شدد متحدثون فلسطينيون اليوم السبت، على أهمية وضع استراتيجية وطنية لممارسة النضال السياسي والكفاحي لمواجهة مخططات الاحتلال الإسرائيلي واستكمال مسيرة الشهداء.
جاء ذلك خلال فعالية نظمتها اللجنة الوطنية لأهالي الشهداء والتجمع الوطني لأسر الشهداء في غزة، بمناسبة الذكرى الـ 48 لـ "يوم الشهيد الفلسطيني"، بمشاركة رسمية وشعبية وفصائلية.
وشهدت الفعالية، دعوات إلى منح أهالي الشهداء حقوقهم وصرف مستحقاتهم، في وقت أرجع فيه رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله، تردّي الأوضاع إلى "ضعف الإمكانات، واستمرار الانقسام".
وبلغت القيمة التي تم إنفاقها، من قبل الحكومة، على أهالي الشهداء في غزة، منذ 30 شهراً، حوالي 550 مليون شيقل (الدولار 3.8 شيقلات)، إضافة إلى 18 مليار شيقل، تم إنفاقها على جميع نواحي الحياة في القطاع.
وأكد الحمد الله، في كلمة ألقاها نيابة عنه وزير العمل في حكومة الوفاق مأمون أبو شهلا، خلال الفعالية، أنّ الحكومة تشعر بمسؤوليتها تجاه الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، قائلاً إنّه "لولا ضعف الإمكانات، واستمرار الانقسام الفلسطيني، لكان الوضع أفضل".
وشدد أبو شهلا، على ضرورة توحّد الشعب الفلسطيني، معرباً عن تقديره لتضحيات الشهداء بالقول "ننحني أمام أرواح الشهداء الذين سطّروا بدمائهم أروع ملاحم البطولة والوفاء، والذين فرضوا اسم فلسطين في كل المحافل".
وشارك في المهرجان، المئات من أهالي وأبناء الشهداء، حاملين الصور والشعارات المطالبة بإنهاء معاناتهم، وصرف رواتبهم ومستحقاتهم.
من جانبه، قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية زكريا الآغا، إنّ "الشعب الفلسطيني مصمم على تحقيق حلم الدولة الفلسطينية كاملة السيادة وعاصمتها القدس، على الرغم من كافة الممارسات الإسرائيلية من اعتقال ومصادرة أراضٍ، وتهويد واستيطان وحروب".
وأشار إلى أنّ "ذكرى يوم الشهيد الفلسطيني، تأتي في ظل استمرار انتفاضة الأقصى نتيجة تواصل العدوان الإسرائيلي، ومواصلة الاستيطان على الرغم من كل القرارات الدولية التي تُجرمه، وآخرها قرار مجلس الأمن 2334".=
وقال الآغا إنّ "الشعب قدّم عشرات آلاف الشهداء والجرحى والأسرى ولا يزال يقدّم، ويتطلّع إلى إنهاء الانقسام، وإنجاز الوحدة الوطنية، ورسم استراتيجية موحّدة، لمواجهة معوقات المشروع الوطني الفلسطيني، وتسخير كل الوسائل ضد الاحتلال الإسرائيلي".
أما فيما يتعلّق بحقوق أهالي الشهداء، وتحديداً شهداء عدوان غزة 2014، فأوضح الآغا أنّ "العائلات ما زالت تنتظر منذ عامين صرف حقوقها، ولا بد من إنهاء معاناتها ومعالجة جروحها"، مقترحاً على الرئيس محمود عباس "صرف راتب شهيد واحد من كل أسرة من أسر الشهداء كمرحلة أولى، وصرف رواتب باقي شهداء العائلة تدريجياً".
وفي السياق، دعا عضو اللجنة المركزية لحركة فتح أحمد حلس، إلى إنهاء معاناة أهالي الشهداء، "طالما أنّ الجميع متفق على إنهائها، بمن فيهم الحكومة ومنظمة التحرير والفصائل الفلسطينية"، بحسب قوله.
وأضاف حلس أنّ "شهداء عام 2014 ما هم إلا إضافة لمعاناة أهالي الشهداء الذين سبقوهم"، مشدداً على ضرورة تكاتف الجهود من أجل حل قضيتهم، خاتماً بالقول "علينا أن نقاتل من أجل تحقيق العدالة لذوي الشهداء والجرحى".
وفي السابع من كانون الثاني عام 1969 اعلن عن هذا اليوم، يوما للشهيد الفلسطيني، وهي الذكرى السنوية لاستشهاد القائد أحمد موسى أول شهيد لحركة فتح والثورة الفلسطينية في عام 1965، أول من نفّذ عملية فدائية، في العام 1965، فأصبح عنواناً للثورة الفلسطينية، ووجهاً للرصاصة الأولى، فارتبط اسمه بالذكرى السنوية لانطلاقة الثورة الفلسطينية.
وترمز ذكرى يوم الشهيد، إلى قضية فلسطين التي استقطبت مشاعر الأمة العربية كلها وروت أرضها دماء الشهداء الفلسطينيين والعرب وأحرار العالم الذين استشهدوا تحت راية الثورة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية، وخلف الثوابت الوطنية وقرارات الاجماع الوطني الفلسطيني من أجل نيل الحرية والاستقلال والعودة.
