دلالات عملية "القنبر"

بقلم: نادية أبو زاهر

عملية الدهس التي نفذها الشاب الفلسطيني الشاب فادي أحمد حمدان القنبر (28 عاما) في القدس المحتلة بتاريخ 8/1/2017 بشاحنته ضد جنود إسرائيليين في منطقة جبل المكبر، وقتل خلالها أربعة جنود إسرائيليين وأصيب أكثر من 15 اخرين بجراح متفاوتة، تحمل دلالات مختلفة يمكن ملاحظتها وإجمالها بالتالي:

 

إثارة الخوف والرعب بين جنود الاحتلال الإسرائيليين:

انتشر مقطع الفيديو الذي يصور عملية الدهس بسرعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي وتناقلها كل من الفلسطينيين والإسرائيليين. ولوحظ في المقاطع التصويرية عشرات الجنود وهم يهربون من ساحة الحادثة ولم يحاولوا إيقاف منفذ العملية، وتطوّر جدل واسع حول الموضوع، فبينما اعتبرها الفلسطينيون انتصارا لهم حيث استطاع فلسطيني بمفرده بث الرعب بجنود الاحتلال الإسرائيلي وهز "صورة الجيش الإسرائيلي التي لا تقهر" وفق الإسرائيليين. فيما تساءل إسرائيليون عبر مواقعهم على شبكات التواصل الاجتماعي لماذا هرب الجنود الإسرائيليون ولم يقوموا بوقف منفذ العملية. وبغض النظر عن هذا الجدل فإنه لا يخفى أن هذه العملية استطاعت إثارة الرعب بين الجنود الإسرائيليين.

 

زعزعة الأمن داخل إسرائيل وإثارة الخوف والرعب والبلبلة داخل المجتمع الإسرائيلي:

ساهمت هذه العملية في زعزعة الأمن داخل إسرائيل وإثارة الخوف والرعب والبلبلة داخل المجتمع الإسرائيلي، فأدى هذا الحراك إلى زعزعة الأمن وإثارة الخوف والرعب داخل المجتمع الإسرائيلي، فقد فضل بعض المواطنين الإسرائيليين البقاء في منازلهم. كما وردت مكالمات بحسب ما أشارت الصحف الإسرائيلية من مواطنين إسرائيليين للشرطة الإسرائيلية لاشتباههم بمواطنين فلسطينيين بأنهم سينفذون عمليات طعن أو دهس. وقد أشارت دراسات إسرائيلية إلى أنه و"على المســتوى الشـخصـي يشـعر الشـعب الإسـرائيلي بأنه أقل أمناً مما تمتعت به في الســنوات الخمســين الســابقة". فهذه العملية تعطي مؤشراً قويا بأنه لا أمل في وجود هدوء أمني مستمر يمكن أن ينعم به الجانب الإسرائيلي.

 

 

صعوبة تقدير الوضع الأمني:

أثبتت هذه العملية وغيرها من العمليات المشابهة التي وقعت في العامين المنصرمين إلى ضعف قدرة جهاز الاستخبارات الإسرائيلية للكشف عن هذه العملية بشكل مسبق او توقع متى يمكن تكرار حدوث مثل هذه العملية. فوفق تصريح سابق لرئيس الشاباك الأسبق يوبال ديسكن، فإنه لا يوجد قدرة لمواجهة هذه العمليات استخباريا. فيما أن هناك تصريح مشابه يوضح سبب صعوبة مواجهة مثل هكذا عمليات لرئيس لجنة الخارجية والأمن البرلماني في إسرائيل تساحي هانغبي، الذي أشار إلى أنه لن يكون مفاجئا أن تكون الأجهزة الأمنية الإسرائيلية غير قادرة على القضاء على تصاعد الأوضاع في الضفة الغربية، لأنها تواجه انتفاضة أفراد غير منظمين يصعب تتبعهم. وبالنسبة للجيش الإسرائيلي فمثل هكذا عمليات يمكن اعتبارها الأكثر "إقلاقا" لأنه يشكل وضعا جديدا غير معهود بالنسبة لإسرائيل، ومن أجل مواجهته يحتاج "فهم التيارات العميقة العاملة في المجتمع الفلسطيني".

د. نادية أبو زاهر