ثمة لدى الكثيرين في (إسرائيل) ادعاء خطير جدا، إزاء مؤتمر باريس الذي سيعقد يوم الأحد القادم، ويقولون أن هذا المؤتمر سوف يهدد "أمن" (إسرائيل) على اعتبار أن مجرد مناقشة القضية الفلسطينية، يعني تهديد الواقع الاستيطاني والعنصري لوجود (اسرائيل) ..؟!، ويذهبون أبعد من ذلك، بإدعاءاتهم أن الإدارة الأمريكية برئاسة أوباما قد أربكت الواقع الدولي، وعزفت لهم "لحن الوجع"، وهم يأملون أن يجلس السفير الأمريكي في مكتبه بالقدس في اليوم التالي لاستلام الرئيس الأمريكي الجديد" ترامب" لمهامه الرئاسية.
يتضح مما سبق أن (إسرائيل) التي دخلت في عزلة سياسية وارتباك واضح منذ التصويت الايجابي على قرار ضد الاستيطان 2334، غير معنية بحل النزاع ولا تستطيع المضي قدما مع تطلعات المجتمع الدولي، لإيجاد ممر في هذه القضية التي يعلم العالم كله، أنها وبالرغم من كل الدمار الموجود في المنطقة واحتلال أمريكا للعراق والتدخل العسكري الروسي التركي في سوريا، ودخول ليبيا في نفق مجهول، وإصابة الاقتصاد في بعض الدول العربية بالانتكاسة، إلا أن فلسطين بقيت هي بؤرة الصراع ومركز البدايات والنهايات في السياسة، ولا يمكن أن تزال من فوق الخارطة الدولية أو الجغرافية، لمجرد تصاعد الهوس الأمني الإسرائيلي أو الإفراط في التطرف السياسي الأمريكي القادم، على الرغم أيضا أن القيادة الفلسطينية أرسلت بإشارات إيجابية أنها سوف تتعامل مع الرئيس الأمريكي الجديد، بما يكفل الوصول لحل مقبول، يعيد الحقوق لشعبنا الفلسطيني، والالتزام بالمرجعيات والقوانين الدولية.
لا يوجد في السلام إملاءات، هذا ما طالب به الفلسطينيون في المسيرة السياسية التي انطلقت منذ أكثر من عقدين، ولازالت تطالب به، وهذا ما يجب أن يعلن في مؤتمر باريس القادم، كما نأمل أن يكون نتاج المؤتمر، ملزما للاحتلال، وتعمل الدول المجتمعة على ذلك بقوة القرار الدولي.
المنطقة ممتلئة بالضجيج والإحباط، والشعب الفلسطيني يناضل من أجل نيل حريته واستقلاله، رغم سياسة (إسرائيل) التدميرية للحياة الفلسطينية، وسوف يكون هناك كثير من التراجع في حال استمر هذا الوضع المأساوي، واكتفاء (إسرائيل) بالرفض للمساعي الدولية، ورفضها الاعتراف بمسؤوليتها عن ما وقع على الشعب الفلسطيني من نكبات متلاحقة.
ان المجتمع الدولي والذي سوف يمثل أركان مؤتمر باريس، لابد أن يعمل على وضع الحلول للصعوبات الكبيرة التي سوف تتشكل في حال نفذ "ترامب" وعده المشؤوم، حمما ستندفع نحو فوهة البركان، والقشرة الضعيفة التي تمثل الواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي.
وقفة: اعتراف الدول المجتمعة في مؤتمر باريس بالدولة الفلسطينية عاصمتها القدس، خطوة هامة على الطريق نحو تنفيذ القرارات الدولية ذات العلاقة .
موقف: صرح أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية د.صائب عريقات أن السلطة الفلسطينية تقوم بخطوات استباقية لمنع كارثة نقل السفارة الأمريكية إلى القدس.
بقلم/ د. مازن صافي