انهت غزة السنة الحادية عشر من عمر الحصار المرير المفروض عليها من قبل الاحتلال الاسرائيلي , ومشاركة اطراف عديدة بهذا الحصار سواء كانت عربية او فلسطينية.
ازمات لا حصر لها عانت ولا تزال تعاني منها غزة وجميعها يخضع لسياسات واهواء وتجاذبات مستمرة , كل ما يحدث بالأفق السياسي للمحيط العربي والخلافات العربية- العربية وحتى الفلسطينية- الفلسطينية جميعها تترك أثارها السلبية او الايجابية على غزة وحصارها .
خلافات فتحاوية- فتحاوية واخرى فتحاوية حمساوية ومصرية حمساوية جميعها اليوم تتحرك في مسارات سياسية متعددة الطرق مستخدمة ما بيدها من اوراق ضغط على غزة سواء بتفعيل ازمات ما انفكت ان تتوقف او من خلال فتح باب للتنفيس عن غزة والتخفيف من حصارها بالقدر اللازم للأثمان التي يمكن لحماس دفعها بالمقابل!!
غزل سياسي يدور اليوم تجاه حماس من عدة اطراف عربية واخرى فلسطينية فمصر اليوم تبدي رغبتها في اغلاق صفحة العداء مع حماس وتسمح للمخابرات المصرية الاجتماع مع هنية بطريق عودته من قطر الى غزة, كما وتفتح معبر رفح باليوم التالي لوصول هنية لغزة حيث تشير الى الايجابيات التي يمكن ان تكون حدثت خلال الاجتماع الاخير مع المخابرات المصرية.
من جهة اخرى عباس يعلن العراك مع حماس من خلال تفعيل ازمة الكهرباء الاخيرة وكأنه يقول لحماس لا تذهبي باتجاه دحلان وإلا سيكون العقاب كبير رغم حالة الصفاء التي سادت خلال الفترة الاخيرة بين عباس وحماس وخطاب مشعل في مؤتمر فتح السابع وإلقاء كلمة عباس في انطلاقة حماس في رام الله.
ليس حبا بغزة والسعي للتخفيف عنها كما هو ليس حبا بحماس بقدر ما هو سعي عباس لضرب دحلان ومنعه من وضع اقدامه على ارض غزة والسماح بنيله مساحة كبيرة من النفوذ وامداد عناصره ومؤيديه بروح الاستمرار في رفضهم لعباس وسياسته والسعي لضرب عباس بغزة بين انصاره.
حماس اليوم مصابة في صعوبة الخيارات التي عليها اختيارها فإما عباس او السيسي ودحلان وكل خيار منهم له إيجابيات وعلى حماس ان تنتظر حصاد سلبيات خيارها أيا كان!!
وما تحريك وتفعيل ازمة الكهرباء الاخيرة ما هي إلا مقدمة للتعبير عن غضب عباس تجاه حماس وخوفه من تقارب بينها وبين دحلان .
سياسة الابتزاز التي تفرضها كافة الاطراف بنهايتها لا يدفع ثمنها سوى الشعب الفلسطيني بغزة الذي بات ورقة رهان لكافة الاطراف فهذا يراهن على نفاذ صبره والانقلاب على حماس ورفضها وحماس التي تراهن على صبر هذا الشعب وتمسكه بخيار المقاومة حتى وان تحمل المزيد من الاعباء والازمات.
فكل الطرق تؤدي الى عذابات هذا الشعب ولكنه رغم هذا لا يبالي لأنه يرى ان نهاية النفق لابد أن يكون له مخرج ونور لتعود حياة المواطنين الى طبيعتها في وطن حر طليق بعيدا عن الاحتلال والحصار والازمات اللامتناهية.
يبقى السؤال الى أي طريق يمكن ان تذهب حماس وما هي نتائج خياراتها هل ستكون الفترة القريبة المقبلة كفيلة بالرد على هذا التساؤل وهل سيكون هناك تدخل من قبل الاحتلال لأي خيار ستمضي وهل سيلاقي خيار حماس قبولا عربيا ودوليا وفلسطينياً؟!!
اعتقد ان مسألة الابتزاز السياسي لا تزال في مراحلها الاولي وربما ستتزايد الضغوط على حماس والشعب الغزي شيئا فشيئا الى ان تصل كل الاطراف الى غايتها وينال احد الاطراف مبتغاه وإن كان مبتغى غير وطني ولا اخلاقي فالسياسة لا تحمل بين طياتها اخلاقيات تبالي بعذابات الشعوب بقدر مبالاتها بنجاح هذه السياسة والقائمين عليها.
محمد فايز الافرنجي