ودعت طائفة الروم الملكيين الكاثوليك في لبنان وفلسطين والعالم العربي النائب البطريركي العام في القدس وفلسطين المطران هيلاريون كبوجي في مأتم رسمي حاشد اقيم في كنيسة سيدة البشارة البطريركية في الربوة برئاسة بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للروم الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام، عاونه فيه مطارنة الطائفة وعدد من الكهنة.
وحضر المأتم عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" عزام الاحمد ممثل الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن)، وممثل الرئيس اللبناني العماد ميشال عون وزير العدل سليم جريصاتي، وممثل عن الرئيس السوري بشار الاسد السفير السوري علي عبد الكريم علي.
وبعد الصلاة، ألقى البطريرك لحام كلمة جاء فيها: "نجتمع معا في هذه الصلاة الجنائزية الخاشعة لكي نودع معًا فقيدنا الغالي المثلث الرحمة المطران كبوجي، النائب البطريركي العام ومطران القدس. إنه فقيد حلب الشهيدة المنتصرة. وهو فقيد الرهبانية الحلبية المباركة. وفقيد كنيسة بطريركية الروم الملكيين الكاثوليك. وفقيد القدس عاصمة إيماننا. وفقيد فلسطين. وفقيد المقاومة والحرية والكرامة (...)".
وتابع: "المطران هيلاريون كبوجي راهب حلبي. والراهب ينذر حياته كلها للرب من خلال نذوره الثلاثة. وفقيدنا كان نذره الآخر الوحيد الكبير فلسطين. (...) وكم كان يردد رغبته في العودة إلى فلسطين ليلتقي بأبنائه الفلسطينيين، ليكون قريبا إليهم ويشاركهم في آلامهم ومعاناتهم. وكم بذل من الجهود لأجل تأمين المساعدات على أنواعها لدعم المؤسسات الفلسطينية، ولا سيما الاجتماعية في القدس والضفة الغربية. وأصبح رمزا للقضية الفلسطينية وعلما خفاقا لها. وقد حاولت إبان خدمتي في القدس، أن أرتب له زيارة للقدس حبيبته، ولكن من دون جدوى. وقد سمح للكثيرين من المناضلين أن يعودوا إلى القدس، ولكن ليس له، لأن عودته تعني الكثير الكثير محليا وعالميا".
وأضاف: "إن نضال فقيدنا الغالي المطران هيلاريون كبوجي وجهاده وتضحيات فخر لفلسطين ولسوريا وطنه وللبلاد العربية. وفخر لكنيسة الروم الملكيين الكاثوليك. ولا بد لنا ونحن نودع هذا المجاهد الكبير أن نذكر مطرانين سبقاه في الدفاع عن القضية الفلسطينية: المثلث الرحمة المطران غريغوريوس حجار (1901-1940) مطران عكا وحيفا والناصرة وسائر الجليل الذي استشهد في ظروف غامضة عند عودته من القدس إلى حيفا بعدما شارك في مؤتمرٍ لدعم القضية الفلسطينية؛ والمثلث الرحمة المطران جبرائيل أبو سعدى ابن بيت ساحور (قرب بيت لحم) النائب البطريركي العام في القدس (1946-1965). لا بل نقول إن الدفاع عن القضية الفلسطينية هو من تراث كنيسة الروم الكاثوليك. وقد تميز الكثير من أساقفتها بدعم القضية الفلسطينية والقضايا العربية عموما. لا بل إن الكنيسة الكاثوليكية ولا سيما بشخص البابوات هي الاكثر دعما وإخلاصا للقضية الفلسطينية، وأعتبر البابا فرنسيس أن العدالة للفلسطينيين مفتاح السلام (عمان - 24 أيار 2014)".
والقى جريصاتي كلمة قال فيها: "كلفني فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون تمثيله اليوم في وداع سيادة المطران هيلاريون كبوجي، وطلب الي ان انقل الى غبطة البطريرك غريغوريوس الثالث لحام الكلي الطوبي التعزية الآتي نصها:
"تلقت ببالغ الاسى نبأ وفاة المثلث الرحمة المطران هيلاريون كبوجي مطران القدس في المنفى، وقد نذر عمرا ناهز القرن في النضال من اجل تحرير القدس من الاحتلال الذي اوقعها في ظلم ما عرفته شرائع ارض ولا قبلت به نواميس سماء. عرفته سند عزم في زمن نحتاج الى رفعة الانتماء الى الحق، فزادتني شهادته للمقدسات استنارة بمثاله. اليوم في غيابه، يبقى حاجة شرقنا وعالمنا العربي، الى الاخلاص لقيمهما في محيطهما والعالم، وهو اذ انتقل الى سكنى الاحرار في القدس السماوية، أشاطركم واباء كنيستكم وابناءها حزنكم، واتقدم منكم بأحر التعازي، سائلا القدير ان يسكنه فسيح جنانه جاعلا قلوب الجميع تفيض سلاما فيدركوا انه باق معنا".
ثم وضع جريصاتي باسم الرئيس عون وسام الارز الوطني من رتبة كومندور على نعش الراحل، وقال: "تقديرا لنضال المطران كبوجي في سبيل الدفاع عن الحق الفلسطيني في الارض والهوية، منحه فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وسام الارز الوطني من رتبة كومندور وكلفني فشرفني ان اضعه اليوم على نعشه في يوم وداعه، سائلا له الرحمة وللكنيسة ورعاتها ولأبنائها وافراد عائلة المطران الراحل الصبر والعزاء".
بعد ذلك، نقل الجثمان الى دير المخلص للرهبانية الباسيلية الحلبية في صربا حيث ووري في الثرى في مدافن الرهبان الحلبيين.
وقبل الصلاة، حضر الرئيس اللبناني الاسبق اميل لحود الى الربوة معزيا، وحضر ايضا وفد من من المجلس السياسي لـ حزب الله ضم المسؤول عن العلاقات مع الأحزاب والقوى الوطنية محمود قماطي، المسؤول عن العلاقات المسيحية محمد الخنسا وسعيد نصر الدين بتقديم واجب العزاء باسم الأمين العام السيد حسن نصرالله وقيادة الحزب والمقاومة.
