للأسف الشديد سلطة اوسلو/ عباس كما هي لا تتبدل ولا تتغير تود دوما الصعود على اكتاف الشعب الفلسطيني كما فعلت حينما اجهضت انتفاضة الحجارة باتفاقية اوسلو وكان حبرها دماء الشهداء الذين ارتقوا عبر سنوات الانتفاضة.
اليوم تسعى هذه السلطة وكعادتها لنشر الفوضى في غزة من خلال ازمة الكهرباء التي هي بالأساس صنيعتها, والتي دوما تسعى للضغط على ابناء هذا الوطن في حياته اليومية من خلال افشاء البطالة بين صفوف الخريجين، فلا وظائف لقطاع غزة منذ احدى عشر سنة, ناهيك عن الازمات الاخرى الصحية والتعليمية, إن مشاركة السلطة الفلسطينية بالحصار المفروض على غزة في خط متوازي مع الاحتلال بل ربما احيانا يسعى الاحتلال ذاته للتنفيس على قطاع غزة والسلطة هي الجهة الوحيدة التي تقف في وجه أي تنفيس عن القطاع واهله.
السلطة لا طائل لها من اعادة القطاع الى حاضنتها إلا عبر تأليب الشعب من خلال اثارته ضد حماس عبر بواية ازمة الكهرباء التي هي بالأساس صنيعة الحصار وصنيعة السلطة الفلسطينية من خلال رفض أي حلول من طرف عباس لإنهاء هذه الازمة .
والذي لا يعرفه الكثير من ابناء القطاع ان مجلس ادارة شركة الكهرباء جميعهم مستثمرين يتبعون لحركة فتح بطريقة او بأخرى, ولا يشغل بالهم سوى جمع الملايين وان كانت من دماء المواطنين فهم مرتزقة الحصار!!
ولا اريد الخوض طويلا في تفاصيل واسماء مجلس ادارة الشركة او اسماء المساهمين فيها فالقائمة تدلل على وجوه سوداء لم تكن بيوم سوى ( دراكولات ) تعيش على امتصاص دماء ابناء هذا الوطن وان كانت بثوب من الوان الوطنية !!
غزة اليوم تعيش حراك شعبي لتعلن عن رفضها لازمة الكهرباء وما يحدث خلف الكواليس, وهذا حق مشروع لهذا الشعب ولا احد يستطيع حرمانه من هذا الحق.
لكن اطراف عديدة وجدت موطئ قدم لها لإثارة الفوضى التي تحلم بها منذ سنوات مستغلة بساطة هذا الشعب وحقه لتتسلق على اكتافه كما عادتها فتخرب الممتلكات العامة وترشق رجال الامن بالحجارة كي تحرف البوصلة وهذا الحراك عن مساره الحقيقة الى مسار يأخذ غزة بعيدا عما تعيشه من أمن وأمان مستغلة هذا الحراك لأغراض دنيئة تتفق في اهدافها مع اهداف الاحتلال الاسرائيلي وتصبح هذه الجهات المشبوهة في نفس المسار !!
إن ازمة الكهرباء يعلم الجميع انها مفتعلة وتستطيع السلطة حلها بغضون ايام من خلال قرارات سياسية شجاعة ووطنية تصب في صالح المواطنين, إلا ان هذه السلطة لا ترغب في حلها بل تسعى لتكون بوابتها لعودتها للقطاع لتعود للحكم وتطبق عليه ما تم تطبيقه على الضفة من نزع سلاح للمقاومة وتكشف ظهرها للاحتلال بل وتسعى لتنوب عن الاحتلال في انهاء المقاومة بغزة وتدميرها!!
على الشعب وعلى اهل قطاع غزة ان يكون لديهم الكثير من الوعي والادراك لما يدور حولهم من استغلال لحراكهم وتوجيهه الى حيث رغباتهم الحزبية.
لا احد ينتقص من حق الشعب الفلسطيني بالتعبير الراقي والحضاري عن رفضه لسياسة ما, ولا احد يستطيع سلب هذا الحق منا, ولكننا نرفض ان يندس بيننا المشبوهين لتوتير الشارع الفلسطيني للوصول لأهدافهم التي لا علاقة لها بعذابات المواطنين ولا بحل ازماتهم ورفع الحصار عنهم.
إن قطاع غزة يعاني مرارة الحصار من قبل الاحتلال ولكن على الجهات السياسية الفلسطينية الادراك ان ما يعانيه الشارع الفلسطيني من خلال الازمات المفتعلة بحقه من جهات فلسطينية اشد مرارة على نفسه من حصار الاحتلال ذاته, ولن يرحم هذا الشعب كل المتواطئين ضده ولن يقف صامتا الى ما لا نهاية بوجه جبروت المتاجرين بعذاباته واستغلالهم لتنفيذ اجنداتهم الخاصة, كما لن يصمت طويلا على من يعبث بأمنه وبمقاومته ويريد تمرير عودة الفلتان الامني, والمضي قدما بتصفية القضية الفلسطينية من خلال القضاء على المقاومة الباسلة التي هي من المحرمات العبث والاقتراب منها تحت أي ظرف ولأي سبب!!
بقلم/ محمد الإفرنجي