بال ثنك تطرق خزان السياسة الروسية

بقلم: ناصر إسماعيل اليافاوي

الإدراك هو العدسة الكامنة في عقولنا التي نفهم من خلالها حقائق الحياة، وما يجري فيها من أحداث. وعلي أساسها، تتحدد خطاباتنا، وانحيازاتنا السلوكية والفكرية تجاه معطيات دون أخري في المجالين الخاص أو العام. ولا ينشأ هذا الإدراك، الجمعي، من تلقاء ذاته، بل إن هناك مصادر مختلفة تتدخل في تشكيله، اهمها الستماع من الاخرين والتعرف على انماط تفكيرهم ، ومعرفة طبيعة الذاكرة التاريخية الجماعية للشعوب ، والتأمل في خبراتهم الشخصية،

الوقوف امام تلك الارهاصات الضرورية ، لا تصيغ فقط حالتنا الذهنية، وأنماط تفكيرنا، بل هويتنا، وانتماءاتنا الفردية والجماعية، فهي تضع حدودا وملامح لمن "نحن"، ومن "هم" الآخرون، والتي تتعزز بالطبع بفهمنا بطبيعة الظروف الاقتصادية، والاجتماعية، والسياسية.

قد يكون الاطلاع علي ما بداخل العقول من مدركات وأفهام ليس بالأمر الهين، لكن الواقع عادة ما يكون مرآة عاكسة وساحة كاشفة لرؤيتنا للأمور

هذا بالقعل ما حققته مؤسسة بال ثنك الرائدة في المجال الفكري وتعزيز فلسفة الحوار الجمعية لتحقيق فلسفة طرق الخزانات الفكرية ، متحديه كافة العوائق والحدود قاهرة فلسفة الصمت والسكينه والانتظار ، للوصول ال حقيقة (يجب ان نسمع من الاخرين ويسمعنا الاخرين ) هكذا ننفض عن انفسنا غبار الانتظار من ساحبة عابرة تنزل قطرا خفيفا

يجيء سردي هذا بعد مشاركتنا بندوة نظمتها مؤسسة بال ثنك التي يديرها المفكر الفلسطيني عمر شعبان بالتعاون مع مؤسسة فريدريش البرت التي يديرها ايضا المفكر الفلسطيني اسامة عنتر حول (سياسة روسيا الخارجية تجاه قضايا الشرق الأوسط والقضية الفلسطينية) والتي استضافت من موسكو عبر سكايب:

السيدة: د. إيرينا زيفاياجل سكايا Dr. Irina Zviagelskaya الباحثة في معهد الدراسات العربية للدراسات الشرقية بالأكاديمية الروسية للعلوم.، والتي ساقت خلالها العديد من المبررات لسياسة دولتها في قضايا التعامل مع الشرق الاوسط ، وحرص روسيا على أمنها القومي هو المعيار الحاسم في الوقوف امام القضايا الشائكة بعيدا عن العواطف والحسابات العشوائية ..

وفي نهاية العصف الذهني كانت الخلاصة التي لابد الإشارة لها بواقعية ان روسيا وفي ظل المتغيرات الاقليمية وتوازن القوى الجديدة لا يمكن نا تكون بديلا للولايات المتحدة في الشرق الاوسط ، وما تفعله روسيا فقط ما ينسجم مع مصالحها القومية ومحاولة للبقاء وعدم الغياب علن المسرح العالمي ولاسيما الشرق أوسطى.

بقلم/ د. ناصر اليافاوي