ترامب، ورب ضارة نافعة

بقلم: مازن صافي

مؤتمر باريس الدولي ستحضره أكثر من سبعين دولة أوروبية وغير أوروبية، والكثير من المنظمات الاقليمية والدولية، ويسبق إستلام الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب لمهامه، وسيركز المؤتمر على إعادة صياغة إمكانية إحياء عملية السلام، وتحديد الآليات التي يمكن بها الانطلاق من جديد، وفي نفس الوقت يتزامن المؤتمر مع قرارات هامة صدرت مؤخرا وهما القرار الخاص بالمسجد الأقصى، والقرار الخاص بالاستيطان، وكانت ردود أفعال (اسرائيل) تجاههما هستيرية وبل تهديدية، وحتى أن ترامب، اضطر لاعادة ما صرح به خلال حملته الانتخابية حول "القدس" وبل ذهب أبعد من ذلك بتعهده بإلغاء القرار الدولي الخاص بالاستيطان 2334، ويعتبر هذا تحدي أمام التوصيات التي سيخرج بها مؤتمر باريس القادم والمقرر عقده في منتصف الشهر الجاري.

أمام الإدارة الأمريكية الجديدة الكثير من التحديات والمواجهة المباشرة مع العالم، ومع الأوضاع المأساوية والملتهبة في المنطقة، ولن يحتمل تنفيذ ترامب وعوداته، بل سوف يعتبر ما سيجري عبارة عن "قلب الطاولة" وتغيير معالم جهود سنوات طويلة من بناء الثقة ولملمة الجراح وإبعاد صاعق الانفجار، وهذا الأمر سيكون أمام الشعب الأمريكي الذي لن يتمكن "ترامب" من إدارة الظهر له، وتجاهل تساؤلاته، والمضي قدما في رسم السياسة الخارجية الأمريكية الخارجة عن المجتمع الدولي وقراراته ومنظومته ومؤسساته المختلفة.

نعم مؤتمر باريس سوف يدق الأجراس، وربما يكون الوقت متأخر لعمل ما يعمل، مثلما تصرف الرئيس الأمريكي السابق "أوباما"، حين امتنع عن استخدام الفيتو في القرار 2334، ووصف تصرفه بأنه متأخر، ولكنه مطلوب ويبنى عليه، وهكذا سوف يتم قراءة مؤتمر باريس القادم.

"الأمن" هو كلمة السر في كل ما يدور في المنطقة، ولن يتمكن "ترامب" التقدم بخطوة سياسية على حساب كلمة السر، وربما يجد معارضين "كثر" داخل (اسرائيل) يرفضون هذه الخطوة وربما يخرجون في مسيرات ضخمة وفي مدينة القدس نفسها، لأن هذه الخطوة الأمريكية سوف تزيد الأمور تعقيدا، وزيادة التطرف، وقد تجد "كلمة السر" نفسها داخل حقل من القنابل الموقوتة دون ضابط أو حد، وزيادة مقاطعة وعزلة (اسرائيل.

ان السياسة الخارجية لترامب ستعرض المنطقة للخطر والتناقضات والتصادم ومن جهة أخرى، وربما يكون أمام دول العالم فرصة كبيرة  لتكثيف الضغوط الدولةي، والتضامن مع شعبنا وقضيتنا الفلسطينية، وتنفيذ قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة وتحقيق المطالب الفلسطينية المشروعة في انهاء الاحتلال وقيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، وهنا ينطبق المثل القائل "رب ضارة نافعة".

ملاحظة: وحدة الشعب الفلسطيني، وإنهاء الانقسام، أهم الأوراق الفلسطينية للمرحلة القادمة.

 لافتة: القدس عاصمة الدولة الفلسطينية، ولن يتمكن ترامب من قلب الجوانب القانونية وتنفيذ برنامجه الانتخابي بما يخص القدس، وسيبقى يناور ويضغط  من خارج الأسوار.

بقلم/  د. مازن صافي