المجلس الفلسطيني للتمكين الوطني يناقش استنهاض الحالة الوطنية

نظم المجلس الفلسطيني للتمكين الوطني اليوم اجتماعًا ضم مجموعة من الصحفيين الشبان من مختلف وسائل الإعلام، بما فيها وسائل التواصل الاجتماعي، لوضع خطوات عملية للنهوض بالحالة الوطنية الفلسطينية.

وناقش اللقاء قضايا استنهاض الحالة الوطنية، وإعادة الأمور إلى نصابها الصحيح قيميًا وكفاحيًا ووطنيًا، ورسم ملامح المشهد الراهن على أسسٍ تعيد للفلسطينيين الزخم الذي كانت تتمتع به قضيتهم على مدى عقود.

القضية التي تراجعت كثيراً في أولويات الشعوب، بسبب ظروف ذاتية وموضوعية يتوجب على الفلسطينيين تجاوزها كي تبقى قضيتهم حاضرة ويظل نضالهم هو السائد الوحيد في منظومة التراجع القيمي، الذي تعيشه المنطقة والعالم.

وأكد النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني رئيس الهيئة التنفيذية للمجلس أشرف جمعة، أن تحقيق المصالحة الوطنية ضرورة وطنية لا غنى عنها، ويجب أن تتم بسرعة، لأنها تُحقق الوحدة التي تُعتبر حجر الزاوية من أجل بناء إستراتيجية جديدة".

وشدد جمعة على أهمية إصلاح وتطوير وإعادة تشكيل منظمة التحرير الفلسطينية، وإنهاء الاحتلال، وإقامة الدولة الفلسطينية، والاتفاق على البرنامج الوطني والمشروع الفلسطيني.

وبين إلى أن المجلس يهدف إلى  رفع صوت غزة عالياً ضد الحصار والتهميش، فلسطينيًا وإقليميًا ودوليًا، ويسلط الضوء على المشاهد الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في القطاع المحاصر منذ نحو عشر سنوات.

وأوضح جمعة أن أهداف المجلس تشمل خارطة طريق مُحددة لتحقيق الوحدة الإستراتيجية الداخلية، من خلال إعادة بناء مؤسسات منظمة التحرير، وتحقيق وحدة القيادة والبرنامج الوطني وركائز المُصالحة الوطنية العليا، وأسس المشاركة السياسية في سياق تسوية تاريخية بين التيارين الوطني الديمقراطي والإسلامي.

وأكد على ضرورة تبني سياسات موجهة للاستفادة من المتغيرات الإيجابية في الوضع العربي وتحييد تأثير المتغيرات السلبية، والحصول على دعم عربي وإقليمي ودولي لخدمة ودعم الخيارات الإستراتيجية الفلسطينية.0

وأضاف "كما تشتمل المبادرة على توافق على أشكال وأساليب ممارسة وتوقيت المقاومة، بالتركيز على المبادرات الخلاقة في المقاومة، وبخاصة الموجهة إلى فرض أمر واقع فلسطيني في مواجهة سياسة فرض الواقع الاحتلالي الاستيطاني العنصري، مع مراعاة خصائص مختلف التجمعات الفلسطينية من حيث أشكال المقاومة الأكثر ملائمة، وتوسيع نطاق حملات المقاطعة محلياً وعربياً ودولياً، والاستفادة من تنامي حملات التضامن الدولي بما يخدم إحداث تغيير في ميزان القوى المختل لصالح دولة الاحتلال والعنصرية".

ولفت النائب جمعة أن المجلس يعمل على صياغة مرتكزات الخطاب والرواية الفلسطينية على قاعدة التمسك بالحقوق التاريخية والطبيعية ومبادئ الحق والعدل والأخلاق والقيم الإنسانية والقانون الدولي، وتطوير اللغة الحقوقية المقنعة دوليًا.

وتابع "كذلك تطوير آليات التعبير عن هذه اللغة في مختلف المحافل كإحدى الوسائل لتوسيع التأييد للحقوق الفلسطينية، ومواجهة أيديولوجية إسرائيل الكبرى، ومبدأ الدولة اليهودية، وزيادة التأثير في الجمهور اليهودي في إسرائيل وخارجها، وجعل الخطاب الفلسطيني الأساسي في بحث مسألة مستقبل الفلسطينيين في قضيتهم الوطنية، وكذلك مستقبل اليهود على الأرض ذاتها، بعد التحرر من نظام الحكم والسيطرة الصهيوني الاستعماري الاستيطاني".

ونوه جمعة إلى أن المجلس يقيم مقاربة لقضايا التجمعات الفلسطينية وسبل الدفاع عنها، وتشمل الدفاع عن الحقوق الجماعية والفردية للفلسطينيين في مختلف تجمعاتهم في أراضي 48، 67، وبلدان الشتات والعمل على رفع الحصار عن قطاع غزة، تحت سقف الحقوق التاريخية المشتركة ووحدة القيادة والتمثيل والبرنامج الوطني، بما يُراعي خصوصيات كل تجمع وبرنامج كفاحه اليومي من حيث العلاقة بين الوطني والديمقراطي والاقتصادي والاجتماعي ومقومات تعزيز الصمود.

واستعرض اللقاء آليات الاستعداد لنقطة التحول بصياغة استراتيجيات جديدة وفعالة للمشروع الوطني التحرري، بما يشمل التعامل مع إعادة تعريف المشروع الوطني، ومضمون حق تقرير المصير، وصياغة إستراتيجيات جديدة لهذا المشروع الوطني ضمن إطار الصراع التحرري، باعتبارها مهمة مركزية للقيادات والنخب الفلسطينية، خلال مرحلة تنفيذ خيارات إستراتيجية التحول، مع مجموعة متكاملة من وسائل واليات التنفيذ.

وقدم الصحفيون المشاركون من مُختلف وسائل الإعلام المرئية والمكتوبة والإذاعية، عديد من المقترحات التي يمكن البدء بها فورًا، دون تأجيل، لتحقيق نتائج عملية ملموسة على أرض الواقع، وإحداث تغيير، منها : تهدئة إعلامية بين الساسة، إقامة مناظرات علنية بمشاركة نخبة من المُثقفين، وصالونات ومنتديات ثقافية، وإنتاج أعمال سينمائية وإعلامية مُعبرة، وإشراك العالم العربي والغربي في ذلك، عبر إخراج سفراء من فريق الشباب الصحفي.

المصدر: غزة – وكالة قدس نت للأنباء -