أوضحت الشرطة الفلسطينية في قطاع غزة، طبيعة الحملة التي تقوم بها منذ أشهر، والتي زادت شدتها مؤخرًا، على الدراجات النارية، والتي تهدف للحد من الحوادث القاتلة.
ولفت الناطق باسم الشرطة في القطاع أيمن البطنيجي لمراسل "وكالة قدس نت للأنباء"، الأحد، إلى أن الهدف الرئيس للحملة التي أعلنت عنها الشرطة، والتي تستهدف الدراجات النارية، هي الحد من نسبة الحوادث، التي تتسبب فيها تلك الدراجات، وأدت لمقتل عدد من المواطنين وإصابة أخرين.
وأكد البطنيجي أن هناك فرق بين تلك الحملة، وما تم صباح اليوم من إتلاف وقص لحوالي "68 دراجة نارية"؛ مُشيرًا إلى أن الحملة تستهدف قائدي الدراجات النارية دون رخصة قيادة، أو غير مؤهلين؛ أما عملية القص التي تمت، فهي للدراجات التي كانت سببًا في الحوادث المرورية التي راح ضحيتها عدد من المواطنين عام 2016.
النعش الناري
ونوه إلى أن الحملة ليست وليدة اللحظة، بل مُعلن عنها منذ نحو شهرين، وحملت عنوان "النعش الناري"، وأجرت الشرطة إعلانات عنها، وحملات توعية؛ رغم ذلك ما تزال الحوادث قائمة، وأخرها بالأمس، أدت لوفاة مواطن ليرفع عدد الضحايا منذ مطلع العام الماضي لحوالي "91 مواطنًا".
وأشار البطنيجي إلى أن ما تم إتلافه صباح اليوم هو عبارة عن "1500جهاز غاز" تعمل عليه بعض المركبات، وقرابة "78 دراجة نارية"، تسببت في حوادث العام الماضي فقط، وقُدم بحقها شكاوى؛ مؤكدًا أن أي دراجة ستتسبب في أي حادث مروري في قادم الأيام سيكون لها ذات المصير.
إحصائيات وأرقام
ونشر البطنيجي، عبر صفحته في "فيس بوك"، نشرة توضيحية وتفصيلية للحوادث العام الماضي، أكد فيها أن ما نسبته 85% من الحوادث تسبب بها العامل البشري، بسبب السرعة الزائدة، وعدم امتلاك الرخصة الخاصة بالقيادة، والتجاوز الخاطئ، والدخول المعاكس.
وأوضحت الإحصائية المنشورة، أن نحو "12ألف" حادث مروري وقع العام الماضي، تسبب في حوالي "1522 إصابة" متنوعة؛ من بينها 54 حالة وفاة من هم دون سنة 17عامًا، 36 حالة وفاة ممن هم فوق سنة 18عامًا.
وبينت أن عدد الوفيات بلغ 90 حالة وفاة العام الماضي 2016، 36 منهم لا يحملون رخصة قيادة؛ فيما بلغ عدد الوفيات 14 في محافظة الشمال، 32 في غزة، 16في الوسطى، 15 خان يونس، 13 رفح؛ مشيرةً إلى أن العنصر البشري المُتحمل للحوادث، بسبب :السرعة الزائدة، التجاوز الخاطئ، الدخول بعكس الاتجاه المقرر للسير.
وكان لعنصر الطريق 10% من سبب الحوادث، بسبب :المنحنيات، قلة الإضاءة، عدم وجود ممرات مشاة؛ أما عناصر المركبة فشكلت 5% من الحوادث، وتمثلت في :وجود أعطال فنية في المركبة ومنها (عدم سلامة الفرامل، الأنوار، مساحات الزجاج).
ردود فعل مُتباينة
وأثارت تلك الحملة، والإعلان عن قص مجموعة من الدراجات النارية، ردود فعل مُتباينة، ما بين مؤيد وغالبية مُعارضه، الذين عبروا عن جُم غضبهم عن تلك الحملة، التي تأتي في وقت لا يقدر الكثير على دفع رسوم التراخيص وغيرها.
وطالب الرافضون للحملة حسب ما طالع مراسل "وكالة قدس نت للأنباء" الشرطة للكف عن تلك الحملات التي من شأنها التضييق على الناس، في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة، التي يمرون بها، والتساهل معهم في الإجراءات المُتبعة من قبل شرطة المرور في قطاع غزة.
فيما، رأي المؤيدين للحملة أنها جاءت متأخرةً، لكنها أفضل مما لا تأتي، مُطالبًا بإجراءات صارمة، لكل من يتهاون في أرواح الناس، ويقود الدراجات بسرعة كبيرة، والتسبب بحوادث قاتلة، خاصة من صغار السن، الغير مؤهلين للقيادة؛ مُعبرين عن تأييدهم لحملة قص الدراجات المُخالفة.
وغضت مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة الفيس بوك، بكثير التغريدات للنشطاء، التي شكلت حالةً من الجدل، ما بين المؤيدين الذين تبنوا الفكرة وأنهم معها، والرافضين للحملة، الذين عبروا عن رفضهم لها بأي شكل وتحت أي مُسمى وسبب.
