الشهداء كالينابيع.. يدافعون عن حرية الاختيار في الاقامة على هذه الارض ، فهم من حملوا الراية من اجل غدنا الذي يريدونه جميلا ، الشهداء ما توقفوا عن الحلم والعكس صحيح ايضا ، اقدامهم تحلم في الحقول والمنحيات والجبال وبالبساتين والشوارع ، فهم من رسموا طريق الجلجلة
ونحن اليوم نقف لنتذكر شهدائنا قادة ومناضلين والعيون شاخصة نحو استعادة الوحدة، من أجل التقدم على طريق النصر والعودة وتحرير الارض والانسان، فالشعب الفلسطيني يستحق تقديم مصلحته الوطنية عن اي مصالح اخرى ، هذا الشعب العظيم والرائع توحده اللانتفاضة والمقاومة والثوابت وتفرحه الانتصارات ، فهو يستحق وبجدارة منقطعة النظير اعطائة الاهتمام ، فهو من قدم الشهداء من الشهيد الأول للثورة الفلسطينية، الشهيد أحمد موسى، الى الشهيد الاول لجبهة التحرير الفلسطينية خالد الامين بطل عملية ديشوم عام 1967 ،كثيرون هم شهداء فلسطين،الذين ضحوا بحياتهم من أجل حريتهم وحريتنا، في مسيرة الجلجلة حتى ينبعث الفينيق من رماده من جديد، وتعود الطيور المشردة إلى بيوتها.
في هذه المناسبة العظيمة اقول لمن لا يروا ان القضية الفلسطينية لم تكن في يومٍ من الأيام، قضية تخص الفلسطينيين فقط، بل كانت ومازالت هي قضية العرب في كل مكان، ولأجلها ودفاعا عنها قدمت الشعوب العربية آلاف الشهداء، فضلا عن عشرات الأسرى، إذ لم تخلُ دولة عربية من المشاركة في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي أو التمثيل داخل سجونه ومعتقلاته منذ احتلاله لباقي الأراضي الفلسطينية عام 1967، فكان هناك أسرى عرب من اغلبية الاقطار العربية ومن احرار العالم ،وهؤلاء جميعا يشكلون مفخرة للشعب الفلسطيني، فهم الذين سطروا سويا مع إخوانهم الفلسطينيين أروع صفحات الوحدة والتلاحم والنضال العربي الاممي المشترك في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، وهم من سطروا كذلك صفحات مضيئة خلف قضبان سجون العدو ، وهم جزء من التاريخ الفلسطيني وفي مقدمتهم عميد الاسرى العرب القائد الشهيد "سمير القنطار" العاشق لفلسطين، والمقاوم من أجل حرية فلسطين، والقائل بعد تحريره من الاسر "لم أعد من فلسطين إلا لكي أعود إلى فلسطين"، هذا المناضل القائد الذي انخرط منذ طفولته، في جبهة التحرير الفلسطينية وهو في ريعان شبابه حمل البندقية بشجاعة وتقدم
الصفوف دفاعاً عن فلسطين وعبر البحر إلى نهاريا شمال فلسطين على متن زورق مطاطي مع مجموعة من رفاقه ليقاوم المحتل الإسرائيلي وجهاً لوجه، وليساهم في استعادة الأراضي الفلسطينية المحتلة، فودعه الشهداء القادة ابو العباس الامين العام لجبهة التحرير الفلسطينية ورفيق دربه القائد سعيد اليوسف، حيث حكم بالسجن المؤبد (مدى الحياة) خمس مرات، بالإضافة الى 47 عاماً، هذا القائد الذي عشق فلسطين واحبها يسكن في قلوب الشعب الفلسطيني كما الشعب اللبناني وسائر الشعوب العربية كما في المقاومة بقيادة حزب الله التي انتمى اليها لكي يعود الى فلسطين.
وامام هذا اليوم العظيم نقول اذا أردنا اختصارالمشهد الفلسطيني، نؤكد ان الخروج من هذا المأزق وتخطي العجز برأينا يقتضي من الفكر السياسي الفلسطيني ان يقوم بقراءة صحيحة للواقع أولاً ووضع البرامج والخطط المطلوبة، ورفض المشاريع الامريكية والصهيونية ورسم استراتيجية وطنية تؤكد على التمسك بالانتفاضة الشعبية الباسلة الذي يرسم مستقبلها شابات وشباب فلسطين بدمائهم والالتزام بممارسة النضال بكافة اشكاله السياسية والكفاحية والديبلوماسية ضد العدو الصهيوني .
إن الشعب الفلسطيني الذي قدم آلاف الشهداء يتطلع في يوم الشهيد إلى تعزيز الوحدة الوطنية وانهاء الانقسام وانجاز اتفاق المصالحة وتفعيل وتطوير منظمة التحرير الفلسطينيه ومؤسساتها على ارضية شراكة وطنيه حقيقية ، على قاعدة برنامج الاجماع الوطني وثوابته, فهذا يمثل قمة الوفاء لدماء الشهداء الأبطال، فهذه الدماء الطاهرة تحثنا على إنهاء هذا الانقسام الذي عصف بكل تفاصيل حياتنا من اجل توحيد بوصلتنا في مواجهة الاحتلال .
ان الجماهير الفلسطينية التي تقدم التضحيات وتصنع فجر مشرق من خلال انتفاضتها حيث تشكل حالة حقيقية وجديدة من خلال الاشتباك والمواجهة مع قوات الاحتلال، وهذا يدعونا الى أوسع حملة وطنية وعالمية لفضح الممارسات الصهيونية بحق القانون الدولي ، وتصعيد وتيرة المقاومة الوطنية بكافة اشكالها حتى يتم تحقيق فجر الحرية للشعب الفلسطيني في العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس.
ان ذكرى يوم الشهيد تعطينا حافز للمضي قدما في طريق النضال والثورة على مبادئ الشهداء القادة العظام الرئيس الرمز الشهيد ياسر عرفات وحكيم الثوره جورج حبش وفارس فلسطين ابو العباس وابو علي مصطفى والشيخ احمد ياسين وفتحي الشقاقي وطلعت يعقوب وامير الشهداء
ابو جهاد الوزير وابو احمد حلب وسمير غوشه وعبد الرحيم احمد وسليمان النجاب وزهير محسن وسعيد اليوسف وابو العز وحفظي قاسم وابو العمرين وعمر القاسم وجهاد جبريل والمطران هيلاريون كبوجي.
ان يوم الشهيد الفلسطيني هو يوم الشهيد العربي، هو يوم الرئيس الخالد جمال عبد الناصر واحمد بن بيله وهواري بومدين وعمر المختار وقادة المقاومة الوطنية والاسلامية اللبنانية سيد الشهداء عباس الموسوي والقائد جورج حاوي وقائد الانتصارين عماد مغنية وسمير القنطار وعروسة الجنوب سناء محيدلي ومعروف سعد وكمال جنبلاط ومحمد سعد وغيرهم من القادة هو يوم الشهيد العربي الذي يدافع عن ارضه في سوريا والعراق واليمن وليبيا ، هؤلاء المؤمنين بوحدة الهدف والمصير الذين عبدوا الطريق بالتضحيات وتعانقت ارواحهم الطاهرة مع شهداء فلسطين لتنبت انتصارات تضيئ لنا الطريق نحو الفجرالمشرق في تاريخ امتنا.
ختاما : في يوم الشهيد ، شكراً لمن قدّم روحه ودمائه وزهرة عمره فداءً لفلسطين، وهو يعيد بوصلة الصراع لوجهتها الحقيقية في شوارع الضفة والقدس وأزقتها، شكراً لكل من يقدم الدعم لصمود الشعب الفلسطيني، ويسخرعمله انطلاقاً من ايمانه العميق بحتمية انتصار الشعب الفلسطيني على العدو الصهيوني ، والتحية والتقدير لأهلنا في المخيمات في اماكن اللجوء والشتات التي تكحلت عيونهم بالتشبث بحق العودة والصمود داخل هذه المخيمات عنوان حق العودة، ونقول ستبقى فلسطين حلم وبوصلة والمناضلين حتى تحرير الارض والانسان .
بقلم / عباس الجمعة
كاتب سياسي