عن إجتماع تحضيرية الوطني في بيروت

بقلم: محمد أبو مهادي

ما زلت مقتنعاً أن كلّ الإجتماعات الفصائلية التي تجري مجرد هراء، وقد تحوّلت إلى خراء لمجرد قراءة البيان الصادر عن اجتماع تحضيرية بيروت.

البيان وتصريحات قيادات الفصائل تحدثت كلام عام وشعارات حول المصالحة الوطنية وحكومة وحدة وطنية وشرحت المخاطر التي يتعرض إليها الشعب الفلسطيني، ولكن لم تتفق على مواعيد محددة لتنفيذ ما طالبت به، وكأن التحضيرية تطالب مستويات أعلى منها للبدء في تنفيذ ما دعت إليه.

هل سقط سهواً الحديث عن برنامج منظمة التحرير السياسي وما وصلت إليه العملية السياسية من موات، وسقط وسط هذا السهو الإشارة لقرارت المجلس المركزي المهمة التي صدرت في آذار 2015، بل هي الأهم منذ توقيع اتفاق اوسلو حتى وقتنا هذا؟

المجلس الوطني الفلسطيني هو المؤسسة الأعلى تقريراً من مؤسسات صناعة القرار الوطني الفلسطيني، بالرغم من ذلك لم يتضمن البيان الختامي الصادر عن إجتماع تحضيرية بيروت أيّ اتفاق سياسي أو مسودة وثيقة سياسية تكون مرتكزاً لإجتماع المجلس الوطني إن صدق الحاضرين.

البيان يدعو ويطالب، وهي اللغة المقززة التي يخاطب بها الساسة الفلسطينيون الشعب والعالم بعد كل إجتماع مهما كان نوعه ومستواه، ما يدفع للتساؤل، تطالبون من وأنتم الجهة صاحبة القرار، القوى والفصائل التي حضرت الإجتماع، ألستم أنتم من ينهي الإنقسام ويشكل الحكومة ويصوغ البرنامج السياسي ويوقف التنسيق الأمني ويسلم مفاتيح السلطة الفلسطينية لإسرائيل وتلغون الإعتراف بها، أم جهات أخرى تفعل ذلك نيابة عنكم؟

البيان الصادر لا يعكس جدّية في مناقشة أزمات المجتمع الفلسطيني ولا يرتق لمستوى الضجيج الذي أثير قبل وخلال الإجتماع، بل يحمل في سطوره كل هشاشة الفصائل والسلطة وامراضها.

ما زالت الحالة السياسية ملغومة تبحث عن حلول وخارطة طريق تجنب الشعب الفلسطيني ويلات إنفجار قادم لن تحمد عقباه.

على سبيل المثال لا الحصر، الإجتماع عقد في بيروت في ظل تنامي تهديد المخيمات الفلسطينية في لبنان من عصابات متطرفة، وفي ظل تردي الأوضاع المعيشية للفلسطينيين في المخيمات التي تعتبر الأسوأ حالاً على مدار عقود من السنين، بالرغم من ذلك، لم يتطرق المجتمعون بحرف واحد حول ما يجري في تلك المخيمات المنسية، وكيفية إنقاذ الحالة.

الأوضاع في قطاع غزة ذو الأغلبية اللاجئة، هل فكرّ المجتمعون في مأساة السكان في هذا الجزء الذي تغطيه العتمة منذ عشر سنوات، كما غطّته الدماء في ثلاث حروب متتالية جعلت الآلاف من ساكنيها في حالة تشرد جديدة مستمرة حتّى اليوم.

ألتمس عذراً لأمين عام منظمة سياسية أغرقنا فرحاً وتفاؤل بما نتج عن إجتماع بيروت، حيث سيصبح فيما بعد جزء من المنظمة إن سارت الأمور حسبما يرغب، ولكن عدا عنه فكل التفاؤل مصطنع، كاذب يؤسس لدوامة جديدة تشبه حلقات المصالحة التي جالت العالم وفشلت رغم كل ما ذبح من خراف، وما صرف من نفقات إقامة وتذاكر سفر وبدل مهمات.
لا رهان على العجزة، الشعب يدرك ذلك، لهذا، الشعب في مسار وهؤلاء في مسار آخر.

لمن يريد أن يستفيد، فليقرأ دعوة الحراك الشبابي من أجل الكهرباء، ويقارن ما بين حشد القوى وقدرتها على التأثير، وحشد الحراك الشبابي وقدرته على التغيير.

محمد أبو مهادي

[email protected]