لقد ساد فكر الانتفاضة على دولة الكيان الصهيوني عقول الشعب الفلسطيني بعدما أثبتت المقاومة بأشكالها المتعددة أنها العنوان الحقيقي لمواجهة الاعتداءات و الانتهاكات التي يمارسها الكيان الصهيوني من اعتقال وهدم منازل الفلسطينيين وقتل للمدنيين الأبرياء ،يمكننا القول أن أبرز تحول في انتفاضة القدس هي العمليات الفردية من دهس وطعن وتصفية للمجرمين الصهاينة تلك العمليات أصابت القدرات الأمنية لدولة الكيان الصهيوني وأجهزته بالعجز والحقيقة أن هذا الانتقال هو تحول هام في أسلوب النضال الشعبي الذي يمارسه شباب انتفاضة القدس مما صعب علي القيادة الامنية لدولة الكيان الصهيوني التنبؤ بوقت حدوث العمليات ولا كيفية تنفيذها مما دفع قوات الاحتلال لنصب مئات كاميرات المراقبة في شوارع القدس في الوقت الذي أصبحت العمليات الفدائية تشكل هوس أمني لدولة الكيان الصهيوني ومستوطنيه فلقد عاد الاف المستوطنين في أراضينا المحتلة الي بلادهم الاصلية في أوربا و أمريكا باحثين عن الامان والحياة المستقرة .
قامت دولة الاحتلال بعدة اعدامات ميدانية بحق مدنيين فلسطينيين وبعدها قامت محاكم الاحتلال العنصرية بتبرئة جنودها المجرمين، مما جعل هذا الجيل الفلسطيني يسعي للثورة على ظلم العدو الصهيوني، الشعب الفلسطيني أثبت أنه بمقاومته من خلال انتفاضة القدس قادرين على ايصال صوته ومعاناته للعالم.
ومن أجل اظهار حقيقة الانتهاكات التي تمارسها دولة الكيان الصهيوني ينبغي أن نوصل عدالة قضية انتفاضة القدس اعلاميا وأن أسباب اندلاع انتفاضة القدس نابعة من قضية شعب انتفض على الاحتلال الذي يحتل أرضه ويسرق خيرات بلاده ويسجن أفضل أبناؤه ويصادر أرضه وضرورة توظيف ذلك بما يعزز صورة انتفاضة القدس عالميا بأنها دفاع شرعي وشعبي عن حقوق الشعب الفلسطيني ورفض لظلم وقهر دولة الاحتلال للمواطنين الفلسطينيين.
*اما عند الحديث عن التنسيق الامني بين قوات الاحتلال الصهيوني والاجهزة الامنية المحسوبة على سلطة رام الله فان الاغبياء والخونة وحدهم من يخدمون أعدائهم ويخذلون أبناء وطنهم، ان الوطني الحقيقي هو من يشعر بمعاناة أبناء شعبه والانتهاكات التي يتعرضون لها من قوات الاحتلال الصهيوني أما من الناحية الشرعية فان التنسيق الامني مع الاحتلال ضد المجاهدين من رأس الموبقات وأكبر الكبائر.
الشعب الفلسطيني اختار انتفاضة القدس وقرر ان يقاوم الاحتلال لأن المقاومة هي طريق التحرير وتمنح المقاومين العزة وهي الطريق الوحيد لاستعادة الحق الفلسطيني وعلينا كفلسطينيين بمختلف انتماءاتنا وألواننا أن ندعم انتفاضة القدس سياسيا وثوريا لتقويض أمن الاحتلال في أراضينا المحتلة.
تحاول الاجهزة الامنية في الضفة الغربية أن تخفي تورطها بالتنسيق الامني مع الاحتلال والذي أضر بالمقاومة الفلسطينية بالضفة وخدم الاحتلال وتأتي حجج التنسيق الامني تحت بند تسهيل حياة المواطنين لكن الحقيقة المرة أن هناك من لازال مقتنعا بالتعاون الأمني مع دولة الاحتلال على الرغم من الحجم الكبير للتجاوزات والانتهاكات والاعتداءات التي تمارسها قوات الاحتلال بحق المواطنين المدنيين الأبرياء والممارسات الهمجية التي لازالت تتبعها بحق شعبنا.
لقد أصبح التنسيق الأمني درب من دروب اظهار الولاء لدولة الاحتلال من أجل امتيازات ومنافع يتلقونها كمكافئة على خدماتهم في احباط عمليات المقاومة واعتقال المقاومين والمناضلين في سجون الأجهزة الامنية وتوظيف ذلك لدي الدول الغربية بأن السلطة وساستها لازالوا داعمين للمفاوضات مبرهنين على خدماتهم الجليلة لدولة الكيان الصهيوني عبر التنسيق الامني وملاحقة المقاومة.
ان من يعتقدون أنهم باعتقالهم للمجاهدين المنتفضين على الاحتلال سيتقربون بذلك الي دولة الاحتلال من أجل حل الصراع الفلسطيني الصهيوني بالتعاون والتنسيق الامني مع دولة العدو خاطئين لأبعد الحدود وعلى الداعمين للتنسيق الامني أن يعيدوا ترتيب خياراتهم وأن يعودوا لصف شعبهم ووطنهم ويلزموا أنفسهم بالعزة وأن يدعموا انتفاضة القدس لان التاريخ سيكتب من هم المناضلين والتاريخ لا يرحم من يقفوا ضد حقوق وطنهم وشعبهم وسيصفهم التاريخ بوصفهم الحقيقي الذي يستحقوه.
بقلم الكاتب: محمد مصطفي شاهين