ما أجمل ذاك الشعور ،الذي ينمو ويكبر في أغوارنا ،وما أروعها من راحة وطمأنينة وسعادة تغمرنا ..عندما نقابل أشخاص في حياتنا لم نعرفهم من قبل ،ولأول وهلة تصورنا إنهم كالطيف العابر، لكنهم حتى وإن غادروا حياتنا تبقى لهم بصمة راسخة ، تتربع بكل ود واحترام ورقي ليس في عقولنا وذاكرتنا بل في قلوبنا وجوانحنا ولأني ذكرت كلمة الطيف ، في مقالي هذا..أود أن أشير كذلك بأن للطيف ملامح أخرى أو معاني أخرى أو باصطلاح ٍ جديد ٍ من الجانب العلمي فالطيف هو " الهالة " والتي تعني ذاك الطيف أو النور ،المحيط بجسد الكائنات الحية سواء الإنسانية أوغير الإنسانية ، حيث أن لكل فرد منا مجال طاقة يحيط بجسده على شكل إطار بيضاوي يسمى ( AURA ) .
وتحتل تلك الهالة ، مكانة امة في حياتنا ، وقد اهتم العلماء وذوو الجلاء البصري بهذا الرداء المضيء حول الجسد حيث أعطت دراسة تأثير هذا الرداء على صحة الإنسان الجسدية والنفسية نتائج لا يمكن تجاهلها . هذه الهالة التي تحيط بالجسد ليست شيئاً خيالياً ،وقد أمكن تصويرها كما يصور الأطباء مرضاهم بأشعة اكس (x) ، إنها تنتشر على بعد قدم حول جسد الإنسان ، وتشع بالألوان المضيئة إذا كان الشخص سليماً معافى .
إذا ..هالة الإنسان.. هي عبارة عن إشعاعات ضوئية تغلف الجسد من جميع الاتجاهات ويستطيع أن يراها ذوو الجلاء البصري بالعين المجردة ، وهي ذات شكل بيضاوي وألوانها متداخلة فيما بينها مثل ألوان قوس قزح ، وهذه الهالة هي بمثابة سجل طبيعي تُدون عليه رغبات الإنسان وميوله ، وعواطفه وأفكاره ومستوى رقيه الخلقي والفكري والروحي ، كما تنطبع عليها حالته الصحية ويتغير شكلها وألوانها وما تتعرض له من انبعاج أو اضطرابه تبعاً لحالة الإنسان ..! كما أن الكثير من المعالجين الروحيين يعتمدون في تشخيص الحالات المرضية التي يفحصونها على تلك التغيرات التي تطرأ على الهالة وما ينبثق منها من إشعاعات ملونة حيث إن لكل فرد لوناً خاصاً به على حسب نوع الحياة التي يحياها ، ولكل لون دلالته الخاصة .
وترجع فكرة تواجد سحابة طاقة أو هالة تحيط بالإنسان .. إلى أزمنة بعيدة ، فقد صور الفنانون القدماء الرجال المُقدسين ،وقد أحاط بهم إطار مضيء وذلك قبل أن ترسم الهالة التي تحيط برأس السيد المسيح ورؤوس القديسين في الرسوم المسيحية ، وكان قدماء الصينيين يصفونها عندما كانوا يقولون بأن صورة واحدة خير من ألف كلمة ، في حين ترك قدماء المصريين رسومات عن الهالة في آثارهم . وقد وصفها الذين رأوها بأنها عبارة عن شكل دائم التغير ومختلفة الألوان ولها طبيعة موجية رقيقة . أن شكل الهالة لا يفيد فقط في معرفة المرض .. قبل مرض الجسد فعلياً ،ولكن معرفة جميع الأحداث الهامة التي مرت به وتركت بصماتها عليه . وقد لوحظ عند احتشاد مجموعة كبيرة من الناس ويقومون بالتحرك متأثرين بعاطفة واحدة فإنه تظهر هالة خارجية جميلة شاملة تضم كل هذا الحشد ويبدو ذلك جلياً في أثناء الصلاة الجماعية سواء في المساجد أو الكنائس أو المعابد ..!
كذلك فقد أمكن للعلماء حتى من رؤية هالة مكان العضو المبتور من شخص ما سواء كانت يده أو ساقه أو حتى جزء من نبات ما .. مما يعطي الانطباع بوجود نوع من نظام طاقة في كافة الكائنات الحية وأن هذا النظام يأخذ ويطابق شكل الجسم الحي لكنه يكون مستقلاً عنه نسبياً .
وقد تمكنت الدكتورة (ثلما) في الولايات المتحدة من أن تستخدم أسلوب (كيرليان) لتصوير الهالة لترى ماذا يحدث عند تقارب شخصين ، فقامت بتقريب أيدي اثنين من المُحبين إلى الجهاز وشاهدت اندماج الإشعاعات الصادرة من الأيدي ببعضهما البعض ، في حين أن هذه الإشعاعات ، وجدتها تتنافر في تجربة تصوير أيدي شخصين يكرهان بعضهما .
وهذا ربما يفسر انقباضنا عند مقابلة بعض الأشخاص بدون أي سبب ..أ وارتياحنا من أول لحظة لمقابلة شخص آخر ، حيث أن هالتنا وهالة الشخص المقابل تكونان منسجمتين لتقارب الصفات أو ربما التفكير فنحس براحة وانشراح تجاه هذا الشخص ولا نعلم السبب خصوصاً وأننا نقابله لأول مرة..الآن فقط أدركت وبرؤيتي الموضوعية ..حقيقة غابت عني كثيرا وهي عندما نرتاح لشخص ٍ ما نصرح له أحيانا بأننا وكأننا نعرفه منذ زمن ٍ بعيد ..!!
سبحان الخالق حتى المشاعر والأحاسيس التي تداهم حياتنا ،من حب أو سعادة أو مقت أوغيره لها علاقة بيوكيمائية ، بينها وبيننا ..وليس الأمر مجرد ارتياح عند اللقاء فحسب ..عموما لم تبهرني تلك الدراسة والتي كما ذكرت ، أو ذاك البحث العلمي ،لأن هناك من هو أفضل الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هو أول من تكلم عن تلك الهالة،ولكن بصورة أخرى وبأكثر عمق ٍ منذ أكثر من 1400 عام ..!نعم الهالة التي قام العلماء ، وكما ذكرت في مقالي بالتحدث عنها وكأنها اكتشافٌ جديد ..! فماذا لو تأملنا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم و الحديث لتيقنا بالحقيقة فكما في صحيح مسلم برقم 6376
( الأرواح جنود مجندة ما تعرف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف" إذا الأمر أوسع من موضوع الهالة التي تكلم عنها العلماء والله تعالى أعلم ..!!
الكاتبة /نادية طاهر