان هؤلاء اقليه ولا يمثلون المسلمين وان هذا ليس الاسلام الحقيقي.. وان هؤلاء من صنع المخابرات الغربيه والصهيونيه وما الى ذلك من غزعبلات ونظريات مؤامره لكي لا تغوص عميقاً بواقعنا الذي اصبح مهلهل من العفن الاخلاقي والديني الذي اكل نخاعه الشوكي.
نعم الارهاب المتأسلم ليس فقط منا ومن داخلنا وأصبح جزء من واقعنا بل هو اصبح جزء لا يمكن انكاره من هوية الشرق المسلم وأصبح الصوره التي يراها العالم عنا وأصبحنا جميعاً نحترق بناره .. الارهاب المتأسلم عشعش بيننا ورسخ جذوره في كل بيت وقريه في كل جامع وجامعه ... فإلى متى سنكتفي فقط باللوم والتعليل؟ الم يأتِ الوقت للصراحة؟ لماذا لا نسمع ناقوس الخطر والدمار الذي يدق بيننا كل يوم؟
في عالم الطب يقول الأطباء ان معاينة المرض نصف المعالجة... فدعونا نعاين سويةً أسباب هذا الارهاب بصدق وأمانه.
ابن تيمية وما أدراك بابن تيمية هذا المشعوذ الذي يسميه الأزهر " شيخ الاسلام" ويدرس فقهه الإرهابي كفقه البخاري والنووي ومسلم والقرطبي والطبري وابن مثير وسيد قطب وابن العثيمين ومئات اخرون من شيوخ الفتنه... اقرأوا وتمعنوا بما كتبه هؤلاء الساقطون مما يرددته شيوخكم بالجوامع كل يوم جمعه وفي كل مجلس ونحن ما زلنا نتعامل مع هؤلاء على انهم " خير امه" .. فعلى سبيل المثال لا الحصر هذا ما كتبه ابن تيمية (اقتبس من كلام للمستشار والباحث الاسلامي احمد عبده ماهر) :
• المؤمن تجب موالاته وإن ظلمك واعتدى عليك والكافر تجب معاداته وإن أعطاك وأحسن إليك [ مجموع الفتاوى ج 28 ص 118 ].
• الكفار لا يملكون مالهم ملكا شرعيا ولا يحق لهم التصرف فيما في أيديهم
• والمسلمون إذا استولوا عليها فغنموها ملكوها شرعا لأن الله أباح لهم الغنائم ولم يبحها لغيرهم. [ الجزء السابع ص 34 المرجع السابق .
• الرزق مخلوق أصلا للمؤمنين ليستعينوا به على عبادة الله.
• من دخل دار حرب بغير عقد أمان فلا عليه أن يسرق أموالهم ويستبيحها وأن يقهرهم بأي طريقة كانت، فأنفسهم وأموالهم مباحة للمسلمين سواء أكانوا مقاتلين أم لا.[ ج29 ص 124 المرجع السابق .
• وجوب إهانة غير المسلم وإهانة مقدساته، وبتعبير ابن تيمية يقول [ كل ما تم تعظيمه بالباطل من مكان أو زمان أو حجر أو شجر يجب قصد إهانته ]. الجزء الأول ص535 من كتاب اقتضاء الصراط المستقيم.....يعني تهين الكنيسة لأنها مما يعظمه المسيحيين. وتهين الصليب لأنهم يعظمونه، وتهين أعيادهم...
ومن بين جرائم الإبادة الجماعية التي أشرف عليها وباركها (شيخ الإسلام ) ابن تيمية فاستحق من أجلها لقب الشيخ المجاهد كانت مجزرة كسروان في جبل لبنان ضد
القرى الشيعية، فقد حرّض على قتال المسلمين الشيعة، ونهب أموالهم وأسر من عاش منهم، ثم شكر سلطان المسلمين الذي أذعن لفتواه في رسالة طويلة
[ المرجع: كتاب أخطاء ابن تيمية في حق رسول الله وأهل بيته للدكتور/محمود سيد صبيح
4ـ ناهيك عن فتاواه بإذلال المسيحيين وهدم كنائسهم ومنع التعامل معهم وقد سبق ذكرها. [المرجع:الجزء الأول ص535 من كتاب اقتضاء الصراط المستقيم
وقول ابن تيمية في الشيعة
قال (يرحمه الله) في مشابهة الشيعة لليهود والنصارى وللخوارج في مجموع الفتاوى المجلد 28 صفحة 479 وهو يقوم بالتفريق بين المسلمين، ويفرق أيضا بين المسلمين واليهود والنصارى بلا دراية، فقال عن الشيعة وهو يكفرهم ما يلي:ـ
وَقَدْ أَشْبَهُوا الْيَهُودَ فِي أُمُورٍ كَثِيرَةٍ لَا سِيَّمَا السَّامِرَةُ مِنْ الْيَهُودِ ; فَإِنَّهُمْ أَشْبَهُ بِهِمْ مِنْ سَائِرِ الْأَصْنَافِ : يُشَبِّهُونَهُمْ فِي دَعْوَى الْإِمَامَةِ فِي شَخْصٍ أَوْ بَطْنٍ بِعَيْنِهِ وَالتَّكْذِيبِ لِكُلِّ مَنْ جَاءَ بِحَقِّ غَيْرِهِ يَدْعُونَهُ وَفِي اتِّبَاعِ الْأَهْوَاءِ أَوْ تَحْرِيفِ الْكَلِمِ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَتَأْخِيرِ الْفِطْرِ وَصَلَاةِ الْمَغْرِبِ وَغَيْرِ ذَلِكَ وَتَحْرِيمِ ذَبَائِحِ غَيْرِهِمْ وَيُشْبِهُونَ النَّصَارَى فِي الْغُلُوِّ فِي الْبَشَرِ وَالْعِبَادَاتِ الْمُبْتَدَعَةِ وَفِي الشِّرْكِ وَغَيْرِ ذَلِكَ وَهُمْ يُوَالُونَ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى وَالْمُشْرِكِينَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ وَهَذِهِ شِيَمُ الْمُنَافِقِينَ...
وإليك نماذج أخرى من فقه القتل الذي صار به ابن تيمية شيخا للإسلام....ولست أدري أي إسلام هذا الذي يتحدثون عنه ...كما لا أعتقد بصحة عقل من يعتبره فقيها اصلاً...قتل تارك صلاة الجماعة والجمعة:
"التعبد بترك الجمعة والجماعة بحيث يرى أن تركهما أفضل من شهودهما مطلقا كفر يجب أن يستتاب صاحبه منه فإن تاب تاب والا قتل"
لابد ان نصحوا من سباتنا والكف عن الكذب الى أنفسنا وان نصارح قلوبنا بان هذه الحركات التي تلقب نفسها بالحركات الاسلاميه ما هي الا حركات شرخ للمجتمع تنادي بالفتنة والقتل والطائفيه وتستند يكذبها ودجلها لكلام الازهر.. المرحوم الباحث الاسلامي نصر حامد ابو زيد كتب عن هذه الحركات: لا فرفق بين سلفي ومعتدل بينهم فكلهم يروج لحاكمية الله ويسقط البعد التاريخي للقصص القرأنيه ويروج ان " لا نقاش في النص" وليس من محض الصدفه ان لا نرى تكفير من الأزهر لداعش وأمثالها ولا نرى تكفير من الوهابيه لداعش وخواتها من حركات الارهاب المتأسلم ونسمع نعيق شيوخهم في بلاد المسلمين يدافع عن الاعمال الارهابيه وقتل الأبرياء بحجج باليه رجعيه حيوانيه...
ما زلنا نسأل لماذا لا تنهض هذه الامه وتلتحق بالحداثة وهي التي شاركت لو ضع أسسها؟ الإجابة سهلة صاغها عالم الاجتماع الفلسطيني البروفسور هشام الشرابي بكتابه " مقدمات لدراسة المجتمع العربي" وكتب ان هذا المجتمع الذي ما زال يعامل المرأه، وهي نصف المجتمع، على انها غير موجوده لن تقم له قيامة ما بقي على هذا الفكر الرجعي....وطالما ان الازهر لا يزال يقوم بتدريس
ان المرأة ناقصة عقل ودين.
وانها خلقت من ضلع أعوج
وان اكثر اهل النار من النساء
وانهن حبايل الشيطان
وانهن يقطعن الصلاة كالكلب والحمار
وان الله يلعن قوما ولوا أمرهم امرأة
وان المرأة تقبل في صورة شيطان وتدبر في صورة شيطان.
فتاكدوا انه لا صلاح ولا إصلاح بالأزهر لا بحركات الاسلام التي تشرب من نهله مهما قالوا لكم بأن الإسلام أكرم المرأة....فهل كل ما سبق يشير للاكرام ام للمهانة؟
وان سألنا أنفسنا من اين يأتي هذا الحقد الطائفي الذي يدفع شاب بان يفجر نفسه بكنيسه وان يدهس ابرياء لأنهم مسيحيون وان سألنا أنفسنا ما هو الدافع وراء نعاق الآلاف من ابناء حركات الفتنه على شبكات التواصل الاجتماعي بدعوة " المسلمين" ان لا يعايدوا على النصارى بعيد الميلاد؟ فما علينا الا ان نسمع ونقرأ ما يقوله ويكتبه " شيوخ الاسلام" من امثال ابن العثيمين
ابن العثيمين من "الفقهاء المعاصرين" وله محطة إذاعة تليفزيونية باسمه وذاع صيته في المملكة العربية السعودية وباكستان وأفغانستان ومصر وسوريا، فانظروا لفقه الرجل ومن مؤلفاته هو.. لتعلموا أننا بجهلنا نتسبب في شهرة أمثال هذا الطائفي الساقط: واقتبس من كلام للمستشار المحامي احمد عبده ماهر
يقول بن عثيمين
• إذا رأيت النصراني أغمض عيني كراهة أن أرى بعيني عدو الله
المرجع [مجموع فتاوى ورسائل الشيخ العثيمين ج10 ص673].
• يعتبر ابن العثيمين أن الترحيب بغير المسلم من المسلم ما هو إلا إذلال للمسلم لنفسه. [ج3 ص34 المرجع السابق].
• وإذا كان المسلم في خدمة غير المسلم فلا يقدم له الشاي مثلا ليأخذه بيده بل يضعه على الطاولة ثم يمضي ولا يسلمها له يدا بيد.
[ج3 ص34 المرجع السابق].
• ولا يجوز تعزيتهم ولا شهود جنائزهم لأن كل كافر عدو للمسلمين ومعلوم أن العدو لا ينبغي أن يواسى أو يشجع للمشي معه ويجوز أن نقبل تعزيتهم لنا. [ج17 ص351 المرجع السابق].
الارهاب المتأسلم لم ينزل علينا من السماء ولا هو قضاء او قدر بل هو نتاج فقه أسلامي ارهابي سمحنا له بدخول بيوتنا طوعاً وسكتنا على تجذره بمجتمعاتنا وسالمناه عندما فتح الحرب الاجتماعية علينا وانتصر "بأسلمة المجتمع" كما يريد... انظروا الى امهاتنا واخواتنا وما يرتدونه من ملابس! مناظر دخيله على حضارتنا وتراثنا.. أصبحت لا تفرق الفلسطيني عن المصري والتونسي عن الافغاني والعراقي عن المغربي... الكل لَبْس لباس " الاسلام الكاذب" وأصبح يردد كالببغاء كلام شيوخ الفتنه ويتدين ويتعبد كما فتوا له بفقههم الطائفي الإقصائي وأصبح كلام شيوخ العهاره اهم من الكتاب المنزل..
الارهاب ليس صنيعة الغرب المسيحي.. هو نتيجة حتمية للفقه الرجعي العدائي.. هذا الفقه الذي حضّر الارض الخصبة لزرع بذور الارهاب بمجتمعاتنا وربى بعناء ارهابيين في الجوامع والمعاهد الاسلاميه... اقرأوا وتابعوا كتبهم ومصادرهم ومراجعهم العلميه لتعرفوا ان كل ما نراه من قتل وارهاب هو نتيجة أيدي وعقول من داخلنا.. من ذاتنا... هذه المعاهد والجوامع التي علمت الشباب حب الموت والقتل من اجل الله... يبدأوا درسهم ب " بِسْم الله الرحمن الرحيم" ... اسألوهم كيف يتقبل الرحمن الرحيم فتل النفس البريئة؟؟؟ ان الاوان ان نعد العدة لتنقية مجتمعاتنا من هذا العفن وهذا الوباء قبل ان يفوت الاوان! نحن نعيش في عصر اسود وأقتم من العصور الوسطى التي عاشتها اوروبا... الفرق فقط اننا نملك هواتف جواله ونستعمل الفيس بوك...
اسأل نفسي اين الشهامه الفلسطينيه؟ من منبر جامع ينثر المدعو كمال خطيب( هو ليس بكامل وليس بخطيب.. هو ناقص ناعق كالغراب) سمه الطائفي وإخوتي في فلسطين يكتفون بالاستنكار... الم يأتي الوقت الذي نقف به امام هذا الدجال لمنعه من تدنيس بيت الله؟
اسأل نفسي اين عروبة مصر؟ اين انتم احفاد عبد الناصر كيف ترتاحون وكيف تنامون قريري العينين وبينكم قتلى يفجرون الكنائس... الم يأتي الوقت لتخرجوا بالملايين لمناصرة اخوتكم المصريين من الأقباط؟
اين شرفكم يا اردنيين ...؟ بينكم ومن على منابركم يدعوا شيوخ الفتنه بخلع الصليب من عنق فتاة مسيحيه ... وانتم ساكتون سكوت الموتى...
ان الاوان لثورة الشرف ... ان الاوان لتحرير المنابر من نعاق الغربان الملتحيه... لم يعد يكفي الاستنكار... علينا ان نعد العدة لتحرير العقل قبل الارض... الدين والإيمان بالقلب والنيه وليس بالملبس والمظهر... ارجعوا الى أصولكم... البسوا قمبازكم الفلسطيني وكوفيتكم الفلسطينيه البسو عقابكم الاردني ودشتاشتكم المصرية .. اخلعوا ملابس الكذب والدجل وعودوا الى نقاوة القلب وصفاء الضمير
نريد إسلاما غير إسلامهم
• لقد صدق القائل حين يقول لا أريد إسلامكم لكن أريد إسلاماً لا يُكره أحد على أداء شعائره كما قال سبحانه:{وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ ..}الكهف29.
• إسلاماً يُقِيّم الناس بالمحبة التي في قلوبهم وليس ذلك الإسلام الذي يُقيمهم بما يلبسون ولحاهم التي يطلقون، فالله تعالى قال فى كتابه العزيز بسورة الشعراء:{ يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ{88} إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بقلب سليم(89(
• نعم أُريد إسلاماً يُدافع أتباعه عن كنائس ومعابد غير المسلمين كما يدافعون عن المساجد فالله تعالى هو سبحانه القائل: { .. وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ }الحج40.
وأنهي ندائي بقول الرسول الأعظم: الساكت عن الحق شيطان اخرس
رائف حسين - المانيا