شهدت قرية عرعرة بالمثلث في الاراضي المحتلة عام 1948 مظاهرة حاشدة شارك فيها نحو 20 ألف من فلسطينيي الداخل احتجاجا على جرائم السلطات الإسرائيلية بحق الوجود العربي، التي كان آخرها جرائم الهدم في قلنسوة وأم الحيران، وقتل الشهيد يعقوب أبو القيعان.
ومع انطلاق المظاهرة "تظاهرة الغضب"بدعوة من لجنة المتابعة العربية للجماهير العربية والأحزاب والحركات والقوى الوطنية في الداخل الفلسطيني تواجدت قوات كبيرة من الشرطة الاسرائيلية في منطقة وادي عارة ومحيط عرعرة، وعملت على استفزاز المتظاهرين والاعتداء عليهم من خلال رش المياه العادمة وملاحقتهم بقوات الخيّالة الشرطية، وقد ابلغ عن إصابة أحد الصحفيين العاملين بقناة " الميادين" الفضائية، ووقعت مواجهات بين مجموعات من الشبان وقوات الشرطة ولم يبلغ عن وقوع اعتقالات.
ورفع المتظاهرون شعارات منددة بجريمة المؤسسة الإسرائيلية في أم الحيران، والمتضامنة مع الشهيد يعقوب أبو القيعان، كما رفعت الأعلام الفلسطينية وسط هتافات حماسية من المتظاهرين تطالب بمواجهة الاعتداءات الإسرائيلية على أم الحيران والانتصار للشهيد أبو القيعان.
ووصلت المظاهرة الحاشدة إلى "المنطقة الصناعية" في عرعرة، حيث عقد هناك مهرجان خطابي، تولى عرافته القيادي طاهر سيف، وكانت الكلمة الأولى للمحامي مضر يونس باسم البلد المضيف.
ورحّب يونس بالحضور، وطالبهم بالنظر حولهم حيث تقع بعض أحياء بلدة عرعرة وعشرات المنازل التي ترفض المؤسسة الإسرائيلية ترخيصها، وتحدث عن مشاكل الأرض والمسكن في الداخل الفلسطيني، وارتباط دوائر التخطيط والبناء في الوسط العربي بالقرار السياسي الرسمي العنصري.
وتطرق إلى معاناة أحد أصحاب البيوت غير المرخصة، واعتقاله لمدة 6 أشهر رغم انه بنى بيته قبل أكثر من 10 سنوات، كذلك استعرض مشاكل الأرض والمسكن في مناطق مختلف من الداخل الفلسطيني، وتهديد غول الهدم لأكثر من 45 ألف منزل بذريعة عدم الترخيص.
وفي ختام كلمته أكد مضر يونس أن كل هذه التحديات التي تفرضها المؤسسة الإسرائيلية على أبناء شعبنا، لن تجعلهم يركعون أو يتنازلون عن حقوقهم، مشدّدا على الصمود والمواجهة حتى انتزاع كامل الحقوق.
محمد بركة، رئيس لجنة المتابعة، أكد في كلمته على تعزيز الصمود في وجه الممارسات الإسرائيلية، وحيا المشاركين الذين لبوا في خلال عدم أيام دعوات للتظاهر دون تردد إيمانا منهم بأهمية التصعيد الشعبي والجماهيري في مواجهة عبث واجرام المؤسسة الإسرائيلية والحكومة الفاشية.
وتطرق بركة إلى مماطلة المؤسسة الإسرائيلية حتى اللحظة في موضوع تسليم جثمان الشهيد يعقوب أبو القيعان، مشيرا إلى أن أهالي أم الحيران ومن خلفهم قيادة الداخل الفلسطيني، يصرون على تسلم جثمان شهيد الوطن بدون شروط، وقال :"إن أصروا على دفن الشهيد وفق شروطهم وحصر المشاركين بعدد محدد، سننزل إلى أم الحيران ونقوم بجنازة رمزية للشهيد رغم أنف الحكومة ورئيسها".
هذا وقد حلّقت طائرات للشرطة في سماء منطقة المهرجان.
إلى ذلك لا زالت الأوضاع في منطقة الشارع الرئيس في وادي عارة، متوترة بسبب استفزازات الشرطة للمتظاهرين المغادرين إلى بيوتهم بعد انتهاء المظاهرة، فيما تحاول قوات الخيّالة وسيارة المياه العادمة منع الشبان من الإقتراب من الشارع واغلاقه.
وقد كان مئات الشبان مع انطلاق المظاهرة قد أغلقوا شارع وادي عارة من كلا الاتجاهين، ثم قامت قوات الشرطة والوحدات الخاصة بتفريقهم بقنابل الصوت والرصاص المطاطي، ما أدى إلى وقوع اصابات عرف منهم المصور الصحفي جورج دبس الذي أصيب بجراح ببطنه جراء رصاصة إسفنج أطلقتها الشرطة..
وجاءت هذه التظاهرة بدعوة من لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في الداخل، وحركات شعبية وشبابية، لتكون صرخة مدوية في وجه المؤسسة الإسرائيلية، وخطوة على طريق منع هدم المزيد من المنازل العربية.
وقال النائب أيمن عودة رئيس القائمةالعربية المشتركة في الكنيست : "هذه المظاهرة الجبّارة تؤكد تمسكنا جميعًا بحقّنا أن نعيش بكرامة في أرضنا. أتينا إلى هنا لنطلق صرخة مدوية ضد العنصرية، ضد القتل الذي يمارس ضدّنا بدمٍ باردٍ، ووفاء للشهيد يعقوب أبو القيعان، نتظاهر ضد المؤسسة المعادية لشعبنا، ضد نتنياهو وأردان والسياسة التي يمثلانها".
وأضاف: "العيش بكرامة هو مطلبنا وحقنا، صرختنا هذه هي صرخة تحدٍّ، ضد هدم بيوتنا، ومن أجل ضمان مستقبل أطفالنا. فلا يمكن أن نمرّ مرّ الكرام على ما حدث في قلنسوة وفي أم الحيران، سنتصدى لكل المخططات التي تتعامل معنا كأعداء، لأن نضالنا هو نضال أصحاب الحق، نضال وطني ديمقراطي وشرعي".
وتابع عودة: "هذه المظاهرة الجبّارة لن تكون إلا رافعة واستمرارية لخطوات أخرى، وتصعيد النضال حتى إحقاق الحق".
وتأتي هذه التظاهرة القطرية في إطار سلسلة من الفعاليات الاحتجاجية التي تنظم تباعا مؤخرا، منذ أن هدمت الجرافات 11 منزلا في مدينة قلنسوة، و8 منازل في أم الحيران، إضافة لإقدام الشرطة الإسرائيلية على قتل الشهيد أبو القيعان، كما تأتي بعد سلسلة من التظاهرات والوقفات الاحتجاجية في معظم القرى والمدن العربية على مدار اليومين الماضيين، شارك فيها عشرات الآلاف
